المستشفى النهاري للطبّ النفسي في أوتيل ديو: نموذج يُحتذى به
المستشفى النهاري للطبّ النفسي في أوتيل ديو: نموذج يُحتذى به
جريدة الجمهورية
Friday, 10-Jan-2020 13:19

يتميّز قسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس بالمستشفى النهاري التابع له، حيث انّه نادر من نوعه في لبنان. تمّ تأسيس هذا المستشفى النهاري منذ 6 سنوات عام 2013، ولا يزال حتّى اليوم يقدّم أفضل تقنيّات الرعاية والمتابعة الصحّية في هذا المجال. ويعمل هذا المستشفى وفق مبدأ واضح يقوم على استقبال المرضى بعد أن تصبح حالتهم مستقرّة، لمتابعتهم يوميّاً وإعادة تأهيلهم نفسيّاً واجتماعيّاً ليمارسوا نشاطاتهم الحياتية بشكل طبيعيّ من جديد.

 

فبعد إتمام العلاج المناسب، يُحيل الطبيب النفسي المريض، الذي شهدت حالته تحسّنًا واستقرّت كما سبق وذكرنا، إلى المستشفى النهاري لاستكمال مراحل العلاج. وتُعتبر هذه المرحلة أساسيّة. إذ إنّ المرضى بحاجة لمساعدة لاكتساب مهارات جديدة إجتماعية وعمليّة ليتمكّنوا من الانخراط في المجتمع من جديد ومتابعة عملهم بشكل طبيعي. ويفقد المرضى هذه المهارات بسبب مرضهم، ولا يمكن اكتسابها إلّا من خلال المشاركة في هذه الدورات التأهيلية. لذلك، يحضر المرضى كلّ يوم (5 أيّام في الأسبوع) لمدّة 5 ساعات، من الـ9 صباحاً حتى الـ3 بعد الظهر، إلى أن يتحسّنوا ويغادروا بعد 3 أشهر على الأقلّ بحسب كلّ حالة. كما أنّهم يعملون مع فريق متخصّص يتألّف من أطبّاء نفسيّين ومعالجين نفسيّين وأخصائيّين في العلاج الوظيفي وأخصائيّة تغذية وممرّضة. وينظّم هذا الفريق يوميًّا حلقات تدريبية متنوّعة تشارك فيها مجموعة من المرضى، وتستمر كلّ حلقة حوالى 45 دقيقة، ويتعلّمون من خلالها أبسط المهارات كالطبخ أو تحضير القهوة وغيرها...

 

إضافة إلى ذلك، تتضمّن الخدمات العلاجيّة النشاطات التالية: إعطاء الأدوية، مقابلات فردية وعائلية، جلسات حوار واستماع، تعليم مهارات التواصل وكيفية السيطرة على المشاعر، العمل على تمارين الذاكرة والتركيز والتربية النفسية، وممارسة نشاطات رياضيّة. والجدير بالذكر، انّ المستشفى النهاري في أوتيل ديو دو فرانس يقدّم هذه الخدمات مقابل مبلغ زهيد جدًّا نسبةً لجودة خدمات الرعاية المقدّمة وتنوّعها.

 

وغالباً ما يضمّ هذا المستشفى مرضى من كل الفئات العمرية يعانون من أمراض مزمنة كالفُصام (schizophrénie) واضطراب ذو القطبين (trouble bipolaire) واضطرابات الشخصيّة (trouble de la personnalité) وغيرها... ويواجهون صعوبة في تأدية مهامهم اليومية.

 

ويهدف هذا المستشفى إلى: تطوير مهارات المريض الشخصية ونظرته لنفسه ومن حوله، تحسين علاقات المريض الاجتماعية، تعزيز استقلاليته، تجنّب دخوله المستشفى، إبقاء الشخص في بيئته العائلية، إشراك المريض وأقاربه في مسار علاجه، متابعة المريض، وتقديم الدعم النفسي له ولعائلته.

 

إنّ المبدأ العلاجي المعتمد في المستشفى النهاري في أوتيل ديو دو فرانس مهمّ للغاية، ويمكن اعتباره نموذجاً يحتذى به لأنّه يشكّل مستقبل الطبّ النفسي، إذ يتّجه التطوّر الطبّي إلى استقبال المرضى في هذا النوع من المستشفيات التي تخلق لهم بيئةً تعزّز فرص علاجهم وفقاً للمعايير التي تتطلبُها المعالجة النفسية، بدلاً من علاجهم في مستشفى تقليدي.

theme::common.loader_icon