ساوثمبتون يؤجّل دفع الرواتب لأشهر
ساوثمبتون يؤجّل دفع الرواتب لأشهر
Friday, 10-Apr-2020 08:48

وسطَ مطالبة بإنصاف اللاعبين وعدم التسلّط عليهم، أضحى ساوثمبتون، أمس، أول نادٍ من الدوري الإنكليزي الممتاز يعلن عن إرجاء دفع رواتب لاعبيه لعدة أشهر، وذلك على خلفية التوقف الذي فرضه فيروس كورونا.

 

 

ولن يَنحصر إرجاء دفع الرواتب باللاعبين وحسب، بل سيطال مديري النادي والمدرب النمسوي للفريق رالف هازنهوتل وطاقمه المساعد، وذلك حتى حزيران.

 

وكشف ساوثمبتون أنه، بالإضافة إلى اللاعبين الذين سيؤجِّلون تقاضي رواتبهم لأشهر نيسان وأيار وحزيران، فإنّ النادي لن يلجأ أيضاً خلال فترة الأشهر الثلاثة إلى تطبيق البطالة الجزئية التي تسمح للموظفين المعنيِّين بها بتقاضي 80 بالمئة من رواتبهم من الدولة، شرطَ ألّا يتجاوز ذلك الـ2500 استرليني (نحو 3 آلاف دولار) شهرياً كحدّ أقصى.

 

وفي البيان، أشار ساوثمبتون إلى أنّ جميع العاملين في النادي الذين لن يؤجِّلوا تقاضي رواتبهم «سيستمرون في الحصول على 100 بالمئة من رواتبهم».

 

ورأى الـ»ساينتس»، الذي كان يَبتعد بفارق 7 نقاط فقط عن منطقة الهبوط قبل قرار تعليق الدوري الممتاز، أنّ تأجيل رواتب اللاعبين «سيساعد في حماية مستقبل النادي والموظفين العاملين فيه والمجتمع الذي نخدمه».

 

ودعت رابطة الدوري الممتاز لاعبي جميع الأندية إلى اقتطاع 30 بالمئة من رواتبهم، لكنّ رابطة اللاعبين المحترفين امتنعت عن ذلك حتى الآن بحجة أنّ ذلك سيكون له تأثير سلبي على المساهمات الضريبية التي تستفيد منها الخدمة الصحية الوطنية «أن أيتش أس».

 

وبانتظار التوصُّل إلى اتفاق بشأن الرواتب، أطلقَ اللاعبون مبادراتهم الخاصة الطوعية للمساهمة في مساعدة موظفي الخدمة الصحية الوطنية.

 

وندَّد نائب رئيس رابطة اللاعبين المحترفين، بوبي بارنز، بتشويه سمعة اللاعبين من قبل أشخاص تجاهلوا حقيقة أنّ الكثير منهم يساعدون «عائلاتهم الموسّعة» في الداخل والخارج.

 

وجاء الموقف الدفاعي من بارنز بعد أن أطلق لاعبون، من بينهم قائدا ليفربول جوردان هندرسون وتوتنهام والمنتخب الإنكليزي هاري كاين، مبادرة لجمع الأموال لصالح الخدمة الصحية الوطنية. والمبادرة هي كناية عن مساهمات طوعية يقدِّمها اللاعبون وتم الترحيب بها كمبادرة «رائعة» من قبل «أن أيتش أس».

 

وجاء كلام بارنز قبَيل إعلان ساوثمبتون عن إرجاء رواتب لاعبيه لأشهر، معتبراً أنّ من هم خارج عالم كرة القدم لا يجب أن ينظروا إلى القضايا على أنها سوداء أو بيضاء بل «هناك ظلال رمادية. لا أريد شَيطنة اللاعبين. يبدو الأمر كما لو أنّ لاعبينا يشترون (سيارات) رولز رويس مُذَهّبة كل يوم. هذا الأمر ليس صحيحاً».

 

«هذه هي خلفيتهم كطبقة عاملة»

ورفض ابن الـ57 عاماً ما يلمِّح إليه على أنّ اللاعبين يعيشون في فقاعة، موضحاً «الجميع يلمِّحون إلى أنّ اللاعبين لا يدركون الحقائق الاقتصادية للوضع القائم. اللاعبون ليسوا عمياناً ويَرون ما يحصل في العالم أجمع. الغالبية العظمى من لاعبي كرة القدم هم من أولاد الطبقة العاملة، مثل جيلي، ونحن جميعاً ندرك تماماً ما يحدث هناك».

 

وأشار بارنز، الذي رفض رئيسه في رابطة المحترفين غوردن تايلور أن يخفض راتبه البالغ 2 مليون جنيه استرليني، إلى أنّ اللاعبين الأجانب يساهمون أيضاً في هذه المعركة، مضيفاً «اللاعبون الإسبان، اللاعبون الإيطاليون، واللاعبون الأفارقة بشكل خاص، يقولون نرغب في التبرُّع بالمال، لكننا نريد تحويل الأموال إلى دولنا حيث لدينا بعض الصعوبات الحقيقية».

 

وكَشف «أنا أتحدّث أيضاً مع اللاعبين المحليِّين، الذين يدعمون أسَرهم الموسعة (الأقارب والأصدقاء)، ويفعلون ما بوسعهم لمساعدتهم. هذه هي خلفيتهم كطبقة عاملة».

 

وكان بارنز يوجه سهامه باتجاه السياسيِّين، وعلى رأسهم وزير الصحة مات هانكوك الذي انتقد لاعبي كرة القدم، وتسبَّب الخميس الماضي بضجّة عندما دعاهم إلى «لعب دورهم» وخفض رواتبهم.

 

وتطرَّق لاعب وست هام السابق إلى ما صدر عن وزير الصحة بالقول: «شعر اللاعبون بالإهانة عندما أدلى هانكوك بهذا التعليق بالذات».

 

وخلافاً لما صدر عنه من موقف سلبي قبل أسبوع، أقرَّ هانكوك أنّ مبادرة اللاعبين تجاه الخدمة الصحية الوطنية هي خطوة كبيرة إلى الأمام، مغرّداً على تويتر «نرحِّب ترحيباً حاراً بهذا القرار الكبير من قبل العديد من لاعبي كرة القدم في الدوري الممتاز. أنتم تلعبون دوركم».

 

وشدَّد مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد، الذي حظيت مبادرته الخيرية لتوزيع الطعام على الأطفال في مانشستر بإشادة كبيرة، على أنّ اللاعبين لم يرغبوا القيام بخطوات مبعثرة، بل يَسعون إلى هدف واحد و»أردنا أن نأخذ وقتنا لاتخاذ هذا القرار»، مضيفاً لشبكة «بي تي سبورت» البريطانية: «نريد المساعدة بأفضل طريقة ممكنة، ومن المهم جداً إيصال الأموال إلى المكان المناسب».

theme::common.loader_icon