سيناريوهات محتملة للعودة إلى الـ"بريمير ليغ"
سيناريوهات محتملة للعودة إلى الـ"بريمير ليغ"
Wednesday, 01-Apr-2020 08:43

على الرغم من أنّ المملكة المتحدة تتخبَّط في مكافحتها لفيروس "كورونا"، الذي أودى بحياة أكثر من 1400 بريطاني من أصل أكثر من 22 ألف إصابة، كثُرَ الحديث في الأيام الأخيرة عن سيناريوهات محتلمة لعودة الدوري الممتاز، أبرزها المعسكرات المغلقة وإكمال الموسم على ملاعب محايدة من دون جمهور.

 

بعد أن اتُخِذ في منتصف آذار قرار تعليق الأنشطة الكروية حتى الرابع من نسيان بسبب فيروس "كوفيد-19"، قرَّر مسؤولو كرة القدم الإنكليزية تمديد فترة التوقف حتى 30 نيسان المقبل، وسيجتمعون الجمعة لتحديد الخطوة التالية.

 

وبدأت ترتفع أصوات متناقضة بخصوص الخطوة التالية التي يجب اتخاذها، حيث طالبَ البعض بإلغاء الموسم في حال استحالة استكماله في نهاية حزيران، فيما رأى آخرون وجوبَ منح ليفربول اللقب الذي طال انتظاره منذ 30 عاماً، في حال اتُخذَ قرار التوقف نهائياً بما أنّه من غير العادل حرمانه من التتويج وهو يتصدَّر الترتيب بفارق 25 نقطة عن أقرب ملاحقيه بعد 29 مرحلة من أصل 38.

 

وبانتظار أن تتبلوَر الرؤية "السوداء" حتى الآن في ظل تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كوفيد-19" في المملكة المتحدة ومن بينهم رئيس الوزراء بوريس جونسون، نعرض بعض السيناريوهات التي يُتداول بها خلف الكواليس.

 

 

 

خلف أبواب موصدة

يُعتبر خيار إكمال الموسم في ملاعب محايدة وخلف أبوابٍ موصدة، مع السماح فقط للموظفين الأساسيِّين والجهات الناقلة للدوري، أكثر الخيارات المطروحة حالياً. ويُعتقد أنّ هناك دعماً متزايداً من الأندية لهذه الخطة، على أن تُستكمل المراحل الـ9 المتبقية في حزيران وتموز، ولاسيما بعد قرار إرجاء كأس أوروبا وأولمبياد طوكيو من صيف 2020 إلى صيف 2021.

 

وفي حال قرَّر المعنيُّون السير بهذه الخطة، فيُحتمَل أن تُقام المباريات المتبقية في موقع أو إثنين فقط في ميدلاندز (وسط البلاد) ولندن، مع إجبار اللاعبين والكوادر الفنية والطبية على الدخول في معسكرات مغلقة بعيداً عن عائلاتهم، مشابهة لتلك التي تسبق البطولات الكبرى للمنتخبات أو المباريات النهائيات لمسابقات الأندية، وذلك من أجل تجنّب الإصابة بالفيروس.

 

ويُشكِّل الانحسار الجذري لفيروس "كوفيد-19" في المملكة المتحدة خلال الشهرين المقبلين، مفتاح هذه الخطة لعدد من الأسباب، أبرزها تخفيف مخاوف اللاعبين من إمكانية الإصابة بالفيروس أثناء اللعب، وأيضاً تجنُّب أن يصبح اللاعبون عرضة للانتقادات لنيلهم امتياز الخضوع للفحوص غير المتاحة لعامة الناس، وخصوصاً العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء.

 

وفي حال لم يحصل الانحسار في عدد الإصابات من الآن وحتى الصيف، فإنّ اضطرار الطواقم الطبية الرسمية إلى تخصيص جزء كبير من جهودها على فحص اللاعبين، في حدث غير أساسي ومصيري للبلاد، لن يلقى استحسان البريطانيِّين على الإطلاق.

 

 

 

لعبة الانتظار

نظراً لتأثير الفيروس على المجتمع بشكل عام، يرى الكثيرون أنّه من غير المناسب أخلاقياً أن يعود اللاعبون إلى الملاعب بهذا الشكل المبكر، بل يجب الانتظار حتى يصبح "كوفيد-19" تحت السيطرة قبل استئناف اللعب.

 

وفي حال أصابت التوقعات بأن يبلغ عدد الإصابات بالفيروس ذروته في المملكة المتحدة خلال شهر حزيران، فذلك يعني الإبقاء على تعليق الأنشطة الرياضية حتى آب أو أيلول.

 

والانتظار سيسمح بإكمال الموسم الحالي بالكامل، ما يضمن عدم اضطرار رابطة الدوري الممتاز إلى سداد مبلغ 750 مليون جنيه إسترليني (930 مليون دولار، 842 مليون يورو) للشركات الناقلة لـ"بريمير ليغ" بسبب خرق العقد.

 

لكن سيكون لهذا الأمر تأثير كبير على الموسم المقبل لأنّه قد يؤدّي إلى تقصير روزنامة الموسم المقبل، ولاسيما بعد إرجاء كأس أوروبا للمنتخبات الى صيف 2021.

 

فالحل واضح بالنسبة لقائد إنكلترا وهداف توتنهام، هاري كاين، وهو إلغاء الموسم في حال استحالة استكماله في نهاية حزيران المقبل.

 

واعترف كاين في دردشة على "انستاغرام" مع لاعب وسط ليفربول وتوتنهام السابق، جيمي ريدناب، "أعرف أنّ المسؤولين عن الدوري الإنكليزي سيفعلون كل ما في وسعهم لإنهاء الموسم، وأنّهم يبحثون في كل خيار ممكن. أعتقد، بالنسبة لي، نحن بحاجة إلى محاولة إنهاء الموسم، لكنني لا أرى فائدة كبيرة في اللعب في تموز أو آب وتأخير بداية الموسم المقبل".

 

وأضاف: "لكن بالتأكيد، لا أعرف الكثير عن الكواليس والأمور المادية. كرة القدم ثانوية في الوقت الحالي... الأمور ليست بيدي".

 

 

 

السيناريو الكابوس لليفربول

وهناك مسؤولون يؤيِّدون موقف كاين ويَرون أنّ "لا مكان للرياضة في الوقت الحالي"، أبرزهم رئيس الاتحاد غريغ كلارك، الذي قال لرابطة الدوري الممتاز في وقت سابق من الشهر الحالي، إنّه لا يتوقع استكمال الموسم بحسب التقارير المحلية.

 

ومن المؤكّد أنّ هذا السيناريو يَقض مضجع ليفربول الذي كان بحاجة إلى خسارة ملاحقه مانشستر سيتي أمام مضيفه بيرنلي، لكي يصبح مصيره بين أيديه، حين يتواجه مع جاره اللدود إيفرتون بعد يومَين، قبل أن يتخذ قرار تعليق الدوري.

 

وفي تقرير صدر أمس، أفادت صحيفة "ميرور"، أنّه كانت هناك مفاوضات من أجل محاولة منح ليفربول اللقب ومن ثم اتخاذ قرار تعليق الدوري، على أن يكون التتويج في ملعبه ضدّ كريستال بالاس في المرحلة الـ31 في حال فاز سيتي على بيرنلي قبلها بمرحلة.

 

وبالنسبة للكاتب في صحيفة "دايلي تلغراف" بول هايوارد، يجب تتويج ليفربول باللقب، موضحاً، "إذا انتهى الموسم قبل أوانه، فمن الطبيعي أن يُحسم التتويج بحسب النقطة التي وصل اليها قبل التوقف: 29 مباراة من أصل 38 (مرحلة)، هي مسافة محترمة"، مشدِّداً على أنّ "إبطال" الموسم سيكون "هراء".

 

ولم يكن موقف المدير التنفيذي لبرايتون، بول باربر، مختلفاً عن هايوارد، إذ رأى أنّه في حال "جُمِّدَ" الموسم، فسيكون ذلك غير عادل بحق ليفربول، لكن نائبة رئيس وست هام يونايتد، كارين برايدي، رأت أنه إذا تعذَّر استكمال الدوري، فإنّ الحل العادل الوحيد هو أن يعلنوا الموسم "ملغى وباطلاً".

 

لا أحد يعلم متى سيعود اللاعبون الى الملاعب، لكن عندما يتحقق ذلك، يأمل الكثيرون أن يُمنح ليفربول فرصة لإكمال رحلته الطويلة نحو القمة.

 

theme::common.loader_icon