يصاب الاطفال بتمزّق الطحال بنسبة 95 في المئة، لتنخفض هذه النسبة عند الاكبر سنّاً مُسجلةً 60 في المئة. يعمل الطحال على تحصين الجسم ضد الأمراض عبر تأدية دور مهم في إنتاج الأجسام المضادة وتنقية الدم من الملوثات المختلفة، ولكن ما الذي يحدث له عندما يتمزّق؟ بحسب تقرير نشرته مستشفى «مايو كلينيك» الاميركية، تدلّ عدة عوارض إلى تمزّق الطحال، منها الألم في المنطقة التي يقع فيها أي على الجهة اليسرى من أعلى البطن.
ومن الممكن أيضاً أن يشعر المصاب بألم في مناطق أخرى من جسمه، مثل المنطقة اليسرى من الصدر والكتف الذي ينتج عن تمزّق الطحال ويعرف بما يسمّى علامة كير (Kehr›s sign)، وتزداد حدّة هذا الألم عند الشهيق.
ويعود سبب ظهور ألم الكتف جرّاء النزيف الحاصل في الطحال، الذي يهيّج العصب الحجابي الممتد من العنق إلى الحجاب الحاجز. لا تقتصر دلالات الاصابة على ذلك فحسب، فعدد من العوارض الاخرى تكون مرافقة لهذه الحالة، ويُذكر منها الدوار والدوخة، الشعور بالارتباك، الرؤية الضبابية والاغماء، اضافةً الى القلق الدائم والغثيان والشحوب. وتظهر هذه العوارض نتيجة خسارة الدم وحصول انخفاض في ضغط الدم.
إصابات البطن
أكثر الأسباب شيوعاً هي الإصابات في منطقة البطن، خصوصاً تلك الناتجة عن حوادث السيارات أو حتى الحوادث والإصابات الرياضية، مثل كسور الأضلاع والحوض، جروح وإصابات الحبل الشوكي، التعرّض لطعنة بالسكين أو أي أداة حادة في منطقة البطن، خطأ طبي أثناء القيام بجراحة أو إجراء علاجي في منطقة البطن.
في المقابل، وفي حالات نادرة، قد لا يكون سبب التمزّق جرحاً أو حادثاً ما، بل الإصابة بمرض في الطحال نفسه، أو من دون سبب واضح. ومن الاسباب الاخرى المتنوعة الإصابة بالعدوى كالملاريا، السرطان، أمراض متعلقة بعمليات الأيض وأمراض القلب والشرايين.
التدخل الجراحي
الى ذلك، يمكن الخضوع الى سلسلة من الاساليب لعلاج تمزّق الطحال. فالعديد ممّن يتعرضون لهذا التمزق، يصابون بنزيف خطير يحتاج تدخلاً جراحياً عاجلاً. حيث يعمد الجرّاحون إلى فتح البطن وإجراء عملية جراحية تدعى «Laparotomy».
ويحاول الاطباء إصلاح الطحال من دون استئصاله بتقنيات معينة قد تنقذه. في الحالات الأقل حدة وخطورة للتمزق، قد يكتفي الأطباء بوضع المريض تحت المراقبة، ولكن غالباً ما يحتاج المرضى في هذه الحالة الى علاج مستمر قد يتطلب عمليات نقل دم.
الإستئصال
أمّا استئصال الطحال فهو إجراء بدأ الخبراء بتجنّبه في السنوات الأخيرة، حيث كان يتمّ استئصال جزء من الطحال أو استئصاله بالكامل عند حصول تمزق، وكان المرضى يخضعون له بشكل خاص في الحالات الطارئة التي تكون فيها حالة المريض غير مستقرة.
إنصمام الطحال
في بعض الأحيان التي تكون فيها حالة المريض مستقرة، قد يتم إخضاعه لإجراء طبي يسمّى انصمام الطحال، يهدف إلى إيقاف أي نزيف حاصل. واذا تمّ إجراء هذه العملية في الوقت المناسب وبسرعة، فإنها تجنّب المريض أي تعقيدات قد تجعله بحاجة لاستئصال الطحال في وقت لاحق.
تعقيدات ومضاعفات محتملة
تشمل المضاعفات الرئيسية التي قد تنتج عن تمزق الطحال الآتي:
• النزيف وبعض المشاكل كالخثرات الدموية والأكياس
• موت وتلف الطحال الدائم والكامل
• زيادة خطر حدوث عدوى، وإضعاف جهاز المناعة في الجسم
التعافي والشفاء
بعد إصلاح التلف الحاصل في الطحال أو استئصاله، قد يستغرق التعافي والشفاء التام فترة قد تصل إلى أسابيع عدة. ومن المهم الحصول على الراحة اللازمة أثناء فترة النقاهة والتعافي. وإذا كان المصاب من الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية، فسيحتاج الى تجنّبها فترة قد تصل الى ثلاثة أشهر.
هل من الممكن العيش مندون طحال؟
قد يعيش الشخص حياة طبيعية من دون طحال، ولكن استئصاله يقلّل من قوة جهاز المناعة ويجعل المصاب أكثر عرضة للأمراض. لذلك يلجأ الأطباء الى تلقيح المريض بطعم معين، يختلف تِبعاً لحالة المصاب وقوة جسمه. وقد يتمّ إعطاء المريض هذه اللقاحات قبل عملية الاستئصال أو بعدها بأسبوعين. ويوضح التقرير أنه اذا كان المصاب طفلاً تمّ استئصال طحاله، فقد يحتاج الأمر إلى منحه مضادات حيوية يومياً لتعزيز مناعته.
ملاحظة هامة
من المهم على الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال، إخبار الاطباء عن ذلك في كل مرة يتعرضون بها لأيّ مرض او اصابة، لأنّ هذا الأمر يؤثر بطبيعة الحال على أسلوب العلاج الذي يجب اتّباعه معهم.