إنّ العض ظاهرة شائعة جداً بين الأطفال من عمر السنة والنصف إلى عمر الـ3 سنوات. ويعبّر هذا العض عن مشاعر الطفل الصغير وحاجاته. فبما أنّه لم يُنَمِّ بعد قدراته اللّغوية، يستخدم هذا الطفل أسنانه كوسيلة للتعبير.
وينزعج الوالدان عادةً من ظاهرة العض لدى الأطفال لأنّها تبدو سلوكاً همجياً وغير مهذب، ويعتقد العديد من الآباء أنّه ينتج عن اضطراب في شخصية الطفل. ولكنّ العض وحده ليس مؤشراً يدلّ على مشكلات نفسية أو اجتماعية في المستقبل وأخطاره لا تُذكر.
كما أنّه حالة لا تدعو للقلق لأنّها ليست فريدة بل نصادفها لدى معظم الصغار. ولكن هذا هذا لا يعني أن نغضّ الطرف عن هذه العادة ونمنح الحرية الكاملة للولد، بل يجب على والديه مساعدته للتغلب على هذه المشكلة.
لماذا يحبّ الطفل العضّ أحياناً؟
تختلف مسألة العض من طفل إلى آخر، فمنهم مَن يتّخذها وسيلة للفت الانتباه، أو تعبيراً عن الانزعاج أو الغضب والتفريغ عن مشاعر داخلية، ومنهم مَن يتّخذها وسيلة لطلب شيء يريده. وقد تكون في بعض الأحيان أيضاً وسيلة للتعبير عن الحب، وذلك بتقليد شخص قام بعضه وهو يلاعبه.
ويمكن تقسيم أبرز أسباب العضّ عند الطفل إلى 4 فئات:
1 - العض الاستكشافي: أي أنّ الطفل يستخدم العض لاستكشاف ما حوله وكل ما قد يصل فمه، لا سيّما عندما يبدأ بالمشي.. فالطفل في هذه الفترة لا يزال في مرحلة التحسّس عبر الفم حيث يسمح له الفم بتحقيق رغباته المتعلّقة بسدّ جوعه والإحساس بالراحة التي تؤمّنها له الرضاعة.
2 - العض الانفعالي: قد يلجأ الطفل لعض أو ضرب من حوله عندما يجد نفسه في ورطة، وغير قادر على حلّ المشكلة التي هو فيها! وتبدأ هذه الظاهرة عندما يتعلّم الطفل كيف يلعب مع الآخرين ويمكن التخفيف منها عبر تقصير وقت اللعب قصيراً وتقليل عدد الرفاق في المجموعة ومراقبة الطفل من قرب للقول له «لا» إذا ما عض أحداً.
3 - العض للشعور بالقوة: يكون الطفل أحياناً بحاجة للشعور بأنّه قوي، وهذه الظاهرة تشاهد عند الأطفال الأصغر سناً من بين الأخوة. ويمكن التخفيف من هذا النوع من العض بتعزيز شعور الطفل بأنه محمي وليس في خطر، وأنه لا يمكن لأحد أن يأخذه بعيداً أو يعتدي عليه.
4 - العض بسبب التوتر: وهذا يحدث عندما يكون الطفل تحت ضغوط عاطفية كثيرة، كالفرح الزائد أو الانفعال الزائد أو بسبب شعوره بالألم، وهنا لابد من معرفة السبب ومراقبة الحالات التي يعض فيها، وما هي دوافع العض عنده لتجنّبها مستقبلاً.
