ما علاقة برودة الطقس بالوزن؟
ما علاقة برودة الطقس بالوزن؟
Thursday, 20-Sep-2018 08:34
لطالما اعتُبر النظام الغذائي ونمط الحياة الصحّي من أفضل الوسائل وأهمّها للتخلّص من الوزن الزائد، لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ الأحوال الجوّية قد تؤدي أيضاً دوراً أساسياً في هذا المجال؟

في الحقيقة، أكدت دراسة طبية حديثة أنّ فصل الشتاء والأجواء الباردة من أنسب الطرق وأفضلها للقضاء على الدهون المستوطنة في الجسم.

فاستناداً إلى موقع «ساينس ديلي»، وجد الباحثون في مركز سانفورد بورنهام بريبيس الطبي في الولايات المتحدة، أنّ سرّ نجاح محاولات إنقاص الوزن في الشتاء يكمن في سلسلة أحماض أمينية صغيرة تُسمّى «ساركوليبين» أو «أس.أل.أن»، وتوجد فقط في عضلات الجسم، وتنشط مع الجو البارد.

ويعمل هذا النوع من الببتيد على زيادة معدلات الطاقة للعضلات وأكسدة الدهون. لذا، يرى الباحثون أنه كلما ارتفعت نسبة الساركوليبين في الجسم، انخفض خطر الإصابة بالسمنة.

وأوضحت الدراسة أنّ الساركوليبين يحفّز العضلات لاستخدام مزيد من الطاقة، ما يساعد على حرق الدهون.

كما أشار موقع «Men’s Health» الأميركي الذي نشر الدراسة أيضاً، إلى أنّ العلماء توصّلوا في أبحاث سابقة إلى أنّ ممارسة الرياضة تساعد على تفعيل الساركوليبين.

لكن ما كشفه المُشرف على الدراسة الدكتور موثو بيريازمي، كان أكثر عمقاً، إذ وجد أنّ ممارسة الرياضة في درجات الحرارة المنخفضة تنشّط هذا الببتيد في الجسم، وبالتالي تزيد من معدلات حرق الدهون.

وللتوضيح، فإنّ جميع خلايا الجسم تقريباً تحتوي على عضيّات خلوية تُسمّى الميتوكوندريا، وهي مسؤولة عن حرق الدهون وإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم لممارسة أنشطته اليومية. وكلما مارس الإنسان الرياضة والتمارين، زاد إنتاج الميتوكوندريا.

ووجد بيريازمي وفريقه أنّ الساركوليبين يُجبر الميتوكوندريا في الجسم على العمل بوتيرة أكبر، وبالتالي حرق مزيد من الدهون. كما توصلوا إلى أنّ الطقس البارد ينشّط هذا المركّب في الجسم.

ولفت المُشرف على الدراسة إلى أنها أُجريت على مجموعة من الفئران ولم تتم تجربتها على البشر. لكنّ العلماء يؤمنون بأنّ البقاء في المنزل معظم فترات فصل الشتاء وتجنّب الخروج حتى في درجات الحرارة المعتدلة، قد يؤدي إلى تراجع مستويات الساركوليبين لدى البشر.

وفي التفاصيل، وجد الفريق أنّ الحيوانات التي لا يحتوي جسمها على الساركوليبين لديها عدد أقل من الميتوكوندريا وتعاني مشكلة في حرق الدهون، لذا تتراكم بشكل أكبر في عضلاتها، وهو سبب شائع لمقاومة الإنسولين. ومع ذلك، فإنّ مَن لديهم المزيد من الساركوليبين لديهم تركيز أكبر من الميتوكوندريا، وأظهروا زيادة لمعدلات أكسدة الدهون.

وقال بيريازمي إنّ الباحثين «وجدوا بالفعل أنّ البدانة المفرطة تقلّل من وظيفة الساركوليبين»، مضيفاً أنه «قد تكون هناك نافذة علاجية لزيادة تجنيد الساركوليبين لحرق مزيد من الطاقة. هذه الإستراتيجية يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون اختلالات في الأيض، فضلاً عن أولئك الذين يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة، وهو ما قد يساعد على علاج مرض البدانة والسكري من النوع الثاني».

وأوضح أنّ «الخروج في البرد والتعرّض للهواء الطلق يعملان على زيادة مستويات الساركوليبين، لكن بالطبع في حالة البرودة الشديدة لا يُنصح بذلك تجنّباً للإصابة بأمراض أو حدوث مضاعفات ناتجة من البرد الشديد».

theme::common.loader_icon