هجوم إنكليزي مرعب.. وألكاسير أمل «لاروخا»
هجوم إنكليزي مرعب.. وألكاسير أمل «لاروخا»
جريدة الجمهورية
Wednesday, 17-Oct-2018 09:52
حتى مع تزايد الضجيج والضغط الإسباني، بقي المدرب غاريث ساوثغيت صامداً. مباراة محورية نجحت إنكلترا في حسمها ضد مضيفتها إسبانيا الإثنين في دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم.

بعد شوط أول ناري شهد تسجيل 3 أهداف لإنكلترا، تراجع منتخب «الأسود الثلاثة» فقلّص المهاجم البديل باكو ألكاسير الفارق إلى 1-3، وكاد الحارس جوردان بيكفورد يقدّم هدية مجانية للمهاجم رودريغو.

على خط الملعب، بقي ساوثغيت واقفاً مكتوف اليدين، ولم يجر سوى تبديل وحيد قبل الدقيقة 85، عندما دفع بكايل ووكر بدلاً من روس باركلي المرهق في الدقيقة 76.

بعد كل شيء، يعود ساوثغيت من مونديال رائع بلغ فيه نصف النهائي للمرّة الأولى منذ 1990، بعد أن خدمته القرعة نوعاً ما، فعندما واجه منتخبين من العيار الثقيل، لم ينجح بمتابعة نجاحاته (ضد كرواتيا وبلجيكا).

وألحقت إنكلترا أول هزيمة بإسبانيا على أرضها في 15 سنة، وسجّلت ثلاثية في الشوط الأول ضد فريق يحاول المدرّب لويس أنريكي تجديده. وقبل نحو شهر، سحقت إسبانيا وصيفة المونديال كرواتيا بسداسية نظيفة، وتفوقت أيضاً على إنكلترا في ملعب ويمبلي 2-1. فقال المهاجم الإنكليزي رحيم سترلينغ صاحب هدفين في المباراة: « إنّه شعور جميل. كان أداء جماعياً رائعاً».

فبعد إطلاق الحكم صافرته النهائية في الدقيقة 98 على ملعب «بينيتو فيامارين» في أشبيلية، كان الحديث عن الإنتصار الأجمل لإنكلترا منذ فوزها الكبير على ألمانيا 5-1 في ميونيخ عام 2001. لكن على صعيد المباريات الرسمية، يعود الفوز الأخير لإنكلترا على بطل سابق للعالم، إلى العام 2002 عندما سجّل ديفيد بيكهام ركلة جزاء ناجحة ضد الأرجنتين في سابورو.

«رعب» الإنكليز

على الرغم من أنّ إسبانيا كانت توّاقة لتحقيق الفوز، عندما عرقل بيكفورد المهاجم رودريغو محاولاً تعويض هفوته، إحتّج الإسبان بحدّة لدى الحكم لعدم احتسابه ركلة جزاء.

وعندما سجّل سيرخيو راموس الهدف الثاني من رأسية (د90+7)، إرتد الإسبان بسرعة إلى دائرة منتصف الملعب على أمل الحصول على هجمة أخيرة.

وصمدت إنكلترا وحصل الفريق البالغ معدل أعمار لاعبيه 23 سنة على جرعة ثقة. فقال ساوثغيت الذي دفع بتشكيلة هي الأصغر في العقد الحالي: «مع الكثير من اللاعبين الشبان، من المهم أن يكتسبوا الخبرة، يستمتعوا بتمثيل إنكلترا ويشعروا بالطريقة التي نريد تطبيقها. يجب أن يكونوا قادرين على التقدّم من هذه النقطة، الأمر متروك لنا».

حتى أنّ إنكلترا قادرة الآن على إحراز لقب مجموعتها الرابعة ضمن المستوى الأول، في حال فوزها على كرواتيا على أرضها الشهر المقبل، لكن ساوثغيت يعرف أن هناك عملاً كبيراً أمامه.

وشعر الإنكليز بالرعب في الشوط الثاني، كالضغط الكرواتي في مونديال روسيا. فبيكفورد الذي ساهم بتسجيل هدفين كاد يتسبب بهدفين في مرماه، الأول من رأسية ألكاسير التي قلّصت الفارق، والثاني عندما بالغ بالمراوغة أمام رودريغو. وقال ساوثغيت مبتسماً: «لديه القدرة التقنية على تمرير الكرات إلى منتصف الملعب، لكن ربما ليس لعب دور كرويف في المراوغات داخل منطقته».

فردياً، سدَّ هاري وينكس فجوة في صناعة اللعب، فيما وجد هاري كاين، راشفورد وسترلينغ لمستهم التهديفية داخل المنطقة. وكان تواجد جو غوميز (21 عاماً) قلب دفاع ليفربول بمثابة صمّام الأمان في قلب الدفاع. أهم من كل شيء، إكتشفت إنكلترا كيف تفوز مجدداً على الكبار.

وقال كيران تريبيير، أكبر لاعب في التشكيلة بعمر الـ28: «من الجيد أن يأتي الشبان إلى أماكن مماثلة. نريد أن نلعب ضد الكبار، ونريد أن نصبح الفريق الرقم واحد. كانت ليلة رائعة وعلينا التطلع إلى الأمام».

وحمل الفوز الأول لإنكلترا على مضيفتها إسبانيا منذ 1987، جرعات ثقة للإنكليز. في المقابل، كانت المعنويات مرتفعة للاعبين الإسبان الذين تمكّنوا من العودة الى أجواء المباراة في الشوط الثاني، ولو أن الوقت ساعدهم، لتمكنوا من إدراك التعادل وربما قلب الطاولة على منافسيهم.

الإنكليز نفضوا الغبار عن ثلاثي مرعب قوامه سترلينغ وكاين وراشفورد، علماً أنّ الثاني هدّاف المونديال الروسي بـ6 إصابات، تحول مدرّباً وصانعاً للأهداف.

صحيح أنّ إسبانيا خسرت للمرة الأولى على أرضها منذ 15 عاماً، إلّا أنّها أظهرت روحاً قتالية عالية عبر لاعبيها. وجاءت الخسارة لتعيد المدير الفني الجديد لويس أنريكي الى أرض الواقع، لجهة تصويب الإختيار في تشكيلته. في المقابل، إعتبر ساوثغايت أنّ ما قدّمه لاعبوه في ملعب أشبيلية «يشكّل أساساً للبناء عليه للمستقبل».

ورأى أنريكي أنّ منتخبه لم يكن في يومه: «هذا بديهي. لم نكن نتوقع أن نعاني بهذا الشكل، واجهنا مشكلة في محاولة فرض سيطرتنا على الخصم الذي بادلنا بشن هجمات مرتدة صنع منها الفرص. وقعنا في أخطاء فردية، وواجهنا عدم الدقة في التمريرات. ومنحهم الهدف الأول جرعة ثقة، وأدّى الى طعنة في صفوفنا. كان الشوط الأول مؤلماً للغاية، إلا أني أريد التوقف بقراءة فنية عند الشوط الثاني الذي قدّمنا فيه أداء مميزاً».

وتابع: «النتيجة مبالغ فيها لكنها مستحقة بالنسبة الى الخصم. تبقى لدينا مباراة في المسابقة سنخوضها بعيداً من الديار أمام كرواتيا، ويتوجب علينا الفوز بها للتأهّل إلى نصف النهائي، فمصيرنا بين أيدينا». وعن تعرّضه لانتقادات بعد الخسارة، قال أنريكي: «أنا مدرّب صاحب خبرة، وأملك طباعاً عدّة وأتقبّل الأمور. لاعبو المنتخب الإنكليزي دافعوا بشكل جيد، وشنّوا هجمات مرتدة سريعة. في الشوط الأول، كان الخصم متفوقاً وكانت تنقصنا 10 دقائق لقلب النتيجة».

ساوثغايت: «أنا فخور بالعرض»

في حين وصفت الصحافة الإسبانية تخلّف المنتخب بثلاثية في الشوط الأول بـ»الأسوأ على الإطلاق في تاريخ المنتخب».

من جهته، قال المدرّب الإنكليزي غاريث ساوثغايت: «أنا فخور بالعرض الذي قدّمه أفراد المنتخب، فقد لعبوا بشجاعة هائلة. كنا نعرف مسبقاً أننا لا نستطيع المجيء الى إشبيلية للدفاع 90 دقيقة، وكان علينا أن نكون جريئين مع الكرة. كنا نعلم مسبقاً فعالية ثلاثي الهجوم لدينا، وكان هؤلاء يحتاجون الى الإيمان بقدراتهم، فيما على بقية أفراد الفريق تزويدهم بالكرات وتخفيف الضغط من اللاعبين الإسبان. وعندما فعلنا ذلك، شكّلنا تهديداً كبيراً خصوصاً في الهجمات المرتدة. أما الأمران اللذان أثارا إعجابي فكانا جودة اللعب وشجاعة اللاعبين».

وبالنسبة الى ثلاثي الهجوم، رأى ساوثغايت: «أن الثلاثة قدّموا أداء كبيراً، وهم يجيدون الإحتفاظ بالكرة وبناء الهجمات والإختراق بالشكل المطلوب. ويستطيعون نيل جرعات ثقة من النجاحات التي حققوها».

وبالنسبة الى الفريق: «المجيء الى هنا واللعب بهذه الطريقة يشكّل مرجعية للمستقبل. وعلينا التطوير إنطلاقاً من هذه القاعدة. أنجزنا صيفاً ممتعاً وسنتقدّم خطوة الى الأمام بعد هذا الأسبوع الرائع. أنا متحمّس حقاً لما أنجزه الجميع، لكن هناك أشياء كثيرة نستطيع القيام بها بشكل أفضل».

وفي المحصلة، إنعكس النجاح الإنكليزي في الإفادة من الفرص نجاحاً في التسجيل 3 مرات من 5 تسديدات على المرمى، في مقابل محاولتين ناجحتين من 23 شنّها الإسبان على مرمى الحارس جوردان بيكفورد. إنكلترا تميّزت بثلاثيها الهجومي، وإسبانيا عززت ثقتها أكثر بباكو ألكاسير الذي سجّل إصابته التاسعة مع «لاروخا» في مباراته الـ15.

theme::common.loader_icon