الراعي: الأنظار موجهة إلى الحكومة الجديدة التي تسلمت كرة النار بشجاعة
الراعي: الأنظار موجهة إلى الحكومة الجديدة التي تسلمت كرة النار بشجاعة
Sunday, 23-Feb-2020 12:45

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قداس افتتاح حملة الصوم لكاريتاس لبنان، وألقى عظة بعنوان "حول يسوع الماء الى خمر فائق الجودة"، قال فيها: "مع هذا الأحد يبدأ زمن الصوم الكبير، وهو الزمن المسيحاني الذي يجدد فيه الرب يسوع كل شيء من أجل سعادة الإنسان وفرح الجماعة. هذا ما جرى في عرس قانا الجليل، حيث "حول يسوع الماء إلى خمر فائق الجودة" (يو10:2)، فكانت فرحة العروسين، وسعادة المدعوين. وكان إظهار ألوهيته، وإيمان تلاميذه. والكل بوساطة إيمانية راجية من مريم أمه".

 

وتابع: "وجهت رسالة الصوم الكبير عن هذه المواضيع، وهي بعنوان "الصوم جسر بين الدنح والفصح". وتم توزيعها منذ أسبوعين على الأبرشيات والرهبانيات، وفيها بالإضافة إلى المفهوم اللاهوتي والروحي، توجيهات راعوية بشأن ممارسة الصيام والقطاعة".

 

أضاف: "إن حال الفقر المتزايد، والأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، تقتضي منا جميعا أن نتضامن في خدمة المحبة لئلا يخور أحد في الطريق ويموت جوعا أو لانعدام إمكان شراء دواء. فبمقدار ما نساهم في حملة كاريتاس ولو بالقليل، تأتي البركة مضاعفة من جودة الله، متذكرين كيف أن الرب يسوع أشبع بخمسة أرغفة وسمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال. ورفعوا من الفضلات إثنتي عشرة قفة مملوءة (متى 14: 20-21)".

 

وتابع: "لا بد من التذكير بالبرامج التي تحققها كاريتاس - لبنان، ونختصرها بتأمين مساعدات مادية فورية وغذائية للعائلات، الرعاية الصحية الأولية في مراكزها العشرة والعديد من عياداتها الجوالة، تعليم الأولاد ذوي الحاجات الخاصة في مراكزها الأربعة، دعم المدارس الرسمية من خلال توزيع مواد غذائية على الطلاب وتأمين الأدوات التعليمية والنقل والبرامج الصحية، دورات تدريبية على المعلوماتية لجميع أفراد المجتمع وإعطاء شهادة رسمية، استكشاف حاجات الأفراد والعائلات بواسطة مساعدات اجتماعيات والعمل على توفيرها بالإضافة إلى تأمين وجبات طعام ساخنة وتنظيم نشاطات ترفيهية للأطفال في أقاليم كاريتاس الستة والثلاثين، القيام بمشاريع تنموية في المناطق وتوفير فرص عمل بالتعاون مع البلديات، إن خدمة المحبة التي تؤديها كاريتاس - لبنان ومثيلاتها من المؤسسات الاجتماعية غير الحكومية والمبادرات الفردية والجماعية المتنوعة، لا تحل بحد ذاتها الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، التي توجب على الدولة إيجاد السبل للخروج منها، ووضع البلاد على طريق الحل. الأنظار موجهة إلى الحكومة الجديدة التي تسلمت كرة النار بشجاعة، آملة بمؤازرة الجميع الوصول إلى خلاص مركب الوطن من الغرق. لذلك لا ينظر إلى الحكومة بموقف المتفرج والمشكك، بل بموقف المؤازر والمسؤول. كلنا مسؤولون عن كلنا".

 

وختم الراعي: "أما مبادرات المحبة والتضامن والتكاتف، فتبقى ذات قيمة مادية ومعنوية وروحية. نسأل الله أن يباركها، من أجل مزيد من العطاء الذي به تتمجد محبة الله الواحد والثالوث".

 

theme::common.loader_icon