عندما يتضرر بعض الأعصاب الطرفية لدى الإنسان، يصاب بما يعرف باعتلال الأعصاب (Polyneuropathy)، ما يعني إصابة تلك الأعصاب المسؤولة عن إيصال الإشارات الكهربائية في الجسم من الدماغ والنخاع الشوكي وصولاً إلى اليدين والرجلين بهدف تشغيل العضلات في هذه الأطراف.

هذا الاعتلال يؤثر على أعصاب طرفية عدة في مواقع مختلفة من الجسم، أما الاعتلال الأحادي فيصيب عصباً واحداً فقط. في هذا السياق، نشر مستشفى "مايو كلينيك" الأميركي، تقريراً للتوعية على طرق الوقاية من هذه المشكلة.

وذكر أنّ الأعصاب التي تتضرّر قد تكون مسؤولة عن الشعور أو الحركة أو كلاهما، كما يمكن أن تصاب الأعصاب اللاإرادية المسؤولة عن التحكّم بالعمليات المختلفة مثل الهضم والمثانة وضغط الدم.

أنواع الاعتلال

هناك العديد من أنواع اعتلال الأعصاب، والتي تصنَّف وفقاً لنوع ضرر الأعصاب والمسبّب له والعوارض الناتجة عنه، ويمكن تقسيم اعتلال الأعصاب إلى ثلاثة أنماط رئيسة:

• الاعتلال العصبي المزمن: إذ إنّ غالبية الإصابات باعتلال الأعصاب تكون مزمنة وتتطوّر مع مرور الوقت.

• الاعتلال الأحادي المتعدّد: وهو الضرر الذي يصيب عصبين منفصلين وفي مناطق مختلفة على الأقل.

• اعتلال الأعصاب الأحادي المتناظر: وهو نادر الشيوع، ومن أهم مسبّباته الإصابة بمتلازمة جيلن باري (Guillain - barré syndrome)..

وتجدر الاشارة، الى أنّ ثمّة إصابات تستغرق سنوات كي تظهرعلى المريض، في حين أنّ البعض منها يظهر خلال ساعات أو أيام فقط من الإصابة.

هل أنتم من الأكثر عرضة؟

كثيرة هي المشكلات الصحية والعوامل المختلفة التي من شأنها أن ترفع خطر الإصابة باعتلال الأعصاب، والتي تشمل مرضى السكري، الإفراط في تناول الكحول، أمراض المناعة الذاتية، الالتهاب البكتيري أو الفيروسي ومن ضمنها التهاب الكبد الوبائي، اضطرابات في نخاع العظم لاسيما عند التعرّض للمواد السامة مثل الزرنيخ والزئبق، الأمراض الوراثية، قصور الغدة الدرقية، إصابة الكلى بمشكلات وأمراض صحّية، مشكلات وأمراض في الكبد، تناول بعض أنواع الأدوية، فقر التغذية ونقص في بعض الفيتامينات، الإصابات البالغة.

تغييراتٌ في الشعر والأظافر

الى ذلك، ينتج بعد اعتلال الأعصاب عدد من العلامات والعوارض المختلفة وفقاً للعصب المصاب، أما عوارض إصابة العصب الحسّي أو الحركي فتشمل النمنمة، صعوبة في استخدام اليد والقدم، الألم المتزايد، مشكلات في النوم نتيجة الألم الذي يشتدّ ليلاً، عدم القدرة على الشعور بالألم في منطقة تضرُّر العصب الحسّي، حساسية عالية تجاه اللمس، عدم القدرة على الشعور بتغييرات الحرارة في المنطقة المصابة، نقص في التنسيق، تغييرات في الجلد والشعر والأظافر وضعف العضلات.

أما العوارض والعلامات المرتبطة بالإصابة باعتلال الأعصاب اللاإرادية فتسبّب عدم القدرة على تحمّل الحرارة، تعرّق مفرط، مشكلات في التبوّل أو الإصابة بسلس البول، مشكلات في عمليات الهضم، الدوار، ارتفاع ضغط الدم، مشكلات في الأكل أو البلع، مشكلات في التنفس، عدم القدرة على الشعور بتغييرات الحرارة في المنطقة المصابة، نقص في التنسيق.

إرشادات مهمة

علاج الإصابة باعتلال الأعصاب يعتمد على العصب المتضرّر ونوعه، لذلك لا يجب التهاون عند ظهور أيّ عوارض غريبة بل من المهم الحصول على استشارة الطبيب فوراً.

في المقابل، يوجد بعد الإجراءات التي تساعد في الوقاية من الإصابة باعتلال الأعصاب، كالإبتعاد عن احتساء الكحول، تجنّب التعرّض للمواد السامة ومن ضمنها السجائر، تحديد العوامل والنشاطات التي قد تسبّب الإصابة باعتلال الأعصاب، الحصول على ساعات نوم كافية، إتّباع نظام غذائي متوازن وغني بالمعادن والفيتامينات المختلفة، إدراج مكمّلات فيتامين B12 لا سيما اذا كان الشخص يتبع نظاماً غذائيّاً نباتيّاً.