
إستيقظ اليوم «هادي» من نومه باكراً، على غير عادة. فهو يحب أن يستغرق في النوم صباحاً، خاصة بأنه في فصل الصيف، فلا مدرسة ولا استيقاظ في الصباح.
وشعر «هادي» بأنه ليس على ما يرام. فشعر بحزن في قلبه. وتذكر ما قالته له أمه:
- عندما تشعر بانك غير مرتاح، إغسل وجهك جيداً بالماء والصابون، وستتحسن حالتك.
فغسل وجهه، كما شرب كوباً من الماء، ولكنه ما زال يشعر بالحزن.
وبينما كان متوجّهاً إلى غرفته، ناداه والده الذي كان موجوداً في غرفة الجلوس وهو يشرب الشاي مع والدته:
- ما بك يا «هادي»؟ لم إستيقظت باكراً جداً؟
فقال صديقنا الصغير وهو ينظر إلى أبيه:
- إنني لست على ما يرام يا أبي!
فسألته الأم بسرعة:
- لست على ما يرام؟ ! ما بك يا بني؟ هل تتألم من معدتك؟ أو تعاني من وجع في رأسك؟
فتنهّد «هادي» وفسّر لأمه القلقة:
- إنني أشعر بالحزن! أشعر بالحزن هنا، في قلبي!
إبتسمت الأم لإبنها ثم قال الأب وهو يضم إبنه بين ذراعيه:
- ولم تشعر بالحزن يا بنيّ؟ هل أزعجك أحدهم؟
فردّ «هادي» على أبيه وهو يجلس بقربه:
- كلا يا أبي! ولكن استيقظت في الصباح وشعرت بأنني حزين!
فقال الأب لـ«هادي»:
- إذاً سأعطيك بعض النصائح لكي لا تشعر بالحزن وتطرد هذا الشعور من قلبك:
أولاً، كل مرة تشعر بحالة ما، يجب أن تسمّيَها، فيمكنك أن تقول: «أنا غاضب»، «أنا فرح»، «أنا حزين»... فهذه طريقة ممتازة لإستخراج المشاعر من قلبنا.
ثانياً، عندما تشعر بالحزن، حاول أن تفكر بشيء فرح، مثلاً، عندما ذهبنا لشراء المثلجات أو خلال زيارتنا لمنزل جدّيك في الجبل...
ثالثاً، يمكن أن تشاهد فيلماً تحبه أو أن تسمعه موسيقى هادئة أو أن تقرأ القصة التي تعجبك.
رابعاً، يمكنك أن تقوم بتمارين التنفّس من خلال بضعة أنفاس عميقة. ذلك سيساعدك على الإسترخاء.
خامساً، كما يمكنك أن تستحمّ وتلعب بالماء بعد طلب الإذن من أمك أو مني.
ثم أضاف الأب وهو يغمر إبنه:
- وأخيراً إذا شعرت بالحزن مرة أخرى، تخبرني أو تخبر أمك وطبعاً نحن سنساعدك لحل جميع المشاكل.
فرح جداً «هادي» بالملحوظات التي أعطاها الأب له، وقرّر أن يقوم ببعض تمارين التنفّس للإسترخاء والشعور بالراحة ثم قال لأبيه:
- يمكنك أن تأخذ شهيقاً عميقاً من أنفك ثم تخرج الزفير ببطء من فمك. معلمتي، الآنسة «ندى» علّمت جميع التلامذة كيفية التنفّس للإسترخاء.








