لاحظ المتتبعون لتحرّك أسعار الاسهم المصرفية منذ مطلع العام 2013، خصوصا في الاسبوعين الاخيرين، تحركا لافتا لأسعار هذه الاسهم، خصوصا اسهم كل من مصارف عودة وبلوم وبيبلوس (اكبر ثلاثة مصارف لبنانية). ويبدو ان وراء الحركة تقف صلابة اداء هذه المصارف وتمكنها من تجاوّز التحديات التاريخية التي واجهتها في العام 2012 بأدنى خسائر ممكنة.

بل ان البعض منها تجاوزها محققا نموا جيدا فاق كل التوقعات. ويأتي الطلب على هذه الاسهم، ليس فقط في بورصة بيروت للاسهم محليا، بل وايضا في الاسواق الخارجية.

ولقيت الاسهم المصرفية دعما اضافيا مطلع العام الجديد من تخصيص مصرف لبنان المركزي نحو 1.5 مليار دولار اميركي كخط ائتماني للمصارف اللبنانية دعما لتسليفاتها للقطاع التجاري في لبنان وللقطاع الخاص. وقد كان لهذه الخطوة التي قام بها المركزي الوقعا الايجابي على بورصة بيروت الرسمية للاسهم لما لهذه الخطوة من اثار ايجابية فعلية على النمو الاقتصادي المرتقب في العام 2013.

وبالفعل، وكما توقع الكثيرون، سرعان ما سجلت الاسهم المصرفية المذكورة قفزات سعرية يومية تجاوزت ثلاثة في المئة في اليوم الواحد. وكان بنك عودة اعلن عن حيازته مجددا على رخصة مصرفية في تركيا وعن انشائه لفرع مصرفي في تركيا يملك كامل الاسهم فيها ويهدف في 2013 الى تأسيس نحو 32 فرعا في تركيا بعدد موظفين يصل الى ألف موظف.

وكانت موجودات بنك عودة، وهو اكبر مصرف في لبنان، تجاوزت الـ 31 مليار دولار، علما ايضا ان سندات اليوروبوند اللبنانية اجتذبت بعض الاقبال اللافت ايضا مع مطلع العام الجديد. وبذلك يكون القطاع المصرفي والمالي في لبنان قد اكد مرة اخرى انه اعتاد على التأقلم مع التطورات المختلفة اكانت محلية او اقليمية او حتى دولية.

السوق اللبنانية

سجل امس اتمام صفقة كبيرة على اسهم بنك بيبلوس العادية في بورصة بيروت للاسهم. فقد جرى تبادل 1.340.605 بسعر 1.64 دولار اميركي اي بصفقة بلغت قيمتها نحو 2.2 مليون دولار اميركي. جاء ذلك رغم تراجع اسهم هذا المصرف بموجب هذه الصفقة 3.52 في المئة.

وتحرك سعر سهم مصرفي آخر امس وهو بنك عودة الفئة العادية، فقد ارتفعت الاسهم العادية امس بنسبة 0.76 في المئة الى 6.55 دولار، واستقرّت اسهم عودة فئة GDR على 7 دولارات. واسهم بنك بلوم العادية على 7.92 دولار. اما اسهم شركة سوليدير، فقد تراجعت امس بنسبة 0.15 في المئة للفئة (أ) الى 12.96 دولارا، وبنسبة 0.38 في المئة للفئة (ب) الى 12.94 دولارا.

وعليه، بلغ حجم الاسهم المتداولة في البورصة امس 1.39 مليون سهم وقيمتها 2.56 مليون دولار اميركي مع تسجيل 31 عملية بيع وشراء تناولت ستة اسهم. وفي ختام التداولات، تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0.20 في المئة الى 10.725 مليار دولار اميركي.

اسواق الصرف العالمية

ارتفع سعر صرف الين الياباني امس لليوم الثالث على التوالي وهي اطول فترة ارتفاع له في شهرين. جاء ذلك وسط اعتقاد واسع بأن الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي الياباني لن تكون كافية لتحفيز النمو الاقتصادي من ناحية، ولاضعاف العملة اليابانية من ناحية اخرى.

فارتفع الين الياباني امس بنسبة 0.26 في المئة الى 88.52 ينا للدولار الاميركي بنسبة 0.19 في المئة الى 118.01 ينا لليورو. وكان البنك الياباني رفع نسبة التضخم المستهدفة امس الاول الى 2 في المئة الأمر الذي اعتبره الكثيرون جيدا وقويا لكنه ليس كافيا.

وكان الين تراجع بنسبة 5.4 في المئة خلال الشهر الماضي في حين زاد اليورو بنسبة 1.4 في المئة واستقر الدولار الاميركي تقريبا. من جهة اخرى تراجع الوان الكوري وهو العملة الافضل اداء في اسيا في العام 2012 بعدما صرح وزير المالية أنه سوف يجهد للجم تقلبات اسعار العملات. فتراجع الوان بنسبة 0.4 في المئة ليقفل على 1066.18 للدولار الواحد.

الاسهم العالمية

فتحت الاسهم الاميركية امس على ارتفاع واضح في نيويورك، ولقيت الدعم ايضا من ارباح الشركات عن الفصل الاخير من العام الماضي.
وزاد مؤشر داو جونز 0.46 في المئة الى 13712 نقطة، وستاندرد اند بورز بنسبة 0.44 في المئة الى 1492.56 نقطة. ومؤشر ناسداك بنسبة 0.27 في المئة الى 3243 نقطة. اما في اوروبا، فكانت الاسهم قليلة التغيير امس مع ميل طفيف الى الارتفاع.

وقد ارتفع مؤشرها العام 0.1 في المئة الى 288 نقطة. وكان مؤشر فوتسي البريطاني مرتفعا في تداولات بعد الظهر بنسبة 0.12 في المئة الى 6186.54 نقطة. كما كان مؤشر داكس مرتفعا 0.04 في المئة الى 7600.64 نقطة. وتراوحت اسعار الاسهم الاوروبية حاليا قرب اعلى مستوى لها في ثلاثة اعوام.

اما في آسيا، فتراجعت الاسهم امس بقيادة الاسهم اليابانية المتأثرة بقوة الين في اسواق الصرف، والمستمرة لليوم الثالث على التوالي. وانخفض مؤشر نيكي الياباني امس بنسبة 2.08 في المئة الى 10487 نقطة. كما تراجع المؤشر العام للاسهم الآسيوية بنسبة 0.5 في المئة الى 132.29 نقطة.

الذهب

تقلبت اسعار الذهب امس ضمن نطاقات ضيقة مع التزام المستثمرين جانب الحذر والترقب قبيل تصويت المشرّعين في الولايات المتحدة الاميركية بشأن سقف الدين العام، وذلك بهدف تجاوّز السقف حتى 19 ايار المقبل. وارتفع سعر الذهب امس بنسبة 0.7 في المئة الى 1694.40 دولارا للاونصة. اما الفضة فارتفعت بنسبة 0.77 في المئة الى 32.42 دولارا للاونصة مع ارتفاع الطلب الصناعي عليها ايضا.

النفط

جرى تبادل النفط قرب اعلى مستوى له في اربعة اشهر امس اذ ارتفع بنسبة 0.10 في المئة في نيويورك الى 96.78 دولارا للبرميل، وذلك مع ترقّب الجميع للتصويت الاميركي على تجاوز سقف الاقتراض العام في الولايات المتحدة الاميركية حتى ايار المقبل. وغلب ذلك على انباء ارتفاع المخزونات الاحتياطية النفطية الاميركية والذي من شأنه إضعاف الأسعار.