العلاج نفسياً لآلام الظهر فالجراحة غير فعّالة
العلاج نفسياً لآلام الظهر فالجراحة غير فعّالة
جريدة الجمهورية
Saturday, 12-May-2018 00:35
تحوّلت اوجاعُ الظهر الى مشكلة العصر، فمن منّا لا يعاني من التشنّجات او الآلام المتنوّعة في ظهره أو عنقه. الّا أنّه قد يدهشكم معرفة أنّ نصف أسباب هذه الحالات هي نفسية وغير عضوية. فما هي الجراحات الخاطئة التي يُخضَع لها المريض؟

كثيرة هي الاسباب المؤدّية الى اوجاع الظهر والعنق والتي باتت تصيب جميع الفئات العمرية، ولكن تعود اسباب الكثير من هذه الحالات الى المشكلات النفسية الناتجة عن الضغط النفسي، ما يسلّط الضوء على مقاربة جديدة للعلاج بعيداً عن الجراحة.

في هذا السياق، كان لـ»الجمهورية» حديث خاص مع البروفسور في جراحة الدماغ والأعصاب ورئيس مركز علاج أمراض العمود الفقري في مستشفى ومركز «Bellevue» الطبي الدكتور نبيل عقيص الذي استهلّ حديثه قائلاً إنّ «الامراض الناتجة عن ألم العامود الفقري تعود بمعظمها الى التعب، والابتعاد بين الديسك والغضروف الموجود بين الفقرات والذي يسبّب الجفاف والورم، فالغضروف مادة لزجة تحتوي على المياه التي تجفّ مع التقدّم في العمر، فتصبح قابلة للتفتّت.

اضافةً الى الحزام أو الرباط الذي يلتقط الديسك في العامود الفقري ويعيد ربط الفقرات ببعضها البعض، والذي في حال تمزّق مع تقدّمٍ في العمر أو عند اكتساب الوزن أو نقص العضلات، يؤدّي الى نتوء جزء من الغضروف مسبِّباً ضغطاً على العصب ليؤثر في نهاية المطاف على الأرجل أو الأيدي أو حتى على عضلات التنفّس.

أمّا في حال تمركز هذا الضغط على العصب فيمكن أن يسبّب الشلل، ولكن قبل حدوث ذلك، يشعر المريض بعوارض عدّة مثل الالم في الفخذ او الرجل او اليد، بينما اذا تمحور الضغط على النخاع الشوكي فيعاني المريض من ضعف في المشي، عدم التوازن، ضعف قدرة اليدين خلال العمل، ومشكلات على صعيد التبوّل والإنتصاب».

الصور الشعاعية ليست مرجعاً

هذه العوارض كفيلة ليتوجّه المريض الى الطبيب لنيل الاستشارة الطبّية وللحدّ من المضاعفات الخطيرة قبل أن يصبح التلف نهائيّاً. ويوضح د. عقيص «يأتي الكثير من المرضى لاستشارتنا بسبب أوجاع في الظهر او العنق، وفي بعض الاحيان يصطحبون معهم الصور الشعاعية للمنطقة التي تؤلمهم. ويهمني أن افسر أنّ صور الاشعة يمكن أن تكشف عن خلل معيّن (كجفاف الديسك وتكلّس الغضروف) دون أن يعاني المريض من أيّ وجع، وهذا طبيعي مع التقدّم في العمر.

واشدّد على أنّ نصف حالات وجع الظهر ناتجة عن تشنّج عضلات الظهر جرّاء الضغط النفسي، الّا انّ الكثير من الاختصاصيّين لا ينتبهون الى ذلك، فبعد الكشف على المريض الذي يتألم والذي خضع للعلاج الدوائي والفيزيائي دون تسجيل ايّ تحسّن، يُخضعه الطبيب الى عملية تثبيت الفقرات.

وهذا النوع من العمليات نقوم حالياً بمحاربته لا سيما بسبب مضاعفاته الجدّية، وفي هذا الاطار ادعو جميع الاختصاصيين الانتباه اذا كان المرض نفسيّاً أو عضويّاً، وأن يبتعدوا عن التسرّع في اخضاع المريض الى العمليات الجراحية بشكل عام وللتثبيت بشكل خاص. كما من المهم القيام بمراكز تحتوي على العيادات التخصصية المتعددة لدرس حالة المريض من جميع الجوانب وحتى النفسية منها».

تثقيف المريض

بدوره، على المريض أن يكون لديه الإلمام والمعرفة بأنّ الكثير من الامراض قد تكون ناتجة عن الضغط النفسي فلا يجب عدم الاكتراث إذا وجّهه الطبيب الى مراكز تُعنى بمعالجة الضغط النفسي. ويشير د. عقيص الى أنّه «عند اتّخاذ الطبيب قرار خضوع المريض الى العملية، عليه التفكير مليّاً في ذلك، والحصول على استشارة طبّية اخرى من اختصاصي آخر، إلّا في حال كان الضغط على الاعصاب عندها تكون العملية ضرورية، ولكن إذا اقتصر الألم على الظهر والرقبة فهناك الكثير من الحلول قبل العملية كالابتعاد من الضغط النفسي، وتقوية عضلات العامود الفقري (بالسباحة مثلاً) الذي يحتاج إلى العناية والحماية».

theme::common.loader_icon