ما هي أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية؟
ما هي أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية؟
اخبار مباشرة
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Wednesday, 14-Nov-2012 23:36
من المشاكل الشائعة التي تواجهها الفتيات والنساء على حدّ سواء، عدم انتظام الدورة الشهريّة التي تسبّب عموماً حالاً من التوتر والعصبيّة، إلى حين استعادة الدورة الطبيعية. لكن ما هي العوامل الكامنة وراء بلوغ هذه المرحلة التي تشكّل قلقاً شديداً يُرعِب آلاف النساء حول العالم؟
في الحقيقة، إن عدم انتظام الدورة الشهرية لا يعني دائماً أن المرأة دخلت مرحلة الحمل. فلهذه المشكلة العديد من الأسباب التي يمكن لبعضها أن يكون خطيراً.

لذا، وإن كنت تواجهين مشكلة مع عادتك الشهرية، اعلمي أنّ ذلك قد يحصل بسبب إحدى العوامل التالية:

- التوتر: يمكن للتوتر الشديد والمزمن أن يؤدي إلى عدم قدرة الهيبوتلاموس (Hypothalamus)، المعروف كذلك بالمِهاد، على القيام بوظائفه بشكل سليم. وبذلك، فإن مرحلتي الإباضة والحيض قد تتوقّفان حتماً. وما هو معلوم أن المِهاد يشكّل الجزء الأكبر من الدماغ البيني، وهو المسؤول عن الهورمونات الضرورية خلال الدورة الشهرية. وبحسب عيادة "مايو"، يمكن للحيض أن يعود إلى شكله الطبيعي بمجرّد أن ينخفض التوتر.

- تناول الأدوية: يمكن لبعضها أن يؤدي إلى بطء الدورة الشهريّة وعدم انتظامها. كذلك، تبيّن أن تناول أدوية الستيرويدات أو مسيّلات الدم، قد تسبب عدم انتظام الطمث. وحتى لو تمّ التوقّف عن استهلاكها، إلّا أنه يمكن لهذه الحالة أن تستمرّ إلى حين خروج الدواء بشكل كلّي من الجسم. وقد يأخذ هذا الأمر في بعض الحالات أسابيع عدة، وأحياناً بعض الأشهر.

- وسائل منع الحمل: إن النساء اللواتي يتناولن هذا النوع من الأدوية، قد تنقطع لديهن الدورة الشهرية لبعض الوقت. وحتى عند التوقّف عن أخذها، يمكن للدورة الشهريّة أن تأخذ حوالى 6 أشهر حتى تعود إلى مجراها الطبيعي.

- قصور الغدة الدرقية: وهي الحالة التي تعني أنّ الغدة الدرقية لا تنتج ما يكفي من الهورمون الضروري التيرويد (Thyroid)، المطلوب من أجل قيام الجسم بوظائفه بشكل طبيعي. كذلك، فإنّ اضطراب التيرويد قد يدفع الجسم إلى إنتاج كمية كبيرة أو حتى قليلة من هورمون البرولاكتين (Prolactin) الذي يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهريّة.

- خسارة الوزن والإفراط في ممارسة الرياضة: إن بلوغ معدل وزن منخفض جداً قد يؤدي إلى توقّف وظيفة الهورمونات، ما يؤدي إلى نقص الإباضة. ويحذّر العلماء من أنّ مريضات الأنوريكسيا أو البوليميا هنّ الأكثر عرضة للتحوّلات الهورمونية غير الطبيعية. كذلك، فإنّ النساء الرياضيات واللواتي يفرطن ويبالغن في أيّ نشاط بدني، معرّضات بنسبة عالية لعدم انتظام دوراتهن الشهرية.

- تكيّس المبيض: تحصل هذه الحالة عندما ينتج الجسم نسبة عالية من هورموني الاستروجين والأندروجين، بدلاً من إنتاج المستويات اللازمة من الاستروجين والبروجستيرون للإباضة. وتكيّس المبيض لا يؤدي فقط إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، إنما يكون السبب الرئيسي وراء ظهور البثور والإصابة بالسمنة والعقم وتزايد نموّ الشعر على الوجه.

- أورام الغدة النخامية: إن هذه الغدة هي أشبه بحبّة البازلاء الموجودة في الدماغ، وهي المسؤولة عن إنتاج بعض أنواع الهورمونات. وقد أظهرت الدراسات أنّ الأورام غير الخبيثة التي تصيب الغدة النخامية، قد تؤدي إلى إفراط في إنتاج هورمون البرولاكتين، الأمر الذي قد يتداخل مع تنظيم الحيض. ولمعالجة هذه الحالة، يلجأ الأطباء عموماً إلى تحديد بعض الأدوية للمريض، لكن في بعض الأحيان يستلزم الأمر الخضوع لعملية جراحية.

أخيراً، لا بدّ من التشديد على أهمية مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن عند الوقوع في هذه الحالة، فهو المخوّل الوحيد لمعرفة السبب الرئيسيّ وراء تعرّضكِ لعدم انتظام الدورة الشهرية، ومن ثمّ لتحديد العلاجات الضرورية التي تُعيد هذه الحالة إلى مسارها الطبيعي.
theme::common.loader_icon