مؤتمر عن الصرع في مستشفى "أوتيل ديو"
مؤتمر عن الصرع في مستشفى "أوتيل ديو"
ماريانا معضاد
Thursday, 20-Jun-2019 06:16
نظّمت مستشفى «أوتيل ديو دو فرانس» أمس، بالتعاون مع جمعية Epsilon، وهي جمعية طبية واجتماعية تُعنَى بمرض الصرع، مؤتمراً طبيّاً حول جراحة الصرع.

الصرع (أو ما يُعرَف شعبوياً بكهربة الرأس) أو الـepilepsy هو نتيجة زيادة الكهرباء في الدماغ، ويعاني المريض من نوبات، حيث يصاب جسمه باختلاجات لا إرادية لا يمكن التحكّم بها. وتتعدّد علاجات مرض الصرع. فتُعالج بعض الحالات بالأدوية ويشفى المريض. ولكن في بعض الحالات، يحتاج المريض إلى جراحة تشفيه تماماً من المرض أو تقلّص عدد النوبات 50 في المئة، ما يمكّن المريض من العيش بشكل طبيعي، ومن الحصول على التعليم والعمل ونوعية حياة أفضل.

في السنوات الماضية، كان الصرع موضوعاً لا يناقَش (taboo)، فصَعُب على عائلات المرضى الاعتراف بإصابة أحد أفراد العائلة بهذا المرض. لذا كانت الضغوطات الاجتماعية والنفسية كبيرة على المريض، كما كان وصوله إلى العلاج أصعب، لاسيما في حال العجز المالي.

في طاولة الحوار حول جراحات الصرع، تبادل عدد من الأطباء المختصين الرفيعي المستوى خبراتهم حول الموضوع، منهم جرّاح الأعصاب البروفيسور رونالد موسى، واختصاصية أعصاب ومرض الصرع البروفيسورة كارين أبو خالد، والبروفيسور طوني رزق، والدكتور عقل، الطبيب والمحلل النفسي، وغيرهم من المختصّين. كما ألقى البروفيسور برتران ديفو، رئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى «سانت آن» في باريس محاضرتين. فعرض في الأولى لمحة تاريخية عن جراحة الصرع، فضلاً عن حالات إصابة استثنائية، كما فسّر سريعاً أسباب الصرع الطبيّة ومنها وجود ورم في الدماغ، أو إصابات اضطرابية دماغية، أو تشوّه وعائي أو صرع جيني، إلخ.

وأشارت البروفيسورة أبو خالد إلى أنّ «1 من بين 26 شخصاً مصاب بالصرع، و1 على 3 مرضى لا يتجاوبون مع العلاج. وتسبّب الإصابة بالمرض ارتفاع نسبة اليأس والقلق وحتى الوفاة. وثمّة عدد كبير من المرضى بحاجة للجراحة، ولكن بسبب خوف المريض و/أو عائلته و/أو الطبيب من الجراحة في المخ، أو بسبب الصعوبات المادية، لا يحصل على هذا العلاج». وأشار البروفيسور موسى إلى أنَّ «لا إحصاءات رسمية في لبنان حول عدد المصابين».

لماذا الجراحة؟
يمكن علاج بعض حالات الصرع الطفيفة بالدواء، ولكن ثمة نسبة كبيرة في حاجة إلى الجراحة. في الواقع، تشكّل الصعوبات المالية حاجزاً أمام حصول المريض على الجراحة، فيما كلفة الأدوية على المدى الطويل تتخطّى كلفة الجراحة. وهذه الأخيرة يجريها المريض مرة في العمر، وفوائدها على مدى الحياة.

وختم الدكتور عقل: «اننا ما زلنا نعيش الغموض في مجال جراحة الصرع». وقال: «يبدو المستقبل واعداً، فنحن نقترب أكثر فأكثر من قدرة أكبر على استهداف مناطق محددة في الدماغ بشكل أدق، ما يحسن نتائج الجراحات ويخفف من احتمال حدوث مضاغفات».

وأجمع الأطباء على ضرورة التعاون ضمن فريق متعدد التخصصات لمعالجة هذا المرض.

وعرض البروفيسور ديفو لمحة تاريخية عن الجراحة النفسية، أي الجراحة التي تهدف إلى معالجة الأمراض النفسية مثل القلق واليأس والفوبيا والهوس والـOCD، أو التخفيف من عوارضها. كما عرض أحدث الجراحات والتقنيات في هذا المجال.

theme::common.loader_icon