أوتيل ديو: لاعتماد الشفافيّة نفسها في مستشفيات لبنان
أوتيل ديو: لاعتماد الشفافيّة نفسها في مستشفيات لبنان
جريدة الجمهورية
Thursday, 17-Oct-2019 09:45
«بكتيريا خطرة تستوطن غرفة العناية بالأطفال في أوتيل ديو»... «دخل المستشفى إثر إصابته بكسر، خرج محمولاً في نعش»... «عم يقولو بالمستشفى في جراثيم كتيرة، وبدو حرق تا يمشي الحال».... مثلما عانى الكثير من الأطباء المنفردين، كما بعض المستشفيات، من حرب إعلامية وشخصية من قِبَل أهل فقيد أو متضرّر من خطأ أو حتى عمل طبي يشمل بعض المخاطر المعروفة، لاقت مستشفى أوتيل ديو حصّتها من الانتقادات والاتهامات من الإعلام والناس.

المشكلة في لبنان، أنّ السباق الإعلامي والخبر «الساخن» أهم من إظهار الحقيقة كما هي. فنرى كل فترة حملة تُشَنّ ضد طبيب أو مستشفى أو جهة طبية، فتسود البلبلة وتنتشر الشائعات والأخبار، ثم يختفي الخبر من الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة، ولا أحد يعرف على من ثبتت التهمة، ولا إذا تضرّر من لم يُخطئ...

بعد الكثير من القيل والقال حول وجود بكتيريا أو عدوى خطيرة، بل قاتلة، في مستشفى أوتيل ديو، ولا سيما بعد إصابة أحد مرضاها الرضّع بعدوى مرتبطة بالرعاية الصحية، دعت المستشفى إلى لقاء مع نخبة من الوسائل الإعلامية المكتوبة، لتوضيح السبب وراء كل ما سمعه الناس عن إحدى أكبر مستشفيات لبنان.

قد تكون العدوى المرتبطة بالرعاية الطبية، أو ما يُعرف أيضاً بعدوى المستشفيات، من أخطر أنواع العدوى وأشدّها فتكاً، وقد تصيب المرضى والعاملين بالمشفى والزائرين.

في الطاولة المستديرة التي جمعت صحفيين وعاملين في الرعاية الصحية، عرض الدكتور غسان سليلاتي، بحضور السيدة مارتين أوريو، رئيسة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، والدكتورة دانيا شلالا، رئيسة لجنة محاربة العدوى المرتبطة بالعناية الطبية في المستشفى، نتائج دراسة استقصائية عن انتشار العدوى المرتبطة بالعناية الطبية، كانت قد قامت بها المستشفى لتبيان حقيقة الوضع. وبيّنت الدراسة أنّ نسبة إصابة المرضى في مستشفى أوتيل ديو لا تتخطى الـ5% (4.90%)، وهي نسبة مقبولة، بل جيدة، وفقاً للمعايير الأوروبية والأميركية.

وقالت الدكتورة شلالا: «تماشيًا مع معايير الجودة المعتمدة في أوتيل ديو، يجري فحص كلّ إصابة ببكتيريا وفقاً لقواعد منهجية تحت رعاية كلّ من لجنة مكافحة عدوى المستشفيات وقسم النّظافة الاستشفائية. وبناءً على إنذار من مختبر الميكروبيولوجيا، يتمّ عزل المريض وتحديد مسار العمل للسيطرة على أيّ انتشار محتمل للبكتيريا. وفي هذه الحالة بالذات، تحقّق المستشفى من اتّباع كافّة الإجراءات الصحية والبيئية اللازمة في قسم عناية الأطفال».

من جهتها، قالت السيدة مارتين: «إنّ إدارة أوتيل ديو تؤكّد أنّ المستشفى حريص دومًا على اتّباع المعايير الدولية للكشف عن الامراض المعروفة بعدوى المستشفيات، كما أنّه يراقب بانتظام الالتزام بالوسائل الوقائية الحديثة وتطبيقها في كافة اقسام المستشفى. ويؤكّد مستشفى أوتيل ديو دو فرانس أنّه لا يوجد أيّ بكتيريا خطرة تستوطن قسم عناية الأطفال بشكل خاص أو أيّ قسم داخل حرم المستشفى بشكل عام».

وختمت: «تعمل مستشفى أوتيل ديو باستمرار على تقديم أفضل نوعية من الرعاية الطبية، وعلى الحفاظ على الشفافية التامة مع المرضى، وتوعيتهم قدر الإمكان حول أهم المسائل الطبية الخطرة، والدراسة الاستقصائية التي أجريناها خير دليل على ذلك. ولمصلحة الصحة العامة في لبنان، نأمل أن تعتمد جميع المستشفيات مقدار الشفافية نفسه». 

theme::common.loader_icon