ينتاب الرجال عارض الشعور بالحرارة المفاجئة من دون معرفة السبب. ولا يعترف غالبيتهم أنها «هبّات الحرارة»، ظناً منهم انها تقتصر على النساء فقط في سن اليأس. الّا أنّ ذلك غير صحيح فالرجال أيضاً يشعرون بها. فما هو سبب حدوثها، وكيف يمكن التعامل معها؟

تعرف الهبّات الساخنة على أنها الشعور بالحرارة الشديدة، وهي غير مرتبطة بحرارة الجو. هذا العارض الذي يظهر فجأةً يرتبط غالباً بالنساء، لا سيما في فترة انقطاع الطمث في سن اليأس، ومع ذلك، يمكن للرجال أيضاً الشعور به. فما هي الاسباب الطبية لهذه الحالة؟ بحسب تقرير نشرته مستشفى «مايو كلينيك» الأميركية، تتعرض النساء للهبّات الساخنة، بسبب التذبذب المفاجئ في الهورمونات مع تقدمهنّ في السن. من ناحية أخرى، يعاني الرجال هذه التذبذبات، بسبب الانخفاض الحاد في هورمون التستوستيرون. في الواقع، تنخفض هذه النسبة 2 في المئة كل عام بعد سن الثلاثين، وهو انخفاض صحي وثابت. فما هو السبب وراء انخفاض هذا الهورمون المسؤول عن الهبّات؟

تحدث هبّات الحرارة عند الرجال في أكثر الاحيان بعد علاج سرطان البروستات، وهو يسمّى علاج الحرمان من الاندروجين. هذا العلاج يعمل على تقليل إنتاج هورمون التستوستيرون، حتى لا يحفّز نمو الخلايا السرطانية. وتشير التقديرات إلى أنّ 80 في المئة من الرجال، الذين يخضعون لهذا الشكل من العلاج يعانون الهبّات الساخنة.

قد تترافق هبّات الحرارة عند الرجال مع عوارض أخرى، مثل ضعف الانتصاب، فقدان الرغبة الجنسية، تقلّب المزاج. وقد تكون هذه العوارض نتيجة التوتر أو الاكتئاب أو القلق.

تشمل عوارض هبّات الحرارة عند الرجال الآتي:

• الإحساس المفاجىء بالحرارة 

• التعرّق الشديد

• إحمرار الجلد

في حين أنّ محفّزات انخفاض هورمون التستوستيرون تختلف بين الرجال والنساء، إلّا أنّ عوارض الهبّات الساخنة متطابقة عند الجنسين، فيشعر الرجل بالحرارة، ويكون بشكل أشد في مناطق الرأس. قد تمرّ هذه العوارض بسرعة، وقد تستمر لحوالى أربع دقائق، وتنتهي بحدوث عرق بارد. هذه العوارض تحدث لبعض الرجال والنساء بشكل غير منتظم، في حين قد يتعرّض لها البعض عشر مرات تقريباً في اليوم الواحد.

تتوقف هذه العوارض عند معظم الرجال في غضون ثلاثة أشهر إلى أربعة بعد الانتهاء من علاج الحرمان من الاندروجين، أمّا الرجال الذين يستكملون العلاج فقد يشعرون بهذه الهبّات طوال مدته.

كشفت إحدى الدراسات أنّ تناول مضادات الاكتئاب وهورمونات البروجستين قد تساعد في علاج الهبّات الساخنة عند الرجال. وتساعد في العلاج ايضاً بدائل الاستراديول والتستوستيرون، الّا انها غير مُتاحة للرجال الذين سبق وأصيبوا بسرطان البروستات، لأنها تحفّز الخلايا السرطانية، من هنا اهمية استشارة الطبيب قبل تناول اي دواء لمعرفة اذا كان مناسباً للشخص.

وبهدف التقليل ومنع الهبّات الساخنة يجب تَجنّب ما يثيرها، أي الكحول، التدخين، القهوة، الأطعمة الحارة، البقاء في درجات حرارة مرتفعة، الملابس الضيقة أو الثقيلة. إضافةً الى ذلك، تَحدّ بعض النشاطات من إزعاج الهبّات الساخنة مثل تحسين النظام الغذائي، وعادات النوم، وممارسة التمارين الرياضية.