يوفنتوس خائف من الفراغ
يوفنتوس خائف من الفراغ
اخبار مباشرة
جريدة الجمهورية
Friday, 22-Feb-2019 09:03
هل ستتبخّر أحلام شهر آب لنادي يوفنتوس الإيطالي في منتصف آذار المقبل؟ كان الهدف من التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الصيف الماضي الظفر بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد صيام دام طويلاً، لكنّ فريق «السيدة العجوز» سقط عند أوّل عقبة في الدور الإقصائي بخسارته أمام مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني 0-2 الأربعاء في ذهاب ثمن النهائي.

غاب تأثير رونالدو في المنطقة المختلطة بملعب «واندا ميتروبوليتانو»، ومثلما فعلها من قبل على أرضيّتها، أشار رونالدو بأصابعه الخمسة ملمّحاً إلى الفارق بينه وبين نادي العاصمة. قال «لديّ 5 ألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وأتلتيكو مدريد لا يملك ولا حتى لقباً واحداً». لكنّ يوفنتوس لا يملك سوى لقبين آخرهما عام 1996.

بعد خسارته المباراة النهائية 5 مرات منذ تتويجه الأخير باللقب عام 1996، اعتقد يوفنتوس أنه وجد السلاح الفتاك مع البرتغالي الاختصاصي الحقيقي في المسابقة، وذلك بالتعاقد معه الصيف الماضي مقابل أكثر من 100 مليون يورو.

رونالدو المتوَّج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 5 مرات، لم يكن أسوأ لاعبي البيانكونيري مساء الأربعاء في مدريد، بل أبعد من ذلك، لكنّ الدور ثمن النهائي لم يكن أبداً هدفه ولا هدف ناديه الذي ينتظر من نجمه أكثر من ركلة حرة جميلة وحفنة من الفرص.

ولم تكن عودته الى العاصمة مدريد موَفّقة بعد أن تركها الصيف الماضي إثر 10 مواسم مع ريال مدريد الذي توّج معه بلقب المسابقة القارية في المواسم الثلاثة الماضية، إذ كان حاضراً غائباً في اللقاء.

ولم تنفع رونالدو، الهداف التاريخي لمسابقة دوري الأبطال (121 هدفاً)، معرفته بأتلتيكو وسجلّه المميّز أمام الجار السابق، حيث سجّل 22 هدفاً في 31 مواجهة، من أجل منح يوفنتوس الأفضلية على حساب رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذين سقطوا في نهائي المسابقة أمام البرتغالي وريال عامي 2014 و2016.

كان رونالدو الذي بقي بعيداً بعض الشيء من المرمى في مدريد، على الخصوص محاطاً بلاعبين بدوا بعيدين من مستواهم، مثل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، الأرجنتيني باولو ديبالا، البوسني ميراليم بيانيتش، الأوروغوياني رودريغو بنتانكور والبرازيلي أليكس ساندرو.

ومن أجل النجاح في تحقيق معجزة «الريمونتادا» وقلب الطاولة على أتلتيكو مدريد في مباراة الإياب المقررة في 12 آذار المقبل، يحتاج يوفنتوس إلى أن يكون كل هؤلاء اللاعبين في قمة مستواهم. لكنه سيعتمد بشكل خاص على رونالدو مثلما أكدت صحيفة مدينة تورينو «توتوسبورت» على صدر صفحتها الأولى بعنوان «سي آر 7، أنت مَن سينقذ هذا اليوفي».

أليغري في قفص الإتهام

وفضلاً عن رونالدو، كان المتهم الرئيسي يوم أمس في إيطاليا المدرب ماسيميليانو أليغري الذي انتقدته صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» وألقت باللوم عليه بخصوص «أسلوب اللعب والتصرف».

وعانى يوفنتوس تكتيكياً وبدنياً أمام أتلتيكو مدريد. ولعب بحذر في الشوط الأول، بالإضافة إلى أنه حاول الإندفاع بقوة مطلع الشوط الثاني مانحاً هجمتين مرتدّتين لأتلتيكو مدريد. وانتقل يوفنتوس بعد ذلك من عدم اليقين إلى الرعب، ممهّداً طريق الفوز لرجال سيميوني.

إنما المدرب الإيطالي لديه بعض الظروف المخفّفة، مع غياب لاعب الوسط الدولي الألماني سامي خضيرة بسبب مشكلة في القلب، واضطراره للدّفع في قطب الدفاع بالثنائي ليوناردو بونوتشي وجورجو كييليني العائدين للتو من الإصابة، واللذين عانيا مقارنة مع تألق نظيريهما في أتلتيكو مدريد الدوليّين الأوروغويانيّين خوسيه ماريا خيمينيس ودييغو غودين.

وبعد المباراة، أشار بعض المراقبين أيضاً إلى أنّ دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث لم يذق يوفنتوس طعم الهزيمة حتى الآن هذا الموسم مع 21 انتصاراً و3 تعادلات، ليس الأرضية المناسبة لفريق «السيدة العجوز» للاستعداد لمباريات من العيار الثقيل مثل التي خاضها الأربعاء.

لكنّ يوفنتوس لا يمكن أن يفاجَأ من الطريقة الدفاعية والكثافة العددية التي لعب بها أتلتيكو مدريد الذي يلعب بالطريقة ذاتها منذ سنوات عدة. وكما أوضح المدافع الدولي الإيطالي السابق أليساندرو كوستاكورتا، فإنّ «البيانكونيري لعب أكثر من التمريرات الجانبية التي كانت تحتاج إلى الجودة فقط».

فراغ هجومي

ومن أجل الحفاظ على الأمل، أطلق لاعبو يوفنتوس تصريحات إيجابية على غرار لاعب الوسط الدولي الفرنسي بليز ماتويدي الذي قال في تصريح بالمنطقة المختلطة «لقد أثبتنا في الماضي أننا قادرون على قلب المواقف، وسنفعل كل شيء. على أيّ حال لنحاول الفوز على أرضنا».

ويمكن للاعبين الإيطاليّين التشبّث بذكرى مباراتين جميلتين في الإياب بعد نتيجتين مخيّبتين في الذهاب، الأولى في ربع النهائي ضدّ ريال مدريد الإسباني الموسم الماضي، والثانية في عام 2016 ضدّ بايرن ميونيخ الألماني في ثمن النهائي. لكنهم في المرتين خرجوا خاليي الوفاض (0-3 ، 3-1 ضدّ ريال، 2-2، 4-2 بعد التمديد ضدّ بايرن).

وفي حين أنه خرج من مسابقة كأس إيطاليا وأنّ التشويق الوحيد في الدوري هو تاريخ التتويج، يواجه يوفنتوس خطر موسم مخيّب في حال الخروج من المسابقة القارية العريقة بعد 3 أسابيع على يد أتلتيكو مدريد. 

theme::common.loader_icon