أوتيل ديو: العلاج الشُعاعي متوافر حتّى للمرضى المحتاجين
أوتيل ديو: العلاج الشُعاعي متوافر حتّى للمرضى المحتاجين
جريدة الجمهورية
Tuesday, 08-May-2018 13:23
في لبنان، كثر هم المرضى الذين لا يتلقون علاجاتهم بسبب عدم قدرتهم على تغطية التكاليف المادّية لا سيما إذا كان مرضهم خبيثاً وخطيراً كالسرطان. إلّا أنّ ذلك لا ينطبق على مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الذي يوفّر العلاج الشعاعي للمريض بتغطية من وزارة الصحة اللبنانية.

يُعتبر مستشفى اوتيل ديو دو فرانس واحداً من المستشفيات القليلة في لبنان التي أبرمت اتّفاقيّة تعاون مع وزارة الصحة في مجال العلاج الشعاعي للأورام بالتقنيات الحديثة "IMRT".

وتهدف هذه الشراكة الى خدمة المرضى ووضع احتياجاتهم في الأوّلية أمام أيِّ شيء آخر، ومن خلالها سيحصل المرضى اللبنانيون على العلاج الشعاعي بتقنياته الحديثة المتوفرة في مستشفى اوتيل ديو دو فرانس والتي ستغطي تكلفته وزارة الصحة اللبنانية، بالاضافة الى تأمين افضل رعاية ممكنة للمريض بحيث لا يتمّ إجراءُ أيّ جلسة دون وجود الطبيب والاختصاصيين في علم الأورام.

ريادةٌ في تقديم الخدمات

في مناسبة حفل إطلاق برنامج التعاون مع وزارة الصحة في مجال العلاج الشعاعي للأورام بالتقنيات الحديثة "IMRT" في مستشفى اوتيل ديو برعاية وحضور وزير الصحة غسان حاصباني، أكدّ رئيس المستشفى الأب اليسوعي جوزيف نصّار أنّ "هدفنا الأساسي خدمة المريض وفق الطرق الأكثر ابداعاً وعلماً وتطوّراً، وتأمين الأجهزة الطبّية والتقنية الأكثر حداثة وتكنولوجية، وتطبيق الأنظمة الاداريّة الجديدة الأكثر مرونة، وذلك خدمةً للمريض مركز اهتمامنا الأول ولخدمة الناشئة من الطلاب في مجالات الطب والتمريض والهندسة الطبّية. فالإنسان المريض هو محور اهتمامنا، والتفاني في الخدمة هو شعارنا، والشفاء هو هدفنا.

ها نحن اليوم نعمل بدورنا على تثبيت هذا الدور السامي، وعلى تحديث البرامج الاستشفائية ومواكبة الابتكارات العالمية في هذا الميدان وأحياناً مزاحمتها، بفضل جهود وعطاءات وتضحيات أفراد عائلتنا المكوّنة من أطباء وممرضات وإداريين وعاملين، وبفضل الدورات التدريبية والندوات العلمية التي نشارك بها في الخارج، أو التي ننظّمها نحن، وبفضل اتّفاقيات التعاون مع وزارة الصحة العامة في لبنان من أجل تحقيق الغايات التي تشجّعنا على بناء شراكات واسعة بين القطاعين العام والخاص".

وأشار الأب نصّار الى المبادئ والقواعد التي عمل وفقها اوتيل ديو دو فرانس وهي "الخدمة بروح رسولية نبيلة ومتجدّدة، الريادة في تقديم الخدمات الطبّية ضمن برامج علمية حديثة وشاملة والتميّز في تأدية الواجب بالعمل الجاد والدؤوب على وضع الطاقات البشرية والمادية والتكنولوجية المتطوّرة في خدمة المريض"، داعياً الى "المزيد من التعاون البنّاء والخلّاق، فيكون اوتيل ديو دو فرانس ووزارة الصحة العامة مثالاً يُحتذى به للشراكة الحقيقية والفاعلة بين القطاعين الخاص والعام".

بدوره، عبّر حاصباني عن حماسته خلال وجوده في مركز اوتيل ديو وقال: "خلال وجودي في العمل الوزاري كان همّي أن أعيد إحياء الحياة بالعلاقة الإيجابية بين وزارة الصحة العامة والمؤسسات العريقة كمستشفى اوتيل ديو. وهذه المناسبة خير دليل على ذلك، فنحن نؤمن بالشراكة بين الدولة وكل مكوّنات المجتمع وكل القطاعات التي تعمل في خدمة الانسان والمجتمع. كل العالم باتّجاه شراكة حقيقية بين ما تقوم به الدولة بطريقة جيدة وما يقوم به القطاع الخاص والمجتمع الاهلي والمؤسسات الخاصة والعامة بإمكاناتهم وقدراتهم بهدف خدمة الانسان بطريقة تكاملية وبالتالي وبهذا الشكل نكون في طريقنا لبناء المؤسسات والدولة، وأتمنّى أن يكون هناك الكثير من الامثلة المشابهة لهذه، مع مؤسسات عريقة اخرى ذات تاريخ ومصداقية عالية موجودة ايضاً في خدمة الانسان".

أحدث التقنيات العالمية

من جهة أخرى، وبالاضافة الى التقنيات والتكنولوجيا الحديثة الموضوعة في هذا الإطار، وضع المركز طاقماً كاملاً متكاملاً مؤلفاً من 22 شخصاً يعمل كل منهم وفق اطار عمله، لتأمين افضل علاج للمرضى.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس قسم المعالجة الشعاعية في مستشفى اوتيل ديو البروفيسور ايلي نصر أنّ "للعلاج الشعاعي تاريخاً قديماً في المستشفى، حتى إنه حقّق في مرحلة معيّنة درجة نجاح عالية فاستحق لقبَ أهمّ مركز في الشرق الاوسط. ولكن خلال الحرب الاهلية اللبنانية تمّ إغلاق المركز الذي استعاد نشاطه في الـ2001 وأعيد تأهيله بأحدث التقنيات وزُوِّد بمسرع خطي، ومن 2001 حتّى اليوم، اجرى المركز اكثر من 228000 جلسة اشعة لاكثر من 10000 مريض من الاورام السرطانية المختلفة لا سيما من بينها سرطانات الثدي والبروستات، اللذان يشكلان 50 في المئة من مجموع المرضى".

سنة 2013، شهد قسم الاشعة في المستشفى نقلة نوعية، فتمّ تجديدُه كلياً ليواكب احدث التكنولوجيا المتوفرة عالمياً، والتي عدّدها بروفيسور نصر قائلاً "يوجد في مركزنا جهاز تصوير طبقي محوري (Scanner) خاص للتخطيط والعلاج، كما يتوفر جهازان توأمان للمعالجة الشعاعية لا سيما أنّ علاج الأشعة مهمّ جدّاً ويعطى للمريض بطريقة منتظمة مع تجنّب اكبر قدر ممكن من التوقف عنه، من هنا اهمية وجود جهازين لانّه وفي حال أصاب عطل تقني احد الجهازين، يمكن إكمال العلاج للمريض بواسطة الجهاز الثاني. اضافةً الى وجود جهاز للعلاج الشعاعي الداخلي وبرنامج معلوماتي لتخطيط العلاج (TPS)".

طاقم كامل متكامل

يتم تحويل حوالى 1000 مريض سنوياً لقسم العلاج بالأشعة في مستشفى اوتيل ديو، ومن بين هذا العدد تتمّ معالجة 700 بحيث يحتاج 250 مريضاً منهم لتقنية "IMRT" التي أبرم التعاون حول العلاج بواسطتها مع وزارة الصحة. ولفت نصر الى أنّ "IMRT"، هي تقنية علاج شعاعي خارجي، تُمكّن الطبيب من توجيه الاشعة بشكل دقيق ومكثف على الورم، مع تخفيف كمية الاشعة التي تتلقاها الانسجة والاعضاء السليمة، واثبتت دراسات طبّية عديدة، فعالية هذه التقنية على الاورام لا سيما أورام الدماغ والرأس والبروستات.

وبالاضافة الى التقنيات المتطورة المتوفرة في المركز، يوجد ما هو اهم من ذلك وهو الطاقم المؤلف من 22 شخصاً: 5 اطباء متفرغين كلياً للعمل في أوتيل ديو دو فرانس، 3 فيزيائيين، 8 تقنيين، اضافةً الى الممرضات والاداريين"، مضيفاً "يؤمّن هذا الطاقم الذي يعمل على احدث الاجهزة، رعاية ممتازة لجميع المرضى في مركز اوتيل ديو الشعاعي، كما انّه لا يمكن اخضاع ايّ مريض لأيّ جلسة اشعة دون وجود الطبيب والفيزيائي في القسم. وهذا القانون يطبق في فرنسا منذ سنوات عدّة، على امل أن يطبق يوماً ما في مراكز لبنان كافة".

وختم حديثه منوّهاً "بالخطوة المهمة التي قامت بها وزارة الصحة للمرضى اللبنانين لاسيما للمحتاجين منهم، لانّ غالبية الفئات الضامنة، بانتظار أن يوفر الضمان كلفة هذا النوع من العلاج الشعاعي أي الـ"IMRT".

theme::common.loader_icon