كلمات وطنية ورسمية رَثت «ذخيرة لبنان»
كلمات وطنية ورسمية رَثت «ذخيرة لبنان»
اخبار مباشرة
جريدة الجمهورية
Monday, 13-May-2019 10:01
تحوّلت وفاة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الى منصة وطنية جامعة تناوَب من خلالها أهل السياسة من وزراء ونواب ورؤساء كتل الى نعي «ذخيرة لبنان»، الراحل الكبير كلّ من موقعه «محبّاً» كان لمواقفه أم «معارضاً» لها، فلا يسع أحد الّا أن يحترم ويجلّ من أعطي له مجد لبنان...

خيّم الحزن على الصرح البطريركي في بكركي، ورفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد لراحة نفس البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وقال في عظته: «بالألم الشديد والرجاء المسيحي نقدّم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفس أبينا المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي انتقل إلى بيت الآب في السماء، عند الساعة الثالثة من فجر الأحد، وهي الساعة التي قام فيها ربنا يسوع من الموت». وأضاف: «إننا في هذا الكرسي البطريركي، الذي عاش فيه 63 سنة متواصلة كاهناً وأسقفاً وبطريركاً وكردينالاً، نخسره أيقونة، لكننا نربحه جميعنا شفيعاً في السماء».

عون

وأعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن حزنه الشديد لوفاة البطريرك صفير، فقال: «ستفتقد الساحة الوطنية رجلاً عقلانياً وصلباً في مواقفه الوطنية، ودفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه، في أعتى المراحل والظروف».

ودعا «اللبنانيين كافة، وخصوصاً أبناء الطائفة المارونية، إلى رفع الصلاة عن روحه، تعبيراً عن تقديرهم لمكانة الراحل الروحية، والانسانية، والوطنية».

برّي

وقدّم ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ابراهيم عازار، للراعي التعازي، قائلاً: «وضعنا بتصرّف غبطته كل الإمكانيات في ما خَص ما يرتئيه مناسباً، وأنا قدّمت التعازي، باسم دولة الرئيس وباسم الجنوب ككل، خسرنا قامة وطنية كبيرة، ورجلاً صلباً، وصاحب مبادئ، وكان أكبر مثال للمصالحة الوطنية».

الحريري

ونعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، البطريرك صفير، فكتب: «يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه وعاصروه، وهداية للاجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث». وأضاف: «الراحل الكبير جسّد بشخصه وبعمله إرثاً للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان ارتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة الى مرتبة الرمز الوطني، الذي أسهم بكل تأكيد بتحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حال الى حال».

وختم الحريري: «باسمي الشخصي وباسم عائلتي والحكومة أتقدّم من الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك الراعي ومن اللبنانيين جميعاً بأحرّ التعازي، راجياً ان تبقى صورة البطريرك صفير قدوة للعاملين المخلصين للوطن».

وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء «الحداد الرسمي الاربعاء والخميس على وفاة البطريرك صفير، تنكّس خلالهما الاعلام على الادارات الرسمية وتعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم. ويكون يوم تشييع الراحل الخميس يوم تَوقّف عن العمل في كل الادارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة».

بطريرك استثنائي

رأى الرئيس فؤاد السنيورة انّ «لبنان خسر بوفاة البطريرك نصر الله بطرس صفير أرزة من أرزاته الشامخة. إنجازات البطريرك صفير لا تمحى، بل كتبت بأحرف عميقة على صخور تاريخ لبنان الحديث وفي وجدان اللبنانيين وضمائرهم، حيث ناضل في مواجهة الوصاية والتسلّط، فكان الصوت المدوّي الداعي كل يوم الى التمسّك بالحرية والاستقلال والسيادة والعيش المشترك والواحد».

واعتبر رئيس كتلة «الوسط المستقل» النائب نجيب ميقاتي، انه «برحيل صفير تُطوى صفحة مشرقة من تاريخ لبنان»، مشيراً إلى أنّه «آمن بالحوار والعيش الواحد بين جميع اللبنانيين، ودافع عن هوية لبنان وتاريخه، ولا تزال جملته الشهيرة «لقد قلنا ما قلناه» خير مثال على أنه لم يتزحزح عن قناعاته، ما أكسبه احترام اللبنانيين وتقديرهم حتّى آخر يوم من حياته».

ورأى وزير الخارجية جبران باسيل أنّه «بخسارة الكنيسة المارونية أحد كبار بطاركتها الكاردينال صفير، نحزن كثيراً ونصمّم عميقاً أن نتابع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مسيرة الحفاظ على الوجود الحرّ المتنوّع، وعلى الكيان النهائي برسالته الإنسانية».

ونعى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل البطريرك صفير، قائلاً: «كم سنشتاق إليك. ستبقى ابتسامتك وحكمتك وصلابتك محفورة في قلبنا ووجداننا. لتكن نفسك بالسماء. سلّم على الأخوة الشهداء».

من جهته، اعتبر رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية انه «رحل رجل عظيم آمَن بمبادئه حتى آخر لحظة، ولم يتنازل يوماً عن قناعاته».

بدوره، إعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «انّ «القوات اللبنانية» تخسر بخسارة صفير أقنوماً من اقانيم تراثها النضالي».

وقال: «أخسر ‏شخصيّاً أباً ثانياً رافَقني بالصلاة والدعاء وكان خير راع للرعية عندما حاولوا تشتيتها، لقد أصرّ على ضَم «القوات اللبنانية» الى ‏لقاء قرنة شهوان في الوقت الذي كانت سلطة الوصاية تعمل جاهدة ليل نهار لاستبعادها من كل شيء، وصولاً ‏الى محو أثرها كلياً من الساحة السياسية».

‏وشدّد جعجع على انّ «مار نصرالله بطرس صفير ترك أمثولة نادرة في الصمود والثبات على المبادئ، ولم يساوم، وعرف كيف يردّ بالحجة على كل من حاول استدراجه الى حيث لا يريد».‏

أمّا رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، فودّع صفير قائلاً: «صفير رجل استثنائي بتواضعه وشموخه، معه انطلقنا في مسيرة الإستقلال وهو شخصية استثنائية ومتواضعة. كان يرى أنّ الوجود السوري في كل لبنان عائق للمصالحة، وكانت وجهة نظره صائبة».

وأشار جنبلاط إلى أنّه «كان يتمتع بروح النكتة السياسية اللاذعة التي تخترق كل الجدران»، مؤكداً أنه «كان هناك كيمياء بيننا وبين البطريرك صفير لم تكن موجودة مع آخرين، وهو أمر ترجم في أغلب الخطوط العريضة».

«أسطورة الثبات مقاوماً شرساً»

وسألت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، الله أن «يرحم رمز الحرية والسيادة والاستقلال وصانع المصالحة. ستبقى في وجداننا ملهماً للقضايا الوطنية المحقّة، ومتقدّماً في دحر الوصاية التي خَطّها رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز بدمائهم».

أمّا وزير العدل ألبيرت سرحان فشدّد على أنّه «برحيل صفير، نفتقد رمزاً من رموز الحكمة والإيمان والاتّزان. الراحة الدائمة أعطه يا رب».

فيما اعتبر وزير الاتصالات محمد شقير أنّ «رجل المحبة والسلام والعيش المشترك والوطنية الخالصة رحل، لكنّه سيبقى في ضمير اللبنانيين ووجدانهم، رحم الله البطريرك صفير وأسكنه فسيح جنّاته».

وتوجّه وزير الإعلام جمال الجرّاح، إلى البطريرك الراحل، بالقول: «بطريرك الحكمة، بطريرك الكلمة، بطريرك الاستقلال، من عليائك خَلّي عينك على لبنان وعلينا».

واعتبرت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق، أنّ «البطريرك صفير رحل، أيقونة البطاركة والطائفة المارونية. رحل مَن أعطي له مجد لبنان، رحل البطريك المقاوم للاحتلال بكلّ وجوهه... رحل من كان يعطينا الطمأنينة بأنّ قيامة لبنان آتية لا محال... وإلى لقاء قريب يا رمز عزّة لبنان ومسيحيي أنطاكية وسائر المشرق».

وغرّد النائب نهاد المشنوق: تجربتُكَ ستبقى كما هي دائماً: بوصلة لا تخطئ الاتجاه، شاهدة على الحقّ والحقيقة».

وقال النائب مروان حماده: «بطريرك الاستقلال والسيادة والشجاعة والوحدة الوطنية حين عزّ الرجال، وحارس الصمت والألم والعزلة حين قرر الراحة في أديار البطريركية التي أحبّ».

ونَعته الرابطة المارونية، في بيان لها، قائلة: «كان أرزة فروعها ممتدة، شامخة الى العلاء، وجذورها راسخة في رحم الارض. ينسج بقامته النحيلة، وإطلالته الوادعة، أسطورة الثبات مقاوماً شرساً لكل من حاول المَس بالثوابت والحقوق الوطنية، سلاحه مضاء العزيمة، والايمان الذي يزلزل الجبال من مواضعها».

أمّا رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض، فركّز في بيان نَعي صفير على أنّ «من أُعطي مجد لبنان غاب في الجسد، ليرتفع نحو السماء بشموخه وصلابته وعنفوانه أيقونة للايمان والشهادة للحق... وداعاً للبطريرك صفير، سنحمل دوماً أمانة الحرية التي حملتها، وستبقى رمزاً محفوراً في ذاكرة الوطن إلى أبد الآبدين».

ونعى رئيس «جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان» الوزير السابق ميشال ب. الخوري «عضو الشرف في الجمعية كونه يحمل الصليب الاكبر من وسام جوقة الشرف الفرنسي» قائلا «خسرت الكنيسة من كانت له يد طولى في حمايتها من ارتدادات الأزمات، والحروب، ونزعات التفتت والانقسام، التي عصفت بلبنان على مدى عقود».

نقابة الصحافة والمحررين

قدّم نقيب الصحافة عوني الكعكي ومجلس النقابة واجب العزاء، باسم الصحافة والاعلام، بالبطريرك صفير قائلاً: «تميّز دوماً بالحرص على ميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، بعيداً عن مؤثرات خارجية والدفاع عن الدولة وسيادتها وقرارها المستقل. كما تميّز بدعوته المسؤولين اللبنانيين، سواء في سدة المسؤولية او في نطاق العمل السياسي، الى محاسبة الذات، والعمل بتفان واخلاص من اجل الوطن والشعب وتقديم المصلحة الوطنية دوماً على كل المصالح الخاصة».

بدوره، نعى نقيب المحررين جوزف القصيفي البطريرك صفير، فكتب: «يقول ما يقول، ويكتب ما يكتب، وكالقابض على المحراث يمضي الى الأمام دونما تلفّت، مرضاة للآب السماوي والضمير. إنه غاندي لبنان الذي انتصر بموقفه المسالم على كل من حاول إخضاعه بالضغط والترهيب. كان ملاذ الناس يوم أوصدت في وجوههم الملاذات». 

theme::common.loader_icon