قصة هذا الأسبوع، عن «هادي» الذي يريد بكل إصرار أن يستخدم «الفايسبوك». ولكن هناك قواعد يجب إحترامها قبل أن يستخدم أي شخص «الفايسبوك». فما هي هذه القواعد؟ وما هي الأمور التي سيتعلمها «هادي» في هذا الخصوص؟
كل ليلة، قبل الإستحمام والخلود إلى النوم، يتناول «هادي» عشاء مع والديه ومع أخته الصغيرة «جنى».
- ما العشاء لهذه الليلة؟
سأل «هادي» والدته التي كانت تحضّر سلطة الخضراوات مع الباذنجان المشوي ويخنة البطاطا. وعند الساعة السابعة مساء، عاد والد «هادي» إلى البيت واستقبله بكل ترحاب وبدأ يخبره عن كل النشاطات التي قام بها خلال نهاره.
- اليوم، قمت يا أبي بنسخ صفحة كاملة من كتاب القراءة وهنأتني المعلمة على خطي الجميل، أنظر يا أبي إلى دفتر النسخ.
- عفاك يا بني! إنني فرح جداً لانّك ولد مجتهد وتصرفاتك حسنة.
قال الأب ثم أضاف وهو مسرور جداً:
- سألتقط صورة لدفتر النسخ الخاص بك وسأضعها على «الفايسبوك» ليراها جميع الأصدقاء.
وما هي إلّا دقائق، التقط والد «هادي» صورة من هاتفه ووضعها على صفحة «الفايسبوك» الخاصة به:
- أنظر يا «هادي» بدأ الكثير من الأصدقاء الضغط على زر «الإعجاب»، إنهم فخورون بك يا بني.
نظر «هادي» في خلوي أبيه وطرح عليه الأسئلة التالية:
- لماذا أنا ليس لديّ صفحة على «الفايسبوك»؟ لماذا كل أصدقائك يا أبي لديهم صفحتهم الخاصة وأنا ليس لديّ «فايسبوك»؟ لماذا؟... لماذا؟... لماذا؟...
إبتسمت الأم وإبتسم الأب على شجاعة «هادي» وفسّرت الأم لإبنها:
- يا بني، للحصول على صفحة على «الفايسبوك»، يجب أن تكون قد تخطيت الثامنة عشرة من عمرك. لا يمكن طلب بناء صفحة على هذا البرنامج قبل أن تصبح شخصاً راشداً.
- ولكنني كبير ومن حقي الحصول على صفحة على الفايسبوك!
فردّ الأب على إبنه بكل هدوء:
- كلنا نعرف أنّك أصبحت كبيراً. ولكن عمرك الآن 7 سنوات، يجب الإنتظار قليلاً من الوقت لكي تحصل على إذن لصفحة فايسبوك.
سكت «هادي» امام تفسيرات والديه ثم سألهما:
- سمعت مرة المعلمة في المدرسة تقول انّ الفايسبوك خطير علينا. فلِمَ قالت ذلك؟
ففسّر الأب لإبنه وهو يُجلسه بقربه:
- هناك أسباب كثيرة تجعل الفايسبوك غير ملائم للأطفال، أهمها يا «هادي» انّ هناك كثيراً من الأشخاص الذين لا نعرفهم يستعملون الفايسبوك لإزعاج أشخاص آخرين.
كما هناك أشخاص إفتراضيون، أي انّهم لا يقرّون بإسمهم الحقيقي، يمارسون تصرفات عدوانية من خلال صفحاتهم على الفايسبوك. كما بعض الأحيان يُستعمل الفايسبوك كوسيلة للإستهزاء والسخرية. كما يمكن لبعض الأشخاص أن يقوموا بتصرفات غير مقبولة على الفايسبوك.
فهم «هادي» حديث والده وتفسيراته. كما عرف أنّ المسؤولين عن الفايسبوك إتفقوا جميعهم أن يُستعمل هذا البرنامج من قبل أشخاص تخطوا عمر الثامنة عشرة.
كما إكتشف «هادي» أنّ الفايسبوك في بعض الأحيان مضيعة للوقت، خصوصاً للأطفال. فيمكن للطفل أن يلعب مع أصدقائه في ملعب البلدية أو أن يقرأ قصة أو أن يسمع موسيقى بدلاً من إستعمال الهاتف الذكي طوال الوقت.
