هادي يلعب مع أخته
هادي يلعب مع أخته
د. أنطوان الشرتوني
جريدة الجمهورية
Friday, 14-Sep-2018 00:20
يتعلّم الطفل الكثير من المبادئ الإجتماعية من خلال التقليد: فهو يشاهد كيف يتصرّف أهله ويتصرّف مثلهم. ومن أهمّ ما يتعلّمه الطفل في بيته مبدأ العطاء أو المشاركة. فمن خلال متابعة الأم لطفلها أو مراقبة الأب لولده، يمكن للوالدين أن يعلّماه هذا المبدأ الأساسي في حياته اليومية. فنلاحظ أنّ معظم الأطفال لا يحبّون مشاركة ألعابهم ولا يدركون أنّ العطاء هو من القيَم الأساسيّة لحياتهم المستقبليّة. لذا تركّز قصّة هذا الأسبوع على مبدأ المشاركة على أمل أن تكون درساً للأطفال.

بعد أسابيع لا يتخطّى عددُها أصابع اليد الواحدة، سيعود «هادي» إلى المدرسة. وهو متحمّس جدّاً للجلوس من جديد على مقاعدها ليتعلّم ويكتب ويقرأ... وليلعب أيضاً في ملاعبها. وفيما كان جالساً إلى مكتبه ينهي فروض عطلة الصيف سألته أمّه:

• الأسبوع المقبل، سنذهب إلى المكتبة لشراء الكتب المدرسية والدفاتر والأقلام. ما رأيك؟

• مرحى! أنا متحمّس جداً للعودة إلى المدرسة واسكتشاف الكتب الجديدة يا أمّي! كما أنّني مشتاق لجميع أصدقائي في الصف.

هكذا ردّ «هادي» بكل تهذيب على أمّه، وصفّقت أخته الصغيرة «جنى» بيديها فرحةً لفرح أخيها. ثمّ قال «هادي» لأمّه:

• بما أنني أنهيت كل فروض عطلة الصيف، هل أستطيع أن ألعب الآن في غرفتي؟

• طبعاً يا بنيّ! قالت الأم مبتسمةً.
ركض «هادي» إلى غرفته، ليلعب بألعابه التي يحافظ عليها ولا يحب أن يكسرها. إلّا أنّ «جنى» قد بدأت بالصّراخ، لأنّها تريد أن تلعب معه في غرفته.

• كلا، كلا، وألف كلا. لا أريد أن ألعب مع أختي.

صرخ «هادي» بوجه أمّه التي كانت تقف على باب غرفته وبقربها «جنى» تنظر إلى أخيها.

• ولكن «جنى»، أختك ويجب أن تهتمَّ بها وتتشارك ألعابك معها! لماذا لا تريد أن تلعب مع أختك؟

سألت الأم «هادي» الذي بدا غاضباً، ثمّ قال بصوت منخفض:

• لأنها تكسر ألعابي!

• إذاً أنت تخاف من أن تكسر «جنى» ألعابك، يمكنك أن تطلب منها أن تلعب بهدوء وتعلّمها كيفية المحافظة عليها.

بدأ «هادي» يهدأ ويتقبّل فكرة اللعب مع أخته، وقال:

• ولكن هي لا تسمح لي أن ألعب بألعابها! فلمَ سأسمح لها أنا بذلك؟

فأجابت الأم وهي تجلس مع «جنى» بقرب «هادي» ضاحكةً:

• عندما تشارك ألعابك معها، فهي ستشاركك بدورها ألعابها... وأنا متأكّدة من ذلك.

اقتنع «هادي» بكلام أمّه وراح يلعب مع أخته لساعات، وكان فرحاً جدّاً. لقد تعلّم اليوم أنّ مشاركة الإخوة والأخوات الألعاب هو تصرّف حسن وأنّ مشاركة الألعاب مع الآخرين كالأصدقاء في الحيّ أو الأصحاب في الصف أمر مسلٍّ. ولم يعد يخاف «هادي» على ألعابه لأنّه يحذّر أصدقاءه أو أخته قبل اللعب قائلاً: «أرجوكم إلعبوا بهدوء بألعابي». 

theme::common.loader_icon