عقد بطاركة الكنائس المسيحية الشرقية ورؤساؤها، قمة روحية بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي، للتداول في "الأوضاع الخطيرة التي يمر فيها لبنان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولا تزال بعض نتائجها تقلق جميع المواطنين".
وفي نهاية القمة أصدروا بيانا ختاميا تلاه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر سجّل فيه الآباء "بعد ولادة هذه الحكومة، ارتياحهم إلى وجوه وزارية من أصحاب الاختصاص والخبرة، فإنهم ينتظرون من أداء الحكومة القدرة على كسب ثقة الشعب اللبناني، وثقة المجتمع الدوليِ والجهات المانحة. ويحثون أهل السياسة أن يواكبوا بروح إيجابية العمل الحكومي، حتى يتسنى للحكومة الإنصراف إلى تنفيذ الإصلاحات في البنى والقطاعات من أجل النهوض الاقتصادي المنشود".
وأكد البيان "وجوب المسارعة في محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وضبط الهدر المتواصل في المال العام، كشرط لا بد منه للدفع بالاقتصاد اللبناني نحو الإنتاجية الكفيلة وحدها بضبط الحركة المالية وتحقيق دورة اقتصادية طبيعية تنمي القطاعات المختلفة، بما يحقق الإستقرار ويساعد في وضع برامج مستقبلية وفي إنجاحها".
كما شدد على حق التظاهر السلمي طلباً للإصلاح، ولكن "الآباء يدينون بشدة الغوغاء في الشوارع والساحات، خصوصا في العاصمة بيروت، مخافة أن يميل الحراك عن أهدافه النبيلة. ويحيون الجيش وقوى الأمن الداخلي في تعاملهما مع الأحداث. ويناشدون العاملين على تأجيج العنف، العودة إلى العمل الديمقراطيِ الصحيح والسليم".
وحثّ الآباء من خلال البيان الختامي، المجتمع الدوليِ والدول العربية، أن يساندوا لبنان في الإصلاح الإقتصادي والمالي والإنمائي حتى يستعيد لبنان دوره المنفتح والمسالم، والعامل من أجل السلام ونصرة الشأن الإنساني في محيطه، فيتجنب ما تسببه التجاذبات الخارجية من معاناة على أرضه، مناشدين أبناءهم اللبنانيِين المنتشرين كي يكثفوا جهودهم في دعم وطنهم الأم ومساعدته على استعادة العافية على كل الصعد".
