القضاء على الصرع والعودة لحياة طبيعية
القضاء على الصرع والعودة لحياة طبيعية
اخبار مباشرة
جريدة الجمهورية
Saturday, 23-Mar-2019 11:40
داء الصرع يصيب ما يقارب 1 في المئة من الأشخاص وعلى وجه الخصوص الأطفال والمراهقين. وفي حين يتجاوب العديد من المرضى للعلاج الدوائي (حوالى 70 في المئة) يعاني البعض الآخر من تكرار نوبات التشنج العصبي أي نوبات الصرع، رغم العلاجات الدوائية المكثفة.

يمكن أن تراوح نوبات التشنج العصبي أو نوبات الصرع بين فقدان التركيز أو الوعي للحظات إلى نوبة تشنج كاملة تترافق مع فقدان الوعي وشد العضلات بشكل متكرر لمدة دقيقة او اثنتين مع ما يرافقها من وقوع على الأرض واحتمال الكسور، وعض اللسان، وخروج الزبد من الفم.

وبحسب تقرير للجامعة الاميركية في بيروت، إن تكرار النوبات وعدم تجاوبها مع العلاج يؤثر بشكل سلبي جداً على المريض، فعند الاطفال يؤدي عدم السيطرة على تكرار النوبات الى تأخر نموهم الذهني بشكل واضح، أما عند الكبار فهو يؤدي الى عدم القدرة على ممارسة الأعمال الحساسة والإمتناع عن قيادة السيارة أو الدراجة أو الشاحنة.

كيف يمكن التعامل مع حالات الصرع العنيدة؟

عند عدم تجاوب المريض مع العلاج الدوائي، تكمن أهمية السعي الى علاج آخر يساعد على توقف تكرار الحالة ليتمكن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

يرجع عناد بعض حالات الصرع وعدم تجاوبها مع العلاج في غالب الاحيان الى وجود بؤرة في الدماغ تسبب النوبات. وفي حين أن تشخيص هذه البؤرة يتم في الكثير من الأحيان عن طريق الصورة والتخطيط، يبقى الكثير منها خافياً على التشخيص الاولي.

هل هناك حل جراحي؟

يتميز مركز تشخيص وعلاج الصرع المستعصي في الجامعة الأميركية في بيروت باجراء مجموعة من الفحوصات الحديثة لتحديد مركز أو مكان البؤرة الصرعية بشكل دقيق مثل تخطيط الفيديو وصورة الرنين الدقيقة والصورة الذرية بالكمبيوتر.

بعد تحديد البؤرة، وبعد دراسة الحالة بشكل مستفيض من قبل الفريق الطبي المتخصص، يمكن اللجوء الى الحل الجراحي، حيث يتميز المركز أيضاً بتوفر الجراحة المتطورة لاستئصال البؤرة بمساعدة جهاز التوجيه الجراحي وتخطيط القشرة الدماغية أثناء الجراحة مع نسب عالية من النجاح بالحدّ من تكرار النوبات (حوالى 80-90 في المئة).

هل يمكن لمريض الصرع أن يمارس حياته بشكل طبيعي بعد الجراحة؟

انّ توقف النوبات وتكرارها يغيّر حياة مريض الصرع كلياً ويعيده الى المجتمع كفرد منتج. كما أنه يوفّر للطفل المصاب فرصة النموّ الذهني الإعتيادي والعودة الى الحياة الطبيعية.

وهنا بالتالي، تكمن اهمية اخضاع المريض المصاب بحالة الصرع المستعصي إلى العلاج الطبي الذي يبدأ بالفحوصات المتخصصة للتأكد من وجود البؤرة وتحديدها ومن ثم درس احتمال ازالتها جراحياً بأحدث الطرق والأجهزة، وتحت اشراف الفريق الطبي المتخصص، حتى تتوقف حالة تكرار النوبات وكي يعاود المريض حياته بشكل فعال دون القلق من السقوط المفاجئ أو الغياب المتكرر عن الوعي.

theme::common.loader_icon