لماذا أذهب إلى المدرسة؟
لماذا أذهب إلى المدرسة؟
د. أنطوان الشرتوني
جريدة الجمهورية
Friday, 08-Nov-2019 10:46
نسمع الكثير من الأطفال يطرحون العديد من الأسئلة على أهلهم حول موضوع المدرسة: لماذا اذهب الى المدرسة؟ لمَ الإستيقاظ باكراً كل يوم للذهاب إلى المدرسة؟ لماذا أدرس كل هذه المواد؟ ... وغيرها من الأسئلة. ويقف الأهل حائرين لا يعرفون كيفية إجابة أطفالهم عن هذه الأسئلة. فيما الذي يجب معرفته هو أنّ الطفل كالشخص الراشد، يشعر بالملل خصوصاً إذا كانت طريقة التعليم تقليدية وروتينية. فالطفل لا يطرح سؤالاً إلّا إذا كان قلقاً أو حائراً. قصة هذا الأسبوع عن «هادي»، الذي بعد أسابيع عدة في منزله، بسبب الثورة، يتحضّر للرجوع إلى المدرسة. ولكن دارت في رأسه أسئلة عدة. فما هي تلك الاسئلة وما كانت أجوبة والده؟

إنها السابعة والنصف، وقد تناول «هادي» العشاء مع أهله، ونظف أسنانه، وتمنّى لأخته «جنى» ليلة سعيدة، توجّه إلى غرفته ليتهيأ إلى النوم:

- غداً يا «هادي» سترجع إلى المقاعد الدراسية.

قال له والده الذي كان يختار قصة لسردها على أبنه قبل النوم. فرح جداً «هادي» بهذا الخبر، وتحمّس جداً للعودة إلى مدرسته، ثم قال لأبيه:

- سأشارك في جميع الحصص الدراسية. كما غداً يا أبي لديّ حصة في الرياضة وحصة أخرى في الأعمال اليدوية. ولكن يا أبي، لماذا المدرسة لجميع الأطفال؟

سكت الاب لبرهة من الوقت ثم جاوب إبنه:

- يا «هادي»، المدرسة هي مهمة جداً لجميع الأطفال. كل طفل له الحق في الذهاب إلى المدرسة والتعلم. وفي المدرسة، تتعلّم الكثير من الأمور التي لا يمكن أن تتعلّمها فقط في البيت. كما تكتسب في المدرسة مهارات وخبرات جديدة تجعل جميع التلامذة مميزين.

كانت المعلومات التي قالها الأب مهمة جداً لـ»هادي»، فهو أدرك بأنّ المعلمة في الصف هي التي تساعده في تحسين مهاراته وقدراته العقلية. كما المتابعة في المدرسة والدراسة بشكل منتظم في البيت تساعدان التلميذ في جمع معلومات علمية في ذاكرته، يمكن أن يستعملها خلال يومياته. ثم طرح «هادي» سؤالاً آخر على أبيه الذي جلس بقرب إبنه وبيده قصة ما قبل النوم:

- ولكن، لماذا يجب أن أذهب كل يوم إلى المدرسة يا أبي؟ فأنا لا أحب الاستيقاظ في الصباح الباكر للذهاب إلى مدرستي؟

إبتسم الأب لإبنه وفسّر له بكل هدوء وروية:

- إنني أتفهم موقفك يا بني. من الصعب الإستيقاظ كل صباح للذهاب إلى المدرسة. ولكن النقطة الإيجابية في هذا الموضوع، هو بعد الإستيقاظ والذهاب إلى المدرسة، ستجد جميع أصدقائك في الصف، ينتظرونك ليوم جديد ومغامرات جديدة.

- يوم جديد ومغامرات جديدة! معك حق يا أبي! فأنا كل يوم أقوم بالعديد من النشاطات مع أصدقائي في المدرسة: أكتب الكلمات وأقرأ الجمل، كما ارسم رسمة جميلة لماما وأحفظ أغنية وأغنيها لك يا أبي. كما في بعض الأحيان تروي لنا المعلمة قصة شيّقة.

فرح جداً «هادي» بكلام ابيه، وعرف أنّ العلم نور. كما عرف أن الذهاب إلى المدرسة شيء أساسي لكي يتعلم الطفل الأحرف والأرقام. وتمنّى «هادي» أن يذهب جميع الأطفال، حتى الأطفال الأقل حظاً، الى المدرسة لكسب المعرفة ولبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة بين مختلف شرائحه.

theme::common.loader_icon