الإدارة ونحن.. كيف نستولد الإنسان الجديد (4)
الإدارة ونحن.. كيف نستولد الإنسان الجديد (4)
اخبار مباشرة
د. ايلي الياس
في خضم بحثنا المعمّق وشروحاتنا السابقة حول عملية انقاذ بلدنا وشعبنا من اللهو والضياع وفقدان صحة الاتجاه والرؤيا المستقبلية الواضحة، وصلنا الى مصدر الضوء في هذا الليل الطويل واستشرفنا ساحات الامل بالقيامة، انه «الانسان الجديد» الآتي.
من اين سوف يأتي "الانسان الجديد"؟ متى سيجيء؟ من هو هذا "الانسان الجديد" الذي نتطلع اليه؟
اولا، انساننا الجديد لن يهبط علينا من السماء او من كوكب آخر ولم يولد من وطن ثانٍ غير لبنان. انساننا الجديد سوف يولد في هذه الارض وسوف
ينمو.. وينمو.. وينمو وسط آلامنا وحنيننا وشوقنا الى القيامة. سوف يولد وسط جهلنا لذاتنا ومن ضعف ثقتنا بأنفسنا ومن لهونا وعدم جديتنا وقلّة احترافنا في كل عمل نقوم به.
سوف يولد من دماء شهدائنا الذين هم "اولى انتصاراتنا" ومن دموع امهاتنا وعيون اطفالنا.
سوف ينمو كامتداد شاطئنا العظيم وقمم جبالنا وصفاء ينابيع مياهنا وكمثل هوائنا العليل الذي يتنشقه شعبنا، كل شعبنا بطوائفه ومذاهبه ومعتقداته السياسية والثقافية والدينية من غير محسوبيات واستثناءات على الاطلاق.
ثانيا: جوابا على متى سيجيء "الانسان الجديد"، نقول ان لحظة وصوله ليست بعيدة. "فالحاجة ام الاختراع"، وحاجتنا وجوعنا وعطشنا لوجوده سوف تخترعه اجيالنا الحالية والاتية قريبا.
النور يطلع من قلب الظلمة واجمل الازهار تنبت في الارض العطشى "وما نجده في الاكواخ لا نجده في القصور". سوف يأتي الينا من داخل مخيلتنا وفكرنا وجمال نظرتنا الى الحياة والوجود. سوف تبتدعه اجيالنا كما ابتدعت الابجدية والشرائع والرقم والخمر.
انساننا الجديد لن يكون غريبا عنا ابدا، بل هو حرف من ابجديتنا ورقم من حسابنا وكأس من خمرتنا المقدسة عند اقدام الاله "باخوس".
ثالثا، من هو هذا "الانسان الجديد"؟
انه الانسان المثقل بجراحنا والمعلّق على صليبنا والمسمّر باحقادنا لبعضنا البعض وبجهلنا لحقيقة نفسيتنا وذلك لاننا شعب يعلم حق العلم ان لا قيامة من غير جلجلة وسياط وصلب حتى الشهادة. فان الألم والجراح والاستشهاد هي كلها شرط لانتصار الحياة على الفناء. وايضا كما نحن الذين نعلم ان التضحية والعطاء هما شرط اساسي لغلبة المحبة.
انساننا الجديد هو الراسخ في العلم والباحث عن المعرفة في كل النظريات والتجارب والمجلدات.
انه المؤمن بنفسه وبشعبه، كل شعبه وحق ذلك الشعب بالحياة والعز.
انساننا الجديد متواضع، فقير المادة، نحيل الجسد، بل هو كبير القلب والعقل والارادة.
انساننا الجديد لا يكذب. فالصدق الدائم هو اساس كل حق دائم.. وعطاء دائم.. وقوة دائمة بين ايدينا.
"الانسان الجديد" لا يرشي ولا يرتشي، كما لا يمكن ان يشتري ويبيع على حساب قومه وارضه وحرية بلاده. انه يهوى الصراع "لأن حق الصراع هو حق التقدم"، ولا يخشى سوى الفشل.
"الانسان الجديد" هو المفعم بجبروت المحبة التي "متى وجدها الانسان قد وجد اساس الحياة والقوة التي ينتصر بها على كل عدو". يقول المهاتما
غاندي: "الحب هو اعظم قوة في هذا العالم ولكنها الاكثر تواضعا".
الانسان الجديد يهوى الادب والفن لأنهما يعبّران حق تعبير عن شخصية الشعب وميوله ومكنوناته النفسية. كما انه يعشق الموسيقى الراقية التي تجسّد المشاعر الانسانية النبيلة. يقول الفيلسوف نيتشه: "لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة"!
ولكن "الانسان الجديد"، لن يدين أحد من كل الذين عاثوا فسادا واهمالا وبلبلة في حياة لبنان. فان اولئك الذين استوطنوا الطائفية والمذهبية والمناطقية وجلبوا بذلك، الويل والعذاب والموت، سوف تدوسهم حوافر خيوله وسوف تتركهم الاجيال الجديدة على جانبي درب الحياة الجديدة. فالحياة، كما يقول النبي جبران: "لا ترجع الى الوراء ولا تطيب لها الاقامة في منازل الامس".
اولئك هم ابناء العهد العتيق واشباح الامس وديناصورات النفعية المادية والتفرقة والعبث، لكنه لن يدينهم ولن يحاسبهم. فأعظم حساب لهم هو يوم يسترجع من بين ايديهم موارد لبنان وطاقاته ليسلمها الى الاجيال الجديدة. يوم إذن، يعيد بناء النفوس الجديدة خارج اسوار الشرائع والنواميس المظلمة ويمضي بها نحو "العهد الجديد"، عهد القيامة، عهد مملكة القلب والعقل والمحبة الجامعة.
اولا، انساننا الجديد لن يهبط علينا من السماء او من كوكب آخر ولم يولد من وطن ثانٍ غير لبنان. انساننا الجديد سوف يولد في هذه الارض وسوف
ينمو.. وينمو.. وينمو وسط آلامنا وحنيننا وشوقنا الى القيامة. سوف يولد وسط جهلنا لذاتنا ومن ضعف ثقتنا بأنفسنا ومن لهونا وعدم جديتنا وقلّة احترافنا في كل عمل نقوم به.
سوف يولد من دماء شهدائنا الذين هم "اولى انتصاراتنا" ومن دموع امهاتنا وعيون اطفالنا.
سوف ينمو كامتداد شاطئنا العظيم وقمم جبالنا وصفاء ينابيع مياهنا وكمثل هوائنا العليل الذي يتنشقه شعبنا، كل شعبنا بطوائفه ومذاهبه ومعتقداته السياسية والثقافية والدينية من غير محسوبيات واستثناءات على الاطلاق.
ثانيا: جوابا على متى سيجيء "الانسان الجديد"، نقول ان لحظة وصوله ليست بعيدة. "فالحاجة ام الاختراع"، وحاجتنا وجوعنا وعطشنا لوجوده سوف تخترعه اجيالنا الحالية والاتية قريبا.
النور يطلع من قلب الظلمة واجمل الازهار تنبت في الارض العطشى "وما نجده في الاكواخ لا نجده في القصور". سوف يأتي الينا من داخل مخيلتنا وفكرنا وجمال نظرتنا الى الحياة والوجود. سوف تبتدعه اجيالنا كما ابتدعت الابجدية والشرائع والرقم والخمر.
انساننا الجديد لن يكون غريبا عنا ابدا، بل هو حرف من ابجديتنا ورقم من حسابنا وكأس من خمرتنا المقدسة عند اقدام الاله "باخوس".
ثالثا، من هو هذا "الانسان الجديد"؟
انه الانسان المثقل بجراحنا والمعلّق على صليبنا والمسمّر باحقادنا لبعضنا البعض وبجهلنا لحقيقة نفسيتنا وذلك لاننا شعب يعلم حق العلم ان لا قيامة من غير جلجلة وسياط وصلب حتى الشهادة. فان الألم والجراح والاستشهاد هي كلها شرط لانتصار الحياة على الفناء. وايضا كما نحن الذين نعلم ان التضحية والعطاء هما شرط اساسي لغلبة المحبة.
انساننا الجديد هو الراسخ في العلم والباحث عن المعرفة في كل النظريات والتجارب والمجلدات.
انه المؤمن بنفسه وبشعبه، كل شعبه وحق ذلك الشعب بالحياة والعز.
انساننا الجديد متواضع، فقير المادة، نحيل الجسد، بل هو كبير القلب والعقل والارادة.
انساننا الجديد لا يكذب. فالصدق الدائم هو اساس كل حق دائم.. وعطاء دائم.. وقوة دائمة بين ايدينا.
"الانسان الجديد" لا يرشي ولا يرتشي، كما لا يمكن ان يشتري ويبيع على حساب قومه وارضه وحرية بلاده. انه يهوى الصراع "لأن حق الصراع هو حق التقدم"، ولا يخشى سوى الفشل.
"الانسان الجديد" هو المفعم بجبروت المحبة التي "متى وجدها الانسان قد وجد اساس الحياة والقوة التي ينتصر بها على كل عدو". يقول المهاتما
غاندي: "الحب هو اعظم قوة في هذا العالم ولكنها الاكثر تواضعا".
الانسان الجديد يهوى الادب والفن لأنهما يعبّران حق تعبير عن شخصية الشعب وميوله ومكنوناته النفسية. كما انه يعشق الموسيقى الراقية التي تجسّد المشاعر الانسانية النبيلة. يقول الفيلسوف نيتشه: "لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة"!
ولكن "الانسان الجديد"، لن يدين أحد من كل الذين عاثوا فسادا واهمالا وبلبلة في حياة لبنان. فان اولئك الذين استوطنوا الطائفية والمذهبية والمناطقية وجلبوا بذلك، الويل والعذاب والموت، سوف تدوسهم حوافر خيوله وسوف تتركهم الاجيال الجديدة على جانبي درب الحياة الجديدة. فالحياة، كما يقول النبي جبران: "لا ترجع الى الوراء ولا تطيب لها الاقامة في منازل الامس".
اولئك هم ابناء العهد العتيق واشباح الامس وديناصورات النفعية المادية والتفرقة والعبث، لكنه لن يدينهم ولن يحاسبهم. فأعظم حساب لهم هو يوم يسترجع من بين ايديهم موارد لبنان وطاقاته ليسلمها الى الاجيال الجديدة. يوم إذن، يعيد بناء النفوس الجديدة خارج اسوار الشرائع والنواميس المظلمة ويمضي بها نحو "العهد الجديد"، عهد القيامة، عهد مملكة القلب والعقل والمحبة الجامعة.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 20
بري يقود الشيعة إلى «أفضل الممكن»
1
Dec 20
"الميكانيزم" في لقائها المدني الثاني: بداية الجديّة وتراجع الغوغائيّة
2
Dec 20
نحو مجْمعٍ وطني لحماية وجود لبنان
3
12:19
وفاة الممثل اللبناني وليد العلايلي عن 65 عاماً
4
Dec 20
رئيس الوزراء الايرلندي في بيروت
5
08:57
ترامب: عمليّة "عين الصقر" ضدّ "داعش" ناجحة جداً
6
Dec 20
مانشيت: «الميكانيزم»: تقدّم المسارَين الأمني والسياسي ضروري وعون: الأولوية لعودة الأهالي... ودعم مصري متجدّد
7
13:17
البطريرك الراعي من طرابلس: السلام هو الخيار الدائم والأفضل
8