«التغريد مع الله»: تبشير جديد... إسألوا تلقوا جواباً!
«التغريد مع الله»: تبشير جديد... إسألوا تلقوا جواباً!
راكيل عتيِّق
جريدة الجمهورية
Saturday, 24-Mar-2018 07:54
تختلف طُرق العبادة والصلاة، تأخذ النظرة إلى الدين أبعاداً جديدة، تطرأ تطوّرات متسارعة على شكل الحياة وأساليبها... ويبقى الدين واحداً ويبقى الله واحداً بالنسبة للمؤمنين. إلّا أنّ طرقَ التبشير التقليدية قد تُعرقل إيصالَ «الله» وحقيقةَ الدين إلى المؤمن وغير المؤمن على حدٍّ سواء.

بعد 2018 عاماً على تجسّد يسوع المسيح إنساناً، شهدت الأرض «تطورات» طبيعية، بشرية، جغرافية، تاريخية... كثيرة. وفي ظلّ العولمة وانفتاح الشعوب على بعضها البعض، أقلّه بوصول أخبارها لبعضها البعض، وبروز تطورات علميّة هائلة تكثر التساؤلات.

«ما الذي يرضى عنه الله»؟ وهل ما زال يُمكن الإيمان وإرضاء الله مع عيش الحياة بكلّ ما تحمل من اختراعاتٍ وتبدّلاتٍ علميّة وتكنولوجيّة؟

هل الله موجود؟ ماذا عن زواج المثليّين؟ ماذا عن عقوبة الإعدام؟ والانتحار؟ ماذا عن المساكنة؟ والإجهاض؟ وغيرها من الأسئلة، تلقى الأجوبة عليها من خلال «التغريد مع الله».

200 سؤال في كتاب

خلال عمله مع الشبيبة في هولندا، تلقّى الأب ميشال ريميري العديد من الأسئلة، فطلب من الشبيبة إرسالَ أسئلتهم له في رسائل هاتفية أو عبر البريد الكتروني. تلقّى ألفَ سؤال. تلقّفها، بحث عن إجاباتها، قسّمها إلى 200 سؤالٍ وجمعها في كتاب، عنونه بـ«Tweeting with GOD» أي «التغريد مع الله». إنه عصر السوشال ميديا.

عصر الأسئلة المفتوحة السريعة والقصيرة. إذن فلتكن الأجوبة كذلك. اسألوا وسوف تلقون الأجوبة على تساؤلاتكم وهواجسكم وتشتّتاتكم. قد تقتنعون وقد لا تجدون ما تبحثون عنه. ولكن المهمّ أن تسألوا.

الأسئلة في كتاب «التغريد مع الله»، هي أسئلة حقيقية من شبّان وشابات، طوال سنواتٍ، كانوا يجتمعون معاً كلّ أسبوع في كنيسة معِدّ الكتاب الأب ميشال ريميري في هولندا كي يناقشوا في إيمانهم.

واعتمد الأب ريميري في إجاباته بدرجة أولى على الكتاب المُقدس كما على مراجع كنَسيّة وعلى تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. وجميع المراجع والمصادر التي استند إليها مذكورة في الكتاب، ما يُوفّر بالتالي للقارئ المصادر اللازمة، إن كان يرغب بالبحث بدوره.

صدر الكتاب منذ نحو 3 سنوات باللغتين الهولندية والإنكليزية، وتُرجم إلى 17 لغة لغاية الآن. وقد صدر أخيراً باللغة العربية في لبنان عن «المجلس الرسولي العلماني».

يواكب هذا الكتاب واقع الحياة اليوم، بكلّ مواقفها وحقيقتها، ويسعى من خلال الوسائل التي تحاكي الشبيبة، إلى تقريبهم من الله.

واللافت في هذا الكتاب، أنه يجيب على أسئلة يطرحها المؤمن و»المُهتزّ» الإيمان كما غير المؤمن أو الملحد في آن.

والمشروع غير مُقتصر على الكتاب، بل إنه مُتوازٍ مع موقع وتطبيق الكترونيّين (TW GOD app) للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من المتلقّين.

التواصل مع الله

قسّم ريميري الأسئلة ضمن أربعة أجزاء، يضمّ الجزء الأول منها «تغريدات حول الله: البداية والنهاية»، فيما يجمع الجزء الثاني «تغريدات حول الكنيسة: أصلها ومستقبلها»، أما الجزء الثالث فيضمّ «تغريدات حول علاقتكم الشخصية مع الله: الصلاة والأسرار المقدسة». ويضمّ الجزء الرابع والأخير من الكتاب «تغريدات حول الحياة المسيحية: الإيمان والأخلاق».

عن هذا المشروع وفكرة الكتاب، يشرح الأب ميشال ريميري أنّ «الفكرة أتت من خلال الحوار مع الشباب». ويؤكّد في حديثٍ لـ»الجمهورية»: «لستُ أنا مَن يقدّم الإجابات، بل نتحاور معاً، الشبيبة وأنا، ونبحث معاً عن الإجابات».

يتمّ تطوير جميع الأسئلة والإجابات مع الشبيبة وفق تعاليم الكنيسة، يؤكّد ريميري. ورداً على سؤال، إن كان يُمكن اعتبار الإجابات في هذا الكتاب هي حقاً «تغريدات الله»، يقول الأب الهولندي: «إذا كنتَ تريد جواباً من الله فستكون دائماً إجابة شخصية للغاية. والأمر الوحيد الذي يستطيع الكاهن فعله هو مساعدة الناس على تعلّم الاستماع إلى الله. وفكرتنا هي أننا حين نقول «التغريد مع الله»، نكون نتمنّى ونسعى إلى أن يبدأ الناس بالتغريد والتواصل مع الله لا مجرّد التحدّث إليه».

ويتوجّه ريميري إلى الشباب اللبناني قائلاً: «الله يحبكم ويريدكم أن تجدوه في حياتكم لأنه يستطيع أن يُحدث اختلافاً كبيراً فيها. يمكنك أن تجد السعادة الحقيقية إذا عرفت الله بشكل أفضل ولا تخاف لأنّ الله ليس بعيداً وغير معقّد فهو هنا في هذه اللحظة، ويريد أن يكون رفيقك وأن يرافقك في رحلتك».

عن تولّي ترجمة هذا الكتاب إلى العربية ونشره وتوزيعه، يؤكّد أمين عام المجلس الرسولي العلماني فراس وهبه أنّ الكتاب مهم جداً. وهو مشغول على طريقة تويتر، ويجاوب على أسئلة كلّ الناس لا فقط أسئلة الشبيبة الهولندية. لذلك يهمنا أن نوصل هذه الإجابات إلى الجميع، وخصوصاً الشبيبة اللبنانية».
وأشار وهبه إلى أن ستُقدّم نسخ من «التغريد مع الله» إلى حركات ومؤسسات كنسية تنظِّم نشاطات شبابية كي تستفيد من مردوده، فالهدف من هذا الكتاب مساعدة الشبيبة فكرياً وروحياً ومالياً.

يتواجد الأب ميشال ريميري في لوكسمبورغ، و لا يخدم أيّ رعية في هولندا في الوقت الحالي، وفق طلب المراجع الكنَسية منه العمل مع الشبيبة والتركيز على فكرة «التغريد مع الله».

حين تسلّم البابا فرنسيس نسخة من هذا الكتاب وباركها، اعتبر أنه «مشروع مهم جداً». أمّا الأب ريميري فيقترح عليك، حين تبدأ بمطالعة هذا الكتاب أربعة أمور: تجرّأ واسأل، تجرّأ واستمع، تجرّأ وفكّر، تجرّأ وآمن».

 يُمكن إيجاد كتاب «التغريد مع الله» في عدد من المكتبات في لبنان، ويُمكن الحصول عليه من خلال التواصل مع «المجلس الرسولي العلماني» عبر صفحته على موقع فايسبوك ( APECL JEUNE – Liban)، وعبر الأرقام التالية: 09-225010 و03-265818.

theme::common.loader_icon