لتأمين لقمة العيش... لا تنسوا تلقيح أطفالكم
لتأمين لقمة العيش... لا تنسوا تلقيح أطفالكم
ماريانا معضاد
Saturday, 29-Feb-2020 06:15

من الضروري أن يتابع كل مولود جديد برنامجاً لقاحياً لحمايته من الأمراض التي قد تهدد صحته وحياته. وقد أظهرت الأرقام تزايداً لعدد إصابات الأطفال بمرض الحصبة في الآونة الأخيرة في لبنان، ما حفّز وزارة الصحة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، على القيام بحملة وطنية لمكافحته. تعرّفوا معنا الى أهمية تطعيم أطفالكم ضد مرض الحصبة وأسباب تزايده في لبنان، والى اللقاح الخاص به.

الحصبة عدوى يسبِّبها فيروس مُعد جداً. ويُطلق عليها أيضاً الروبولا، ويمكن أن تكون خطيرة ومميتة للأطفال الصغار. بينما تنخفض معدلات الوَفَيات في جميع أنحاء العالم حيث يتلقّى عدد أكبر من الأطفال لقاح الحصبة، فلا يزال المرض يقتل أكثر من 100000 شخص سنويّاً، معظمهم دون سن الخامسة.

 

في حديث لـ«الجمهورية»، قالت د. رندى حمادة، دكتوراه في الصحة العامة، ورئيسة مصلحة الصحة الاجتماعية والرعاية الصحية الأولية في الوزارة، وأستاذة جامعية، إنّ «الحصبة فيروس مُعد جداً، عند الإصابة من المتوقع أن يُعدي المريض حوالى 90% ممّن حوله إن لم يكونوا مطعّمين. من المعروف أنّ هذا المرض قد يؤدي إلى وفيات وإلى مضاعفات خطرة جداً على صحة الأطفال والبالغين معاً، ولكن الأطفال في خطر أكبر نظراً لمناعتهم الأضعف».

 

لماذا الحملة الوطنية؟

وفقاً لـ د. رندى، «تتابع دائرة لوحدة الترصّد الوبائي في وزارة الصحة أرقام أعداد إصابات الأطفال سنوياً بالحصبة التي يسجلها الأطباء ويبلّغون عنها، أو الحالات التي يتم استشفاؤها. وقد تبين أنه من نصف العام 2018 إلى العام 2019، ازداد عدد حالات الإصابات بالحصبة في الفترة نفسها من العام بالنسبة إلى السنة الفائتة. كان ذلك مؤشراً لوزارة الصحة وشركائها (منظمة الصحة العالمية واليونيسيف)، بالترافق مع موجة عالمية لتفشّي الحصبة (في بعض الولايات والدول في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا)، ودعى الجهات المعنية إلى القيام بحملة وطنية لمحاربة فيروس الحصبة».

 

ولفتت إلى أنّ «الأسباب والدوافع لازدياد انتشار الحصبة في لبنان مختلفة عن بلدان أخرى، وأهمها الاكتظاظ السكاني الذي نشهده منذ العام 2011، وحركة النزوح اليومية، واختلاف أولويات الناس تجاه صحة أطفالهم، والوضع الاقتصادي المتردّي، إذ بات يبدّي الأهل أهمية تأمين لقمة العيش على أهمية اللقاحات، وهذا أمر طبيعي لا يمكن لومهم عليه».

 

وأضافت حمادة أنّ «وزارة الصحة لم تأخذ الإجراء وحدها، فقد استقبلت لجنة أخصائيين من منظمة الصحة العالمية من جنيف، واجتمعت اللجنة مع وزارة الصحة والخبراء الوطنيين الذين يشكلون اللجان العلمية لبرنامج التحصين. على هذا الأساس، تمّ أخذ قرار أنه أسلَم لأطفال لبنان وللمجتمع القيام بحملة وطنية شاملة، تطال الأطفال من عمر 6 أشهر إلى عمر 10 سنوات. هكذا، نتمكن من تأمين مناعة عالية وحماية للأطفال من مضاعفات سيئة للمرض وحالات وفاة محتملة في بعض الأحيان».

 

كيف ينتقل فيروس الحصبة؟

• السعال،

• العطس،

• تَشارك الطعام...

أي من خلال رذاذ اللعاب. يعرّض هذا الفيروس الطفل وعائلته إلى الكثير من المشاكل. ينتشر في الجسم كله، ويؤثر كثيراً على الجهاز التنفسي لأنه يسبّب نوعاً من الطفح الجلدي».

 

العوارض

ذكرت د. رندى العوارض التالية:

• نوع من الزكام،

• السعال،

• احمرار العينين،

• ألم في الفم،

• طفح على الجلد (بقع حمراء)،

• إرتفاع الحرارة».

 

الأشخاص الأكثر عرضة

أفات د. رندى أنّ «الأطفال، لاسيما ما دون السنة، هم الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة. لذلك، تعمل وزارة الصحة على تطعيم كل الأطفال ضد الحصبة عند بلوغهم 9 أشهر. حالياً، أصبح الأطفال الأصغر سناً مُستهدفين في الحملة ضد الحصبة، أي ابتداء من عمر 6 أشهر».

 

في السياق نفسه، قالت حمادة: «لتشخيص الإصابة بالحصبة، يجري الطبيب فحص دم للطفل. وقد تشمل مضاعفات الإصابة التهاباً في الأذن، وفي السحايا، وفي الدماغ، وغيرها من الحالات الخطرة التي قد تصيب الأطفال، بما في ذلك الوقوع في الغيبوبة».

 

الوقاية

بحسب د. رندى، اللقاح هو الوسيلة الوحيدة لحماية الطفل من الإصابة بهذا الفيروس. فيعطي الطعم أجساماً مضادة لجهاز المناعة، ما يساعد على محاربة الحصبة. وقد أثبتت اللقاحات فعاليتها في حقل الصحة، على أنها من أنجَع المبادرات التي يمكن للدول ووزارات الصحة القيام بها لوقاية الأطفال والمجتمعات من الأمراض المنقولة، والتي يمكن الوقاية منها باللقاحات».

 

وتابعت: «نعطي لقاح الحصبة إذاً للأطفال ضمن الروتين الوطني للتلقيح. يجب توعية الأهل على أنّ كل طفل عليه متابعة برنامج لقاحي منذ الولادة، من عمر 0 إلى 18 سنة. يجب احترام هذا البرنامج وعدم تناسيه، وإلّا نسبّب مخاطر لصحة أطفالنا».

 

وشدّدت: «لقاح الحصبة هو أحد هذه اللقاحات، يُعطى عند بلوغ الطفل 9 أشهر، ثم ضمن اللقاح الفيروسي الثلاثي عند بلوغه عمر السنة، ثم جرعة فيروسية ثلاثية عند بلوغه 18 شهراً (سنة ونصف). هو لقاح آمن وفعّال جداً. بعد التطعيم، لا خطر على الأطفال للإصابة بالحصبة، حتى عند الاحتكاك بطفل آخر مصاب. وإنّ اللقاح متوافر مجاناً في وزارة الصحة بواسطة اليونيسف وبمواصفات منظمة الصحة العالمية، ويخضع لشروط تبريد وحفظ عالمية في لبنان».

 

ونصحت د. رندى الأهل بـ«عدم تصديق كل إشاعة يسمعونها بشأن صحة أطفالهم. ويجب استشارة طبيب العائلة في حال ورود الشكوك، أو الاتصال بوزارة الصحة لطرح أي سؤال على الرقم 1214، أو التوجه إلى أقرب مركز صحي».

 

المرحلة المقبلة لحملة الوزارة

أضافت د. حمادة: «دفعتنا حالات الإصابات المتعددة في منطقة الشمال وبعلبك - الهرمل إلى تقسيم الحملة الوطنية للوقاية من مرض الحصبة إلى مرحلتين. الأولى في الشمال عكار بعلبك - الهرمل وتستهدف الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 10 سنوات، والثانية تبدأ بعد حوالى الأسبوعين وتطال باقي المناطق اللبنانية لاستهداف كل الأطفال غير الملقّحين.

 

في حال تأكّد الأهل من أنّ أطفالهم أخذوا اللقاح بمراحله الثلاث، يمكنهم عدم إعطائه الطعم مرة أخرى، لكن في حال وجود شكوك، جرعة زائدة لا تضر بالطفل، فيما جرعة بالناقص قد تضعه في خطر.

 

في أرض الواقع، تطال الحملة الأطفال من خلال الحضانات والمدارس والمراكز الصحية والمستوصفات وأطباء الأطفال. أمّا في المدارس فهناك توعية للطفل والأهل، إذ قبل تطعيم الولد، تُرسل إدارة المدرسة للأهل ورقة لإعلامهم أنّ طفلهم سيتلقى اللقاح. وفي حال عدم موافقة الأهل، تتحمّل المدرسة المسؤولية».

 

وختمت: «ثمّة تعاون هام بين وزارة الصحة ووزارة التربية: في بداية كل عام دراسي، نقوم بتعميم لجميع الأهل من خلال المدارس أنه لا يمكن تسجيل أيّ طفل في المدرسة إن لم يكن قد أتَمّ كافة شروط دفتر التلقيح، بحسب العمر».

theme::common.loader_icon