عام جديد قد بدأ حاملاً معه تحدّيات شتّى أمام المستشفيات والقطاع الصحّي، في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان. ولكن، بغض النظر عن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية السائدة، لا يزال مستشفى «أوتيل ديو دو فرانس» يلتزم إلتزاماً واضحاً بتأمين أعلى مستوى من الجودة في الرعاية الصحّية لمرضاه، وبمواكبة آخر الابتكارات في المجال الطبّي، تأكيداً على إحدى مهمّاته التي تدعو إلى المشاركة في التقدّم الطبّي.
تماشياً مع هذا الإلتزام، حافظ قسم الأمراض القلبية في مستشفى «أوتيل ديو» على تميّزه من خلال الإنجازات التي يحقّقها باستمرار.
علاج بلا جراحة
ركّز القسم في الفترة الأخيرة على مواكبة التطوّر في معالجة مشاكل صمّام القلب. إذ إنّ معالجة أو تغيير الصمّام الأبهري على سبيل المثال، من دون اللجوء إلى العملية الجراحية الكلاسيكية أي عملية «القلب المفتوح»، تتطلّب تقنيّات حديثة نوعاً ما وتعتمد على القسطرة أو التمييل (TAVI). فيُدخل الطبيب الجهاز عبر شريان الفخذ ويستخدم البنج الموضعي في أكثر الأحيان ليتمكّن من زرع الصمّام الجديد من خلال القسطرة داخل الصمّام القديم.
وبفضل هذه التقنية، أصبح من الممكن معالجة تضيّق الصمّام الأبهري من دون الحاجة إلى العملية الجراحية، التي لا يمكن للمريض تحمّلها في معظم الأوقات، والتي تشكّل خطراً كبيراً عليه نسبةً لعمره المتقدّم أو المشاكل الصحّية التي يعاني منها. وبعد هذه العملية، التي تدوم حوالى نصف ساعة أو ساعة، يراقب الطاقم الطبّي المريض في وحدة العناية الفائقة لمدّة 24 ساعة ليغادر في معظم الأحيان المستشفى بعد يوم أو يومين كحدّ أقصى، من دون أي مشاكل أو تعب، ويكون قادراً على متابعة حياته الطبيعية بوقت أسرع.
غير أنّه خلال عمليّة زرع الصمّام الأبهري عبر القسطرة (TAVI)، ثمّة إمكانيّة تفتّت بعض الأنسجة؛ وفي حال تمّ قذفها إلى أحد شرايين الدماغ وتسبّبت بإنسدادها، يُصاب المريض بسكتة دماغية. وقد يشمل هذا الحطام قطعاً من الجدار الشرياني وأنسجة الصمّامات والتكلّس والمواد الغريبة وتخثّر الدم. هذه حالة غير شائعة، إلّا أنّها قد تحصل بنسبة 1 إلى 3 في المئة بحسب الدراسات. لكنّ تجنّب هذه المضاعفات قد يكون ممكناً بنسبة كبيرة حاليّاً، بفضل التطور التقني والتكنولوجي وبواسطة جهاز الحماية الدماغي «SENTINEL™» المتوفّر للمرّة الاولى في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أوّل جهاز للحماية من الجلطة الدماغية
في يوم الجمعة 3 كانون الثاني 2020، قام فريق قسم الأمراض القلبيّة في مستشفى «أوتيل ديو» باستخدام أوّل جهاز للحماية من الجلطة الدماغية في لبنان والمنطقة، المعروف باسم «SENTINEL™»، لمريض في الـ83 من عمره، خضع لعملية TAVI أي زرع الصمّام الأبهري عبر القسطرة أو التمييل من دون اللجوء إلى عملية القلب المفتوح، وكانت نتائجها ممتازة.
تُستخدم هذه التقنية للحماية بنسبة كبيرة من الجلطة الدماغية ولإلتقاط وإزالة التخثّر والنسيج، أي الحطام الذي تمّت إزاحته أثناء عملية زرع الصمّام الأبهري عبر القسطرة. هذا الجهاز غير إلزامي، يقترحه الطبيب على المريض بهدف الوقاية من خطر حدوث جلطات دماغية خلال العملية أو بعدها.
إصلاح الصمام التاجي
من ناحية أخرى، لا تقتصر معالجة صمّامات القلب من خلال القسطرة على معالجة الصمّام الأبهري، بل تتعدّاه إلى معالجة الصمّام التاجي وثقوب القلب وغيرها... فبالإضافة إلى عملية الـTAVI، يقوم أطباء القلب في «أوتيل ديو» بعملية إصلاح الصمام التاجي من خلال جهاز الميترا كليب (MitraClip) ممّا يؤدّي إلى معالجة قصور أو إرتجاع الصمّام التاجي بشكل فعّال، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على معدّل نجاة المريض ويحسّن نوعية حياته في المستقبل.
بذلك، أصبحت تقنيّات معالجة صمّام القلب، أكان الصمّام الأبهري أو التاجي أو غيرها من الصمّامات، من خلال القسطرة ومن دون إجراء العملية الجراحية الكلاسيكية، متوافرة في لبنان بنوعية جيّدة لدى أطباء أخصائيين، ما يُعطي أملاً لجزء كبير من المرضى الذين لم يحظوا في السابق بأي فرصة للحصول على العلاج اللازم.
وأخيراً، يسعى قسم الأمراض القلبية في «أوتيل ديو دو فرانس» إلى تأمين كلّ تقنيّات العلاج المتقدّمة والمتطوّرة لتحسين جودة الرعاية المقدّمة لمرضاه. فبفضل هذه الأجهزة السبّاقة المتوفّرة لديه، وبفضل خبرة فريقه الطبّي وكفاءته، يبقى هذا القسم رائداً في أمراض القلب والأوعية الدمويّة في لبنان والشرق الأوسط.
