يجهل كثير من السائقين أمراً في غاية الأهمّية، وهو أنه لا يمكن من خلال المرايا الجانبية والخلفية مراقبة جميع الزوايا حول السيارة.
والمساحات التي لا يمكن تغطيتها تسمّى النقاط العمياء، وهي التي تنعدم فيها رؤية الأجسام والسيارات الموجودة فيها. وأثبتت الإحصائيات أنّ النقاط العمياء تسبّب حوالى 12 في المئة من حوادث السير في العالم.
تقنيّات مساعدة
هناك مواضع مختلفة للنقطة العمياء، منها الأمامية والجانبية والخلفية تختلف بين سيارة وأخرى بحسب شكل السيارة، وتزيد من مساحتها في الباصات والشاحنات.
وللتغلب على هذه المشكلة قامت العديد من شركات السيارات في الماضي بإضافة جزء محدب على المرآة بالجانب الأيسر والأيمن الخارجيتين لكشف هذه النقطة.
ومن ثم تطورت التقنيات وأصبحت تعتمد على رادار صغير يشبه في عمله مبدأ حساسات الرجوع إلى الخلف، يعطي إنذاراً صوتياً وضوئياً لوجود سيارة أو جسم ما في المنطقة العمياء.
وإستمر تطور هذه التقنية لاحقاً وأصبحت تعتمد على كاميرات صغيرة موصولة على شاشة السيارة الداخلية توضح الأشخاص والاشياء الموجودة ضمن هذه النقطة، إلى أن ظهرت أخيراً كاميرات الـ 360 درجة التي أعطت السائق القدرة على مشاهدة محيط السيارة الفعلي من جميع الزوايا.
في السياق عينه تطورت طريقة تنبيه السائق من الإنذار الصوتي والمرئي إلى إضافة هزاز على المقود أو على كرسي السائق يشبه هزاز الهاتف النقال، يحذّره من وجود جسم ما في هذه النقطة.
ويبقى التطور المذهل والذي تعمل على تطويره العديد من الشركات حالياً، وهو نظام جديد مزوَّد برادار المحافظة على المسار، يعمل على عدم تجاوب المقود مع السائق في حال رغب بالتجاوز، وهناك سيارة موجودة في النقطة العمياء لسيارته.
وهذا النظام الذي لاقى إستحساناً لدى البعض ومعارضة من اليعض الآخر، لا يزال قيد التطوير ولم يدخل حيز الإنتاج التجاري بعد.
أما في السيارات غير المجهّزة بهذه التقنية، فيمكن إستخدام مرايا دائرية محدبة صغيرة متوفرة بمحلات زينة السيارات، يمكن لصقها على المرآتين الجانبيتين الخارجيتين. وهذه المرآة تقوم بكشف أيّ سيارة أو جسم يمرّ بالنقطة العمياء.
والجدير ذكره أنّ نظام التحذير من النقطة العمياء في السيارة أصبح إلزامياً في بعض الدول ولم يعد من التجهيزات الإضافية، بحيث إنّ جميع السيارات التي سيتمّ إستيرادُها إلى هذه الدول يجب أن تكون مجهَّزة بهذا النظام.
