حبيب يونس يؤرّخ مسيرة عون بالشِعر ماذا كشَف له الرئيس؟
حبيب يونس يؤرّخ مسيرة عون بالشِعر ماذا كشَف له الرئيس؟
راكيل عتيِّق
جريدة الجمهورية
Wednesday, 14-Mar-2018 00:03
«لستُ شاعر بلاط، فأنا لا أكتب عن ميشال عون لأنني أنتظر منه مقابلاً لكتاباتي، بل أكتب عنه بالشعر كما المؤرّخ يكتب تاريخ بلدٍ ما إنما بالأسلوب التاريخي، فميشال عون جزء من وطني وحاضر في تاريخنا الحديث منذ 50 عاماً على الأقل»، يقول حبيب يونس.

بعد «وَحدك الكْتار» الذي أرّخ فيه مسيرة الرئيس ميشال عون بين عامي 1989 و2014، أصدر الشاعر حبيب يونس أخيراً كتاباً بعنوان «وَحدك الكْتار... وأكتر»، يتابع فيه تأريخه الشِعري لمسيرة عون، ويتناول الكتاب الأحداث التي جرت في السنوات الثلاث الأخيرة.

عن «وَحدك الكْتار»

كتاب الشاعر حبيب يونس الخامس عشر، يتنوّع بين الشعر والنثر، بالعربية الفصحى والعامية. ويُعرَّف عنه أنه «تأريخ شعري لمسيرة ميشال عون». سبق كتاب «وحدك الكتار... وأكتر» جزء أوّل بعنوان «وحدك الكتار»، وعن اختياره لهذا العنوان وتوصيف عون بأنه «وحده الكتار»، أشار يونس في حديثٍ لـ»الجمهورية» إلى أنه استخدم هذه الكلمة عام 2001، وذلك خلال مشاركته في محاضرة أقيمت في بجة-جبيل، تخلّلها اتّصال بالعماد ميشال عون.

ويخبر يونس: «كنت أشارك في محاضرة إلى جانب سمير قصير وفؤاد دعبول، حاورنا خلالها العماد عون من باريس عبر الهاتف، حين «كان معزولاً»، وكانوا يقولون حينها «العونيون بلا عون». فتوجّهت إليه قائلاً، حين قدّمته قبل أن أترك له الحديث: كِيفْ إِنتَ وَحدَك وإنت كتار... الناس والحق مَعك يا وَحدك الكتار. وعلى الأثر سُجنت».

أمّا عن عنوان «وحدك الكتار... وأكتر»، يقول يونس لأنه «أكتر» ممّا تصوّرت». فهو رجل فكر، يميل إلى توحيد الناس، كما أنه صاحب حق، وكلمته قاطعة كالسيف، فـ»ما قبل ميشال عون ليس كما بعده».

كتب حبيب يونس أوّل قصيدة لعون في تعليق سياسي، حين لمع كرئيس حكومة، وكرّت سبحة القصائد منذ العام 1989. وجمع ما كتبه عن عون بين عامي 1989 و2014 في كتاب «وحدك الكتار»، الذي أصدره عام 2014 بمناسبة عيد ميلاد عون.

أمّا كتاب «وحدك الكتار... وأكتر» فيشمل السنوات الثلاث الأخيرة بين مخاض رئاسة الجمهورية والمواقف التي اتّخذها عون، وبعض الأمور التي قام بها مذ انتُخب رئيساً للجمهورية... إلى جانب قصائد عن معركة فجر الجرود وشهداء الجيش اللبناني. ويقول يونس، إنّ «أحداث ومواقف كثيرة شكّلت تيمة واحدة: «الرئيس مع ظلال السنديانة التي اسمها ميشال عون»، فهناك أمور كثيرة كان من غير المُمكن حدوثها لولا وجود ميشال عون، الذي يُجسّد مجموعة أقوام بشخصه، فهو عميق المعرفة وبعيد الرؤية».

يشدّد يونس على حكمة رئيس الجمهورية ميشال عون، مقدِّماً أمثلة عديدة تؤكّد ذلك، منها تعامله مع ما حدث مع رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية. كما يجزم يونس، وذلك وفق متابعته لمسيرة عون، أنّ عهده سينقل لبنان إلى مرحلة أفضل، ويقول «أصدّقه هو»، لافتاً إلى أنّ الرئيس قال له خلال زيارته إلى قصر بعبدا لتقديم كتابه لعون: «أتحدّى أن يجد أحد سَنت سرقة أو هدر. لا توجد لا صفقة ولا سمسرة في قضية الكهرباء والبواخر».

شَخصنة الشِعر؟!

ألا يفقد الشعر من قيمته حين يُشخصَن أو يُسخَّر للكتابة عن شخصية معيّنة، خصوصاً إن كانت شخصية سياسية؟ هذا الوصف ينطبق على «شعار البلاط» يقول يونس، ويتابع: «أنا لست شاعرَ بلاط، وأنا لا أكتب عن عون لأنني أنتظر منه شيئاً في المقابل، بل أكتب عنه كما المؤرّخ يكتب تاريخ بلدٍ ما بالأسلوب التاريخي. ميشال عون جزء من وطني وحاضر في تاريخنا الحديث منذ 50 عاماً على الأقل».

ويتابع: «أنا كشاعر لا أكتفي بالغزل أو الكتابة للتعبير عن مشاعري، أو كي أبيع أغنية لفنان. أنا أؤرّخ بالشعر ومع العمق الشعري والكثافة الشعرية لشخصٍ أعتبره جزءاً مهماً من التاريخ».

ووقّع الشاعر والإعلامي حبيب يونس كتابه الخامس عشر «وحدك الكتار... وأكتر» في جناح جمعية «تجاوز» الثقافية، في إطار نشاطات المهرجان اللبناني للكتاب السابع والثلاثين- في دير مارالياس-أنطلياس.

وإلى جانب كتابة الشِعر وتأسيسه إلى جانب عدد من الشعراء والكتّاب جمعية «تجاوز» الثقافية، يحاضر حبيب يونس في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية ويعزف على عدد من الآلات الموسيقية، كما أنه مسؤولُ الإعلام السياسي في «التيار الوطني الحر».

ويقول يونس «أنا صادق في كلّ ما أقوم به».
يُصدر حبيب يونس كتاباً في كلّ عام، ويملك لغاية الآن 20 كتاباً غير مطبوع، ويسأل هل «سأعيش عشرين عاماً لأنشرها جميعها»؟

theme::common.loader_icon