الدوري الممتاز في «فراغ أخلاقي»
الدوري الممتاز في «فراغ أخلاقي»
Friday, 03-Apr-2020 08:16

إتُّهمت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز بـ»الفراغ الأخلاقي» نتيجة استخدامها الأموال العامة من أجل دفع رواتب الموظفين غير اللاعبين، ومطالبتها اللاعبين بتحمُّل مسؤولياتهم المالية في ظل التوقف الذي فرضه فيروس كورونا.

 

وواجه كل من توتنهام، وصيف بطل دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي، ونيوكاسل ونوريتش وبورنموث انتقادات حادة لاستغلال القرار الحكومي القاضي بدفع 80 بالمئة من رواتب الموظفين الذين يتم تسريحهم موقتاً من وظائفهم بسبب فيروس «كوفيد-19»، شرطَ ألّا يتجاوز سقف الراتب 2500 جنيه استرليني (3000 دولار) في الشهر.

 

وقال القانوني جوليان نايت، الذي يترأس لجنة العموم للثقافة والإعلام والرياضة، انه «من الصعب ابتلاع ذلك»، في إشارة إلى استخدام الأموال العامة لكي تدفع الأندية رواتب موظفيها، مضيفاً «ما يحصل يكشف النقاب عن الاقتصاد المجنون في كرة القدم الإنكليزية والفراغ الأخلاقي الذي يشكّل مِحوَره».

 

وكشف بورنموث أنه قرَّر تطبيق التسريح الموقت على «عدد من العاملين» فيه، فيما قرَّر المدير التنفيذي نيل بلايك والمدير الفني للفريق الأول ريتشارد هيوز والمدرب إدي هاو ومساعده جيسون تيندال أن «يُخفّضوا طوعياً جزءاً كبيراً من رواتبهم» بحسب ما أعلن.

 

وخلافاً لبعض الأندية الكبرى في أوروبا مثل يوفنتوس وبرشلونة وبايرن ميونيخ، لم يعلن حتى الآن عن أي اتفاق بين الأندية الإنكليزية واللاعبين على خفض الرواتب.

 

لا اتفاق

أملَ رئيس توتنهام دانيال ليفي أن تؤدي المفاوضات بين الدوري الإنكليزي وممثلي اللاعبين والمدربين إلى أن تتحمَّل جميع الأطراف جزءاً من المسؤولية الاقتصادية التي فرضها الفيروس، لكنّ الاجتماع المشترك الذي حصل بين الدوري الممتاز ودوري كرة القدم الإنكليزية ورابطتي لاعبي كرة القدم المحترفين والمدربين، لم يَكن مبشّراً إذ لم يتم التوصُّل الى اتفاق.

 

وأعلنت الهيئات الأربع في بيان مشترك: «لم يتم اتخاذ أي قرارات اليوم، ومن المقرَّر أن تستمر المفاوضات في الساعات الـ48 القادمة، مع التركيز على العديد من الأمور الهامة، بما في ذلك رواتب اللاعبين واستئناف موسم 2019-2020» الذي توقف في منتصف آذار، مع موعد مبدئي للعودة في 30 نيسان.

 

وليفي يَجد نفسه في وضع لا يُحسد عليه على الرغم من القرار الذي اتخذه قبل يومين بخفض رواتب موظفيه وإدارييه للشهرين المقبلين بنسبة 20 %، أملاً أن يَحذو لاعبوه حَذوَ إدارته.

 

«يجب أن يكونوا أوّل من يضحي برواتبهم»

بالنسبة لرئيس بلدية لندن صديق خان، يتوجَّب على لاعبي الدوري الممتاز المساهمة في تجاوز هذه الأزمة، موضحاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنّ «لاعبي كرة القدم الذين يتقاضون رواتب عالية هم أشخاص يمكنهم تحمُّل العبء الأكبر ويجب أن يكونوا أول من يضحّي برواتبهم مع كل الاحترام، بدلاً من الشخص الذي يبيع برنامجاً أو الشخص الذي يقدِّم الطعام».

 

لكن بإمكان اللاعبين أن يعارضوا فكرة تسليط الضوء عليهم بشكل غير عادل، وأن يُطالبوا بدفع الفاتورة بدلاً من مالكي الأندية أصحاب المليارات.

 

واعتبر الخبير المالي في كرة القدم كيران ماغواير، في حديث لوكالة فرانس برس، أنّ السياسيِّين يستغلون كرة القدم، موضحاً «لا توجّه الانتقادات نفسها الى الصناعة المصرفية... لا توجَّه ضدّ المحامين الذين يتقاضون 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، إلى المحاسبين، أو الأموال التي تذهب الى حسابات خارجية من أجل تجنُّب دفع الضرائب».

 

ووفقاً لقائمة صحيفة «صنداي تايمز» للأغنياء، ارتفعت ثروة مالك توتنهام جو لويس، المقيم في جزر البهاماس التي تعتبر ملجأ التهرّب الضريبي، الى 4,4 مليارات جنيه استرليني العام الماضي.

 

وتطرَّق ماغواير إلى ذلك، بالقول: «ثروة جو لويس نفسه تبلغ أكثر من 4 مليارات جنيه استرليني، ونحن نوجِّه سهامنا تجاه (مهاجم الفريق) هاري كين، الشاب الذي ستنتهي مسيرته حين يصل الى عامه الـ35».

theme::common.loader_icon