

قد لا تكون من الممثلات الحاضرات في العدد الأكبر من الاعمال الدرامية في السنوات الأخيرة، ولكن من المؤكّد انّ كل دور أطلّت من خلاله بعيون شخصية جديدة كان بالنسبة لها محطة انتقالية في مشوار مسيرتها المهنية، حيث تبحث عن نوعية الدور بالدرجة الأولى وليس مساحة الأدوار أو عددها.
إنها أوّلاً ممثلة، وكل كلام آخر بالنسبة لها لا يعدو كونه حشواً لا لزوم له في مهنة تَشرّبت عشقها على يد أساتذتها من أمثال الراحلين جلال خوري وأنطوان ريمي والمسرحي اللبناني ميشال جبر. لهؤلاء تعترف ميرنا مكرزل بالفضل، وتؤكّد: «كل أساتذتي من دون استثناء لهم فضل عليّ في بداياتي».
لا صحة للاعتزال
وعمّا حُكي في فترات سابقة عن ابتعادها عن التمثيل أو اعتزالها، تقول: «لا أعلم من أطلق شائعة اعتزالي وكيف انتشرت، ما أعرفه أنّ هناك من بدأ ببَث إشاعات فحواها أنه من الصعب العمل معي، ومن ثم ظهرت إشاعة اعتزالي. لم أحصل يوماً على أي أمرٍ في حياتي بطريقة سهلة ولم أحاول الوصول إلى شيء بالأساليب السريعة، لذلك لم تزعجني الإشاعة كثيراً ولكن أضع علامة استفهام حول الموضوع، خصوصاً أنني لا أنتمي إلى أيّ «كليك» في الوسط ولست «محسوبة» على أحد، على رغم أنّ هذا الأمر ربما ينعكس سلبياً عليّ ولذلك لا تُطرح مشاركتي في عدد كبير من الأعمال، ولكنني لا أريد أن يقول أحدهم في يومٍ من الأيام أنه اكتشفني أو «صَنعني». لديّ أصدقاء في الوسط ولكن لا فضل لأحد عليّ».
الملكة في الشطرنج
ميرنا التي تطلّ حالياً بشخصية «نورما» الاستفزازية في مسلسل «50 ألف» من كتابة آية طيبة وإخراج دافيد أوريان وإنتاج «أونلاين بروداكشن»، تقول:
«إشتغلتُ كثيراً على هذه الشخصية، وكان شرطي الأول على المنتج بعد قراءتي النص، أن آخذ المساحة الكافية لأَبني دوري بطريقة أقتنع بها، وعملتُ وفق هذا الأساس، فأنا لم أشاهد أي «فورما» لهذا المسلسل لأنني لا أحب أن أقلّد أحداً. أحببتُ أن أصنع بنفسي الشخصية على رغم أنها مسيطرة و»تلعب» بالأشخاص وتحرّكهم وفق أهوائها، وكأنها الملكة في لعبة الشطرنج».
وتضيف: «أحببتُ أن أظهِر وجهاً إنسانياً لهذه الشخصية، خصوصاً داخل منزلها، وجسّدت الشخصية على أنها رقيقة من الداخل، لكنها لا تُظهِر ضعفها فتختبئ وراء تصرفاتها المفتعَلة مُستغلةً ثقافتها وتعليمها العالي، لتظهر أنها شخص مهم وكي تخفي الجانب الذي تظهِره فقط داخل جدران منزلها ومع زوجها.
بنيتُ الشخصية على هذا الأساس، وفي النهاية في حياة كل انسان خلفيات ولا يوجد شخص أبيض أو أسود من الداخل، هناك دائماً جانب رمادي في كل شخص».
غصّة وابتسامة
وتعترف: «لم أؤدِ الدور على أنّ نورما شخصية كوميدية، بل على أنها شخصية موجودة في الحياة الحقيقية، فعموماً حين ألعب الدور لا يكون هدفي الإضحاك بل أن أكون مقتنعة بالشخصية وألعب الدور على أنّ هذه شخصيتي وهذا ما يُضحك المشاهدين تلقائياً.
لذلك يمكنني القول انني ألعب الأدوار الكوميدية بغاية الجدية والكوميديا، كما هي سلاح قوي على الشاشة قادر على إيصال أفكار ورسائل كثيرة، وهو أيضاً مقاربة خاصة أتبعها في حياتي فحين أكون متضايقة جداً وفي قمة الاكتئاب تَرينني ألقي النكات وأضحِك أصدقائي والمحيطين بي».
وعن الثنائية مع الممثل اللبناني مجدي مشموشي الذي يقوم بدور زوجها، تقول: «بالتأكيد هناك متعة كبيرة في الأداء، فحين يجتمع ممثلان محترفان يؤديان دورَيهما بجدية ستُخلق كيمياء بينهما، كما أنّ هناك كيمياء تنوجِد بين الأشخاص بغضّ النظر عن العمل، وهي موجودة بيني وبين مجدي مشموشي، كما انها موجودة أيضاً بيني وبين عماد فغالي الذي أعمل معه للمرة الأولى ولم أكن أعرفه من قبل، ولكنني أعجبتُ كثيراً بأدائه وظهرت الكيمياء بيننا من خلال تجاوب كلّ منّا مع أداء الآخر وردّات فِعل كل ممثل منّا على عبارات الآخر».
مقاربة تمثيلية خاصة
وعن مقاربتها لمساحة الأدوار في الاعمال التمثيلية، تقول: «لا أعترف بتصنيف دور بطولي أو غير بطولي، بالنسبة لي كل دور ألعبه وكل شخصية أركّبها أعطيها دوراً بطولياً و»فَوق حقها»، لأنّ اللذة في العمل تكمن في لعب الشخصية وتجسيدها، لا أن أسعى لأظهر جمالي أو أبَيِّن تصفيفة شعري وأزيائي».
وتضيف ردّاً على سؤال: «هذه «ليست لَطشة لأحد»، جميع الممثلات ناجحات ولديهنّ الكثير من المحبّين والمتابعين. أنا أتكلّم عن عملي وعن متعتي الشخصية، فأنا لست ممثلة بهدف الشهرة أو لجَني المال بل لأنني فعلاً ألتذّ في العمل، وفي وقت التصوير أكون سعيدة ومُستمتعة جداً».








