إستفِد من منافع القمح عشيّة «البربارة»
إستفِد من منافع القمح عشيّة «البربارة»
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Sunday, 02-Dec-2012 23:46
تشكّل حبّة القمح مادة غذائيّة لذيذة يتناولها الكثيرون بانتظام، في حين أن البعض قد لا يستهلكها إلّا في المناسبات، خصوصاً خلال عيد البربارة. إلا أنك فد تتفاجأ اليوم عندما تدرك أن هذه الحبّة الصغيرة تتمتّع بفوائد «ضخمة» يجب على أساسها الحرص على تناولها باستمرار للاستفادة منها إلى أقصى درجة.
عُرف القمح منذ عشرات آلاف السنين، وهو يُعد المادة الغذائيّة الأساسيّة في بلدان عديدة، خصوصاً بعد أن أظهرت الدراسات الفوائد الصحّية الجوهريّة التي يُقدّمها للانسان، فأخذت العديد من الشركات تدخله إلى منتجاتها. ويحتوي القمح على كميات هائلة من الفيتامينات والمعادن، بالاضافة إلى الألياف الغذائية القابلة للذوبان.

لكن، وللحصول على هذه العناصر الغذائية الأساسيّة للجسم، يجب الحرص على شراء القمح بشكله الكامل: فما بات معلوماً أن الحبوب الكاملة مؤلّفة من ثلاثة أجزاء، هي: السويداء والقشرة والجرثومة.

ولمزيد من المعلومات، تشكّل السويداء 80 في المئة من الحبة، وهي تحتوي على الكربوهيدرات المعقّدة والبروتينات، لكنها تحتوي على أقل كمية من الفيتامينات والمعادن. أما القشرة التي تشكّل الطبقة الخارجية، فهي تضمّ تقريباً جميع الألياف الغذائية المفيدة جداً لصحّة القلب واستقرار مستوى السكر في الدم وتعزيز حركة الأمعاء.

إضافة إلى احتوائها على كمية هائلة من الماغنيزيوم المهمّ جداً من أجل الحفاظ على وظائف العضل والعصب الطبيعية، وتعزيز أداء الجهاز المناعي والحفاظ على دقّات قلب منتظمة وبناء عظام قويّة، وهي تحتوي على الفيتامينات B1 وB2 وB3 ومعدن الحديد الضروري من أجل نقل الأوكسيجين إلى مختلف أعضاء الجسم والزنك المطلوب من أجل تعزيز الجهاز المناعي والحفاظ على حاسة الشمّ وبناء الحمض النووي.

وصحيح أنّ الجرثومة تُعد الجزء الأصغر من الحبّة، إلا أنها في الواقع تشكّل مصدراً ممتازاً للفيتامينات B1 وB2 وB3 وE، إلى جانب معادن الماغنيزيوم والزنك والحديد والفوسفور المهمّ لسلامة أداء الخلايا وتنظيم مستوى الكالسيوم وتقوية العظام والأسنان.

ولا بد من الاشارة إلى أن مختلف أنواع الفيتامين B مهمّة، خصوصاً من أجل تعزيز التمثيل الغذائي لكلّ من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون. كما انها تساهم في ضمان سلامة وظائف الأعصاب والحفاظ على صحّة البشرة والأغشية المخاطية، وتدخل كذلك في عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء.

وإلى جانب هذه المنافع، يعتقد الباحثون أن القمح قد يشكّل سلاحاً فعّالاً في محاربة السرطان، بعد أن توصّلوا إلى أن القمح غير المعالج يحتوي على مستويات عالية من المواد المضادة للأكسدة التي تحمي الخلايا السليمة من ضرر الجذور الحرّة لتقِي بذلك من أمراض القلب والسرطان والسكري.

وعند شراء القمح المكرّر، فإنك بذلك تحصل فقط على السويداء، لأنه، وخلال هذه العملية، يتمّ تجريد القمح من القشرة والجرثومة. فتناول الحبوب المكرّرة لن يزوّدك بأي منفعة غذائية تُذكر، بما أن أهم الفيتامينات والمعادن متواجدة في الجرثومة والقشرة.

وما يزيد من هذه المنافع "ضخامة" أنّ الكثيرين يضيفون المكسّرات النيئة إلى كاسة القمح، ما يزوّدهم بنسب أكبر من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وحتى الأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 الموجودة خصوصاً في الجوز واللوز.

وهكذا فإنّ مختلف أعضاء جسمك تكون في غاية الصحّة والحصانة للوقوف في وجه الأمراض التي تهدّد سلامتها. إبدأ إذاً منذ الليلة وتزامناً مع عيد البربارة باستهلاك القمح، على أن تتناول كمية معتدلة منه يومياً أو مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع على أقلّ تقدير لتنعم بعناصره الغذائيّة.
theme::common.loader_icon