"هادي" والعصفور
"هادي" والعصفور
د. أنطوان الشرتوني
Friday, 22-Mar-2019 06:03
إنّ المساعدة والإهتمام بالآخر مبدأ يتعلّمه الطفل في يومياته ومن أهله، ليمدّ يد العون لأفراد عائلته وأصدقائه في المدرسة وصولاً إلى مساعدة الحيوانات أيضاً. وتتحدّث قصّة هذا الأسبوع عن تنمية هذا المبدأ ليصبح الطفل لاحقاً إنساناً عطوفاً ومساعداً. إذ يجد «هادي» عصفوراً جريحاً ويقرّر الإعتناء به ومساعدته.

في نهاية كل أسبوع، يذهب «هادي» مع أبيه إلى ملعب البلدية ليلعب مع أصدقائه. فهو يحب كرة القدم ويعشق كرة السلة واللعب على المراجيح وغيرها من ألعاب ملعب البلدية الذي يعج بالأطفال.

واليوم، عندما أصبحت الساعة الخامسة بعض الظهر، حان وقت العودة إلى البيت. فودّع «هادي» أصدقاءه قائلاً:

- إذا لم أزر جدي وجدتي الأسبوع المقبل، سأراكم عند الساعة الثالثة لنلعب معاً كرة القدم. 

ثم أمسك «هادي» بيد أبيه، وتوجّها إلى الطريق العام، طريق العودة إلى المنزل. وبينما كان يستعد ليعبر الطريق مع أبيه، إذ بصوت غريب يتناهى إلى سمعه: 
- ما هذا الصوت يا أبي؟

سأل «هادي» وهو يبحث عن مصدره. وكانت المفاجأة غير سارة عندما وجد صديقُنا الصغير عصفوراً مصاباً بأحد جناحيه على الأرض بالقرب من شجرة كبيرة. 
- هذا صوت عصفور يتألّم بسبب جرحه. هو يطلب النجدة! 

شرح الأب لإبنه ثم طرح عليه سؤالاً آخر:
- ما رأيك أن نهتم به ؟
- فكرة ممتازة يا أبي! يجب أخذه عند الطبيب البيطري. 

حمل «هادي» العصفور الصغير الذي بالكاد كان يتحرك وتوجّه مع أبيه إلى عيادة الطبيب البيطري. رحّب الطبيب البيطري بهما قائلاً:
- ماذا تحمل بيديك يا صديقي «هادي»؟

فمدّ «هادي» يده وأعطى العصفور للطبيب بهدوء وقال له:
- هذا العصفور يتألّم ويجب مساعدته! 

هزّ الطبيب برأسه وكأنه يوافق على مطلب «هادي»، ثم دخل إلى إحدى غرف عيادته للقيام بالمساعدات الطبية. ولم تمر عشر دقائق حتى خرج الطبيب، حاملاً العصفور وكان جانحه ملفوفاً بكدمات، وقال:
- أصبح العصفور بأحسن حال الآن. جانحه مكسور، ربّما سقط من شجرة عالية ويجب الإهتمام به ليتمكن من الطيران مجدّداً. 

فرح جداً «هادي» بمساعدة الطبيب و قال لأبيه:
- سأهتم به في البيت. سأكون طبيبه البيطري!
فابتسم والد «هادي» موافقاً على طلب إبنه. وبعد مرور أسبوع واحد، أصبح العصفور الصغير أكثر حيوية وحركة، بفضل إهتمام الطفل الصغير له. 

وفي نهاية الأسبوع، قبل الذهاب إلى ملعب البلدية، توجّه «هادي» مع أبيه نحو الشجرة الكبيرة، حيث وجد تحتها العصفور المصاب ليضعه على أحد أغصانها. ولم تمر خمسة ثوان، حتى بدأ بالزقزقة وطار فرحاً بحريته وكأنّه يشكر «هادي» على إهتمامه.

theme::common.loader_icon