اجازة في الاعمال الدولية والديبلوماسية واعلامية ومذيعة في مجال الصحافة الاقتصادية في الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب
قال الإتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) امس، إنّه يعمل مع مصرف لبنان المركزي من أجل ضمان تحويل إيرادات شركات الطيران غير اللبنانية الى الخارج.
وقال نائب رئيس (إياتا) لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط محمد علي البكري، إنّ إيرادات الشركات غير اللبنانية ما زالت تُحوّل إلى خارج البلاد التي تعاني من أزمة مالية شديدة، لكن الأمر أصبح صعباً.
وأكد البكري أن "لبنان ليس ضمن الدول التي تعاني من حظر عمليات تحويل الأموال "blocked funds" ونأمل ألا تكون كذلك، إذ أن جهود الاتحاد الدولي للتقل الجوي مُستمرة بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان تحويل مبيعات شركات الطيران من لبنان إلى الخارج"، مضيفاً أنّ لبنان يعي أهمية النقل الجوي لاقتصاده.
خسائر «كورونا»
في سياق آخر، اعلن البكري، انّ شركات الطيران في الشرق الأوسط تكبّدت خسائر تقدّر بـ100 مليون دولار حتى الآن بسبب تفشي فيروس «كورونا»، وإنّ على الحكومات أن تساعد الناقلات خلال هذه «الفترة الصعبة».
وقال، إنّ التقديرات الحالية تشير إلى خسائر بنحو 1.5 مليار دولار هذا العام لشركات الطيران العالمية بسبب الفيروس.
عزلة جويّة!
في هذا الاطار، علّق الرئيس السابق لمطار بيروت محمد شهاب الدين على تحذير «إياتا» للبنان، قائلاً: «انّ كل شركات الطيران العاملة في لبنان سبق وأطلعت المسؤولين على الأزمة التي تعاني منها والمتمثلة بعدم قدرتها على تحويل الاموال الى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بسبب القيود المفروضة في القطاع المصرفي اللبناني».
وشرح لـ«الجمهورية»، انّ شركات الطيران مُلزمة بتحويل الإيرادات الى «إياتا» المسؤولة عن اصدار تذاكر السفر عالمياً، مشيراً الى انّ الصعوبة في تحويل اموال شركات الطيران العاملة في لبنان انعكس على ظروف الشركات التشغيلية، وأدّى الى خفض عدد رحلاتها من والى لبنان.
وأوضح شهاب الدين، انّ وضع لبنان على القائمة السوداء، في حال حصوله، يعني عدم قدرة شركات الطيران العاملة في لبنان على اصدار أي تذكرة سفر، وبالتالي ضرب قطاع الطيران ووقف كافة الرحلات الجوية، أي عزل لبنان جوياً.
كما لفت الى انّ وضع شركات الطيران ومكاتب السياحة والسفر في لبنان حرج للغاية بسبب تردّي الاوضاع الاقتصادية وتراجع المبيعات، ما ادّى الى انخفاض حجم اعمالها، لتضاف تداعيات ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والتي شكلّت ضربة قاسية للشركات، وصولًا أخيرًا الى فيروس «كورونا» الذي أدّى الى وقف بعض الرحلات ومزيد من التراجع في مجمل حركة الطيران.
وتخوّف شهاب الدين من التداعيات الاجتماعية لوضع لبنان على القائمة السوداء، حيث سيؤدي وقف الرحلات الى إقفال شركات الطيران ووكالات السفر وبالتالي تسريح الآلاف من العاملين فيها.
عبود
من جهته، أوضح رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، انّ الـ«اياتا» تنظّم العلاقة بين وكالات السفر وشركات الطيران وفق نظام Billing and Settlement Plan الذي تتمّ عبره كافة مدفوعات الشركات ووكالات السفر من اجل اصدار تذاكر السفر، وبالتالي في حال وضعت «إياتا» لبنان على القائمة السوداء سيصبح من غير الممكن إصدار تذاكر السفر.
وقال لـ«الجمهورية»: «سيصبح لبنان كالعراق وسوريا، مضطرًا لشراء تذاكر السفر مباشرة من شركات الطيران واصدار تذاكر سفر وفقاً للآلية القديمة للتذاكر وليس عبر نظام «إياتا»، ما سيؤدي الى خروج كافة شركات الطيران من السوق اللبنانية».
وكشف عبود عن توجّه لإقفال مطار بيروت بشكل كامل بسبب عوامل عدة:
- توجّه شركات الطيران الاجنبية الى خفض حجم اعمالها في لبنان، بعد ان تمّ تجميد ايراداتها من قِبل مصرف لبنان والطلب منها فتح حسابات مصرفية محلية لايداعها، مما لا يتماشى مع مصالح الشركات الاجنبية، وقد يُضّطرها الى الخروج من السوق اللبنانية.
- نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، تراجعت القدرة الاستيعابية لمطار بيروت من 65 طائرة أي 13000 راكب يوميًا الى حوالى النصف، مع خفض شركة طيران الامارات سعتها (capacity) من 1000 راكب الى 300 راكب يومياً، وشركة فلاي دبي من 21 رحلة اسبوعياً الى 3، وغيرها من الشركات...
- سيؤدي تفشي فيروس «كورونا» الى مزيد من التراجع في حركة المطار وقدرته الاستيعابية، بعد ان تمّ تقدير خسارة قطاع الطيران من فيروس «كورونا» بـ23 مليار دولار عالميًا، حصّة الشرق الاوسط منها 10 مليارات لغاية الآن.
ونتيجة لتلك العوامل، رجّح عبود ان يكون التوجّه نحو اقفال مطار بيروت مما سيشكّل خطورة كبرى ويشكّل ضربة قاضية للقطاع.
مكاتب السفر
وفي ما يتعلّق بأزمة مكاتب السفر نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وعدم قدرتها التسعير بالليرة كما تطالبها وزارة الاقتصاد، لأنّها تدفع لـ«اياتا» بالدولار، كشف عبود انّه تمّ التوصل مع شركات الطيران الى اتفاق يحصر بيع تذاكر السفر بمكاتب السفر فقط، على ان تقوم شركات الطيران بتوفير الخدمات وليس بيع التذاكر، لا بالدولار ولا بالليرة اللبنانية. وقال، انّ هذا الاجراء أنعش مكاتب السفر نوعًا ما.
وفيما اشار الى انّ شراء التذاكر عبر الانترنت تراجع بسبب السقوف المفروضة على السحب، «لكنّنا نواجه اليوم مضاربة غير متكافئة من عمليات الشراء عبر الانترنت التي تتمّ خارج لبنان من قِبل لبنانيين».
وقف الرحلات الى لبنان
وكان لبنان اعلن وقف النقل الجوي للوافدين من الدول الرئيسية التي تشهد انتشاراً لفيروس «كورونا» المستجد، باستثناء اللبنانيين الراغبين بالعودة إلى بلدهم أو الأجانب المقيمين في لبنان. والدول المعنية بشكل رئيسي بهذا القرار هي الصين، وكوريا الجنوبية، وإيران وإيطاليا.
وكلّفت المديرية العامة للطيران المدني تعميم القرار على جميع شركات الطيران لوقف رحلاتها من المناطق المذكورة إلى بيروت، باستثناء تلك التي «تقلّ حصراً المواطنين اللبنانيين والمقيمين في لبنان».
كما أعلنت مديرية شؤون الطيران المدني في مملكة البحرين، تعليق جميع الرحلات القادمة والمغادرة مع لبنان حتى إشعار آخر، في إطار التدابير اللازمة للوقاية من فيروس «كورونا».