الإدارة ونحن.. ثورة على الفساد والرشوة والإهمال
الإدارة ونحن.. ثورة على الفساد والرشوة والإهمال
اخبار مباشرة
د. ايلي الياس
في المقال السابق قلنا من اين ومتى سوف يأتي «الانسان الجديد» الذي تنشده نفوسنا؟ وقلنا ايضا من هو هذا «الانسان الجديد»؟
لو نظرنا الى الماضي البعيد والقريب بعمق وصدق وحزم، لوجدنا ان الانسان العتيق موجود في كل زوايا حياتنا، في السياسة وفي الادارة وفي القضاء وفي التربية وصولا الى البنى التحتية كالكهرباء والماء والنقل. ان كل الذي كنا فيه وما زلنا نتخبط به من ويلات وآلام وانقسامات واحقاد سببه هذا الانسان العتيق الذي في نفوسنا.
الانسان العتيق الضائع والتائه عن الحق موجود فينا كما في "باب التبانة" و"جبل محسن" كذلك في المجلس النيابي المفكك والمنشق على ذاته وصولا الى سجن رومية وغيره من السجون المليئة بالخطأة والقتلة والمدمنين.
كل اولئك الخطأة نحن مسؤولون عنهم لأنه لولا اهمالنا وجهلنا وضعف نفوسنا، لما امتلأت بهم قواويش روميه المظلمة. فان الانسان العتيق الذي سكن في نفوس أجدادنا وابائنا وامهاتنا، هو السبب الحقيقي لوجود اولئك الخطأة المساكين. نعم المساكين والمظلومون والمشلّعة نفوسهم.
المجتمع بأكمله، هو المسؤول عن كل قاتل وسارق ومومس في علب الليل التي تملأ زوايا لبنان. كما ان قتلى "جبل محسن" و"باب التبانة" هم جميعهم شهداء! شهداء المذهبية المنحطة.
كما ان كل الذين قَتلوا هم برأينا ليسوا مجرمين. انهم مرضى.. نعم مرضى فقط. انهم مصابون بمرض المذهبية الذي هو اخطر مرض عضال اصاب لبنان منذ نشأته، فاولئك المرضى تمنطقوا بسلاح الحقد والبغضاء والجهل قبل ان يمتشقوا "الكلاشينكوف" و"الهاون" و"الار. بي. جي".
اولئك هم منا، يشكلون المثل الحي والملموس للانسان العتيق الذي في داخلنا . صوّر لهم اسيادهم السياسيين المرائين ان الطريق الى الجنّة تمر بين بيوت وازقة "باب التبانة" و"جبل محسن". قالوا لهم كلما قتلتم نفسا من "الشعب الآخر"، ولو من غير ذنب، سيكون لكم اجر عظيم في السماء! اولئك المرائين في لبنان والخارج اعطوا اولئك المضللين المال والسلاح كي يدمروا البيوت على اهلها ويفتكوا بالاطفال والنساء والمضنييّن.
يقول جبران العظيم: "ما أظلم من يعطيك من جيبه ليأخذ من قلبك".
ان المجرمين الكبار الداخليين والخارجيين هم المسؤولون امام السماء والارض والشعب والقانون عن كل الدماء الزكية التي سفكت وتسفك هدرا في ازقة "باب التبانة" و"جبل محسن" وغيرها وغيرها من زوايا لبنان.
ذلك الانسان العتيق الذي توارثه أبالسة السياسة وتجار الهيكل عن آبائهم واجدادهم واجداد اجدادهم، يعطون اولئك المرضى الفقراء القليل القليل من جيوبهم السوداء ليأخذوا من قلوبهم ودمائهم ودماء اطفالهم.
اودّ أن اتوجّه بالتحية الى ذلك الرجل الخمسيني الواعي والرصين عندما قال لمراسلة تلفزيونية وهو جالس امام متجره الصغير في "حي قصقص" البيروتي على اثر الاحداث الدامية الاخيرة في بيروت: "يا بيقتلنا الاسرائيلي يا نحنا بنقتل بعضنا البعض".
في خضم هذا المناخ الموبوء، اردنا ان ندعو نحن الى نشوء "الانسان الجديد" من داخل اجيالنا الجديدة الشابة والاجيال الاتية التي لم تولد بعد.
مشروعنا لـ"الانسان الجديد" هو اولا خارج السياسة والسياسيين اللبنانيين. وهو من خارج الفكر الاقتصادي الريعي الحالي. وهو من خارج ثقافتنا الاجتماعية البالية القائمة في غالبيتها على التقليد والترقيع والميوعة الاخلاقية والاهمال.
مشروعنا لـ"الانسان الجديد" هو من خارج مناهجنا التربوية في المدارس وفي معظم مناهجنا التعليمية في الجامعات.
مشروعنا هو ثورة على الجزء الاعظم من فكرنا المهني وسلوكنا في تنفيذ اي عمل نقوم به. يقول يسوع الناصري: "من ثمارهم تعرفونهم". فليقل لنا كل المنتجين من شعبنا اين هي منتجاتنا العظيمة التي نفخر بها ونقدر ان ننافس بها اسواق العالم؟
مشروعنا الجديد هو بالتأكيد التمرّد على المفاسد والكذب والرشوة والاهمال المغلفة بشعارات كاذبة فارغة يردّدها تجار الهيكل كل يوم على وسائل الاعلام بطرق ببغائية مقيتة مثل: "العيش المشترك" "السلم الاهلي".. "الوحدة الوطنية".. "الشراكة في الوطن".. "التفهم والتفاهم"... "الحوار الوطني".. الخ ؟
يقول الجنرال ديغول: "السياسة هي أعقد وأدق وأهم بكثير من أن تسلّم لأيدي السياسيين".
ويقول انطيوخوص السرياني ملك انطاكيا: "الانسان القوي بعقله وارادته ومحبته هو جوهر واساس انطاكيا الحرة القوية الغالبة بوجه الامم".
ونقول نحن ان انساننا الجديد هو الذي سيصنع النصر والغلبة والقيامة لهذا الوطن المعذّب.
المشروع سوف يكون منذ اليوم الاول مستندا الى نماذج عمل (Work Models) اقتصادية - اجتماعية- مهنية. لأنه لا يمكن ان يُبنى على اي مشروع نظري (Theoratical) الا على ارضية بشريّة حقيقية قادرة وحدها على حمل ذلك المشروع الى الحياة والوجود.
كان، والحق يُقال، من المفترض ان تكون البداية من القضاء اللبناني، لأن القانون والعدل هما المدماك الاول لأي بنيان اجتماعي سليم. ولكن نظرا الى طبيعة مهنتي واختصاصي البعيد عن علم القانون اخترت النموذج الاقتصادي - الاداري للدولة، كي يكون البداية على طريق بناء "الانسان الجديد".
لذلك لا بد هنا من شرح نظري – اكاديمي (THEORATICAL - ACADEMIE) لفلسفة الادارة العامة القائمة كليا على فكر جديد و"انسان جديد". المشروع سوف يقوم على الاسس التالية:
اولا: "انسان جديد" في كل فرد من افراد الادارة اللبنانية العامة. وهو "الانسان المجتمع" الذي ستحمله عقول وارادات الرجال والنساء الذين سيتبؤون مسؤولية الادارة العامة الجديدة في لبنان. (والى حلقات مقبلة)
الانسان العتيق الضائع والتائه عن الحق موجود فينا كما في "باب التبانة" و"جبل محسن" كذلك في المجلس النيابي المفكك والمنشق على ذاته وصولا الى سجن رومية وغيره من السجون المليئة بالخطأة والقتلة والمدمنين.
كل اولئك الخطأة نحن مسؤولون عنهم لأنه لولا اهمالنا وجهلنا وضعف نفوسنا، لما امتلأت بهم قواويش روميه المظلمة. فان الانسان العتيق الذي سكن في نفوس أجدادنا وابائنا وامهاتنا، هو السبب الحقيقي لوجود اولئك الخطأة المساكين. نعم المساكين والمظلومون والمشلّعة نفوسهم.
المجتمع بأكمله، هو المسؤول عن كل قاتل وسارق ومومس في علب الليل التي تملأ زوايا لبنان. كما ان قتلى "جبل محسن" و"باب التبانة" هم جميعهم شهداء! شهداء المذهبية المنحطة.
كما ان كل الذين قَتلوا هم برأينا ليسوا مجرمين. انهم مرضى.. نعم مرضى فقط. انهم مصابون بمرض المذهبية الذي هو اخطر مرض عضال اصاب لبنان منذ نشأته، فاولئك المرضى تمنطقوا بسلاح الحقد والبغضاء والجهل قبل ان يمتشقوا "الكلاشينكوف" و"الهاون" و"الار. بي. جي".
اولئك هم منا، يشكلون المثل الحي والملموس للانسان العتيق الذي في داخلنا . صوّر لهم اسيادهم السياسيين المرائين ان الطريق الى الجنّة تمر بين بيوت وازقة "باب التبانة" و"جبل محسن". قالوا لهم كلما قتلتم نفسا من "الشعب الآخر"، ولو من غير ذنب، سيكون لكم اجر عظيم في السماء! اولئك المرائين في لبنان والخارج اعطوا اولئك المضللين المال والسلاح كي يدمروا البيوت على اهلها ويفتكوا بالاطفال والنساء والمضنييّن.
يقول جبران العظيم: "ما أظلم من يعطيك من جيبه ليأخذ من قلبك".
ان المجرمين الكبار الداخليين والخارجيين هم المسؤولون امام السماء والارض والشعب والقانون عن كل الدماء الزكية التي سفكت وتسفك هدرا في ازقة "باب التبانة" و"جبل محسن" وغيرها وغيرها من زوايا لبنان.
ذلك الانسان العتيق الذي توارثه أبالسة السياسة وتجار الهيكل عن آبائهم واجدادهم واجداد اجدادهم، يعطون اولئك المرضى الفقراء القليل القليل من جيوبهم السوداء ليأخذوا من قلوبهم ودمائهم ودماء اطفالهم.
اودّ أن اتوجّه بالتحية الى ذلك الرجل الخمسيني الواعي والرصين عندما قال لمراسلة تلفزيونية وهو جالس امام متجره الصغير في "حي قصقص" البيروتي على اثر الاحداث الدامية الاخيرة في بيروت: "يا بيقتلنا الاسرائيلي يا نحنا بنقتل بعضنا البعض".
في خضم هذا المناخ الموبوء، اردنا ان ندعو نحن الى نشوء "الانسان الجديد" من داخل اجيالنا الجديدة الشابة والاجيال الاتية التي لم تولد بعد.
مشروعنا لـ"الانسان الجديد" هو اولا خارج السياسة والسياسيين اللبنانيين. وهو من خارج الفكر الاقتصادي الريعي الحالي. وهو من خارج ثقافتنا الاجتماعية البالية القائمة في غالبيتها على التقليد والترقيع والميوعة الاخلاقية والاهمال.
مشروعنا لـ"الانسان الجديد" هو من خارج مناهجنا التربوية في المدارس وفي معظم مناهجنا التعليمية في الجامعات.
مشروعنا هو ثورة على الجزء الاعظم من فكرنا المهني وسلوكنا في تنفيذ اي عمل نقوم به. يقول يسوع الناصري: "من ثمارهم تعرفونهم". فليقل لنا كل المنتجين من شعبنا اين هي منتجاتنا العظيمة التي نفخر بها ونقدر ان ننافس بها اسواق العالم؟
مشروعنا الجديد هو بالتأكيد التمرّد على المفاسد والكذب والرشوة والاهمال المغلفة بشعارات كاذبة فارغة يردّدها تجار الهيكل كل يوم على وسائل الاعلام بطرق ببغائية مقيتة مثل: "العيش المشترك" "السلم الاهلي".. "الوحدة الوطنية".. "الشراكة في الوطن".. "التفهم والتفاهم"... "الحوار الوطني".. الخ ؟
يقول الجنرال ديغول: "السياسة هي أعقد وأدق وأهم بكثير من أن تسلّم لأيدي السياسيين".
ويقول انطيوخوص السرياني ملك انطاكيا: "الانسان القوي بعقله وارادته ومحبته هو جوهر واساس انطاكيا الحرة القوية الغالبة بوجه الامم".
ونقول نحن ان انساننا الجديد هو الذي سيصنع النصر والغلبة والقيامة لهذا الوطن المعذّب.
المشروع سوف يكون منذ اليوم الاول مستندا الى نماذج عمل (Work Models) اقتصادية - اجتماعية- مهنية. لأنه لا يمكن ان يُبنى على اي مشروع نظري (Theoratical) الا على ارضية بشريّة حقيقية قادرة وحدها على حمل ذلك المشروع الى الحياة والوجود.
كان، والحق يُقال، من المفترض ان تكون البداية من القضاء اللبناني، لأن القانون والعدل هما المدماك الاول لأي بنيان اجتماعي سليم. ولكن نظرا الى طبيعة مهنتي واختصاصي البعيد عن علم القانون اخترت النموذج الاقتصادي - الاداري للدولة، كي يكون البداية على طريق بناء "الانسان الجديد".
لذلك لا بد هنا من شرح نظري – اكاديمي (THEORATICAL - ACADEMIE) لفلسفة الادارة العامة القائمة كليا على فكر جديد و"انسان جديد". المشروع سوف يقوم على الاسس التالية:
اولا: "انسان جديد" في كل فرد من افراد الادارة اللبنانية العامة. وهو "الانسان المجتمع" الذي ستحمله عقول وارادات الرجال والنساء الذين سيتبؤون مسؤولية الادارة العامة الجديدة في لبنان. (والى حلقات مقبلة)
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
10:00
إسرائيل توجه رسالة تحذيرية للبنان!
1
Dec 13
شرقٌ للوحوشِ المتوكّلين على الله!
2
11:48
تفاصيل "هجوم سيدني": تحييدُ مهاجم واعتقال آخر و10 ضحايا
3
Dec 13
رجال الدولة وانحدار ثقافة الدولة في لبنان
4
09:09
كشفُ تفاصيل هجوم جامعة براون.. وما مصير المشتبه به؟
5
10:13
بفيديو مؤثر.. "البطل جون سينا" يعتزل رسمياً عالم المصارعة!
6
Dec 13
خلاصة "الجمهورية": تدخل الجيش و"اليونيفيل" يغيّر السيناريو الإسرائيلي جنوباً
7
15:13
استراليا تتّهم إيران بهجوم سيدني... وتطرد السفير!
8