إن التصلّب اللویحي المتعدد هو مرض عصبي يتميز بالتهاب مزمن وانحطاط عصبي، الأمر الذي يعطّل انتقال عملیة الاتصال ما بین الدماغ وبقیة أعضاء الجسم. وقد يصاب بهذا المرض اشخاص في أي عُمْر، ولكنه یبدأ في العادة بالتطور ما بین سن الـ20 والـ 40. كما أنه یصیب النساء أكثر من الرجال. هو واحد من أكثر الاضطرابات العصبیة شیوعًا في العالم، ویصیب أكثر من 2.3 ملیون شخص حول العالم، ومعدلات الإصابة والانتشار في ارتفاع في جمیع أنحاء العالم.

1- أسباب التصلب اللویحي المتعدد

التصلب اللويحي المتعدد (MS) هو مرض مناعة ذاتية (Autoimmune)، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الجهاز العصبي المركزي للمريض، وتؤدي هذه العملية إلى إتلاف طبقة الميالين (Myelin)، أي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها.

وظيفة الميالين مشابهة لوظيفة الغلاف المطاطي الخارجي العازل في السلك الكهربائي. عند الإضرار بطبقة الميالين، قد تصل الرسالة أو المعلومة التي يتم نقلها من خلال العصب بشكل أبطأ أو قد لا تصل إطلاقا.

حتى الآن، لا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لإصابة شخص ما بمرض التصلب اللويحي دون آخرون، ولكن المعروف هو أن قد يكون السبب مزيجا من عوامل عدة.

2- عوامل الخطر التي یجب التحسب منها

• العُمْر: قد يظهر التصلب اللويحي المتعدد في كل الأعمار، إلا أنه يبدأ بالظهور والتطور بشكل عام ما بين الـ20 والـ40 عاما

• الجنس: احتمال إصابة النساء بمرض التصلب اللويحي المتعدد هو ضعف احتماله لدى الرجال

• العوامل الوراثية: إن كان لدى شخص ما قريب من الدرجة الاولى يعاني من المرض فهو يصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد. هناك مريض من بين 8 مرضى لديه تاريخ وراثي عائلي من مرض التصلّب المتعدّد

• المناخ: هذا المرض نادر نسبياً في المناطق المدارية ويزيد انتشاره مع ارتفاع خط العرض في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي

• الفيتامين د: يرتبط وجود مستويات منخفضة من الفيتامين (د) وانخفاض التعرض لأشعة الشمس بخطر أكبر للتعرض للمرض

• التلوثات: من المعروف أن للكثير من الفيروسات علاقة بمرض التصلب اللويحي المتعدد. الموضوع الأكثر إثارة، في الآونة الأخيرة، هو العلاقة بين مرض التصلب اللويحي المتعدد (MS) وبين فيروس إبشتاين – بار (EBV - Epstein Barr Virus). وحتى الآن، ليس معروفا كيف ينشأ الفيروس ويتطور في الحالات الصعبة من التصلب اللويحي المتعدد

• التدخين

• البدانة

• أمراض أخرى :ثمة أشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد، إذا كانوا مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية

3- أعراض التصلب اللویحي المتعدد

تختلف أعراض التصلب اللویحي المتعدد بحسب الأعصاب المصابة وشدّة الإصابة. وإن النوبة أو الانتكاس هو ظهور عارض (أعراض) جديدة أو تفاقم عارض قديم، غير مفسّر لسبب او آخر والذي يستمر لمدة 24 ساعة على الأقل.

ويتطور مرض التصلب اللويحي المتعدد المتعدد بشكل تدريجي على مدار ساعات أو أيام، ويستقر لعدة أسابيع يتعافى بعدها المريض تدريجياً. وغالباً ما يبدو الشفاء السريري من الانتكاسات تاماً في بداية الإصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد، ومع ذلك، فإن معظم حالات الانتكاس تترك وراءها بعض الأضرار بالجهاز العصبي المركزي بالرغم من التحسن السريري للمريض.

ومن الأعراض:

• مشاكل حركية: تشنّج العضلات، ضعف في العضلات

• مشاكل بصرية: رؤية مزدوجة، عدم وضوح الرؤية وفقدان البصر

• مشاكل معرفية، تقلبات في المزاج، إعياء

• مشاكل حسّية: ألم، تناقص بالإحساس، وخز وحرقان

• مشاكل دهليزية: دوار، اختلال في التوازن

• مشاكل في الحلق وفي النطق: صعوبة في البلع أو في النطق

• مشاكل حركية: تشنّج العضلات، ضعف في العضلات، ارتعاش

• مشاكل في المسالك البولية: عدم التحكّم، الإلحاح ، التواتر

• مشاكل في الأمعاء: عدم التحكّم، الإلحاح، التواتر

• مشاكل جنسية: انخفاض في الرغبة الجنسية

4- علاج التصلب اللویحي المتعدد

منذ سنوات، كان علاج مرض التصلب اللويحي المتعدد صعب جداً على المرضى. ومع تطور العلاجات المتوفرة، أصبح من الممكن أن یعیش مریض التصلب اللویحي المتعدد نوعیة حیاة أفضل بكثیر خلال فترة العلاج. ولقد أُجريت دراسات على العديد من الأدوية التي تسمى مجتمعة العلاجات المعدّلة لمسار المرض واستطاعت تحقيق ما يلي:

• خفض شدّة النوبات السريرية ووتيرتها

• تراجع ظهور آفات جديدة في الدماغ والحبل الشوكي كما يظهر في صورة الرنين المغناطيسي إبطاء تفاقم الإعاقة

• ومن هنا أهمية العلاج المبكر لاختيار الدواء المناسب للمريض المناسب. بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل الامتثال والالتزام بالعلاج هو الخيار الانسب. الادوية المتداولة والمعروفة لمعالجة هذا المرض:

• حقن: حقنة تحت الجلد، حقنة في العضل او حقنة في الوريد

• علاجات معدّلة لمسار المرض عن طريق الفم

5- نوعیة الحياة

عندما لا تكون المتابعة بجودة عالیة، نرى غالباً تنائجَ سیئة لمرضى التصلب اللوحي، وعندما نوقف العلاج، تزید حالات الانتكاس ومستوى الإعاقة. ویتطلب تحسین معالجة ومتابعة المرضى اتباع نُهج تدمج احتیاجات المرضى الفردیة وأسلوب حیاتهم.

وفي بعض الحالات، یتوقف المرضى عن تلقي العلاج، بسبب الفعالیة والسلامة والتحمل (مثل ردات فعل الجسم في موقع الحقن، والعبء، وصعوبة الحقن، والتكلفة المسترة...)؛ لذلك عند النظر في أي علاج مثل علاج مرض التصلب اللویحي، من المهم تقییم سلامة العلاج على المریض وقدرة تحمله له، واحتیاجات المریض وأسلوب حیاته، وارتباط المتطلبات والخصائص المحددة للعلاج باحتیاجات المریض.