إن كان الأسبوع الأول من بطولة لبنان شهد "نصف مفاجأة" بسقوط المتحد الطرابلسي على يد بيبلوس، فإنّ الأسبوع الثاني يعد بأن يكون أرضية خصبة للمزيد من المفاجآت المحتملة كون الفرق الستة المرشحة ستصطدم بضعها ببعض مبكراً، فيما لا يزال بعض منها يحاول العمل على سد الثغرات كما فعل نادي الشانفيل بطل لبنان بإستبداله لاعب إرتكازه الأميركي غارنيت طومسون بمواطنه دواين جونز.

المرحلة الثانية من بطولة لبنان ستكون عنواناً لإثارة مطلقة مصبوغة برائحة التحدي المبكر، كون المباريات الخمس تعني الكثير في إطار المنافسة سواء على المراكز الطليعية او الهروب من منطقة الخطر. وستبدأ الإثارة من اليوم الأربعاء عندما يحلّ بيبلوس المتحفز من فوزه الإفتتاحي ضيفاً على النادي الرياضي بيروت في المنارة الساعة (19:00)، فيما يستضيف اليوم ايضاً هوبس أنيبال زحلة وصيف بطل الموسم الماضي على ملعب مجمّع ميشال المر الساعة (18:00).

وتُستكمل المرحلة غداً الخميس بلقاء انترانيك وبجّة في "سنتر دميرجيان"، قبل ان يواجه الحكمة المتحد في مواجهة من العيار الثقيل الجمعة. وتُختتم المرحلة السبت بقمة أخرى بين الشانفيل وعمشيت.

الرياضي - بيبلوس

إذاً، تتجه الأنظار اليوم في بداية المرحلة الثانية الى مواجهة حذرة بين الرياضي وبيبلوس على أرض الأول. ولن تكون المباراة سهلة على الفريق البيروتي الذي سيغيب عنه نجمه المصري إسماعيل أحمد المصاب، ما سيشكّل فرصة ذهبية للفريق الجبيلي لإقتناص فوزه الأول في تاريخه على الرياضي ومتابعة عروضه القوية في بداية مشواره بعد ان صعق المتحد بفوز مثير (84-81) الجمعة الماضي.

الرياضي الذي فاز في المباراة الأولى على بجّة (85-61) يدرك انّ المباراة لن تكون سهلة لأنّها إختباره الأول الحقيقي لهذا الموسم أمام فريق مندفع ويملك تشكيلة متكاملة هجومياً ودفاعياً. أضف الى ذلك عامل الإصابات حيث يغيب ثلاثي الإرتكاز: سمعة، وجو فوغل وعلي كنعان.

وأكدّ مساعد المدرب جاد فتوح أنّ "لا مشكلة للرياضي بغياب أي لاعب" مبدياً كل احترامه لبيبلوس. وتعليقاً إذا كان النادي الرياضي يفكّر منذ الآن للموقعة المرتقبة مع الحكمة الأسبوع المقبل ردّ فتوح قائلاً: "نأخذ كل مباراة في وقتها. نفكّر الآن بالفوز على بيبلوس ومن ثمّ سنبدأ التحضير للمباراة المقبلة (أمام الحكمة) لكن بالنسبة الى الآن فنحن نولي مباراتنا اليوم الأهمية المطلقة".

من ناحيته، قال مدرب بيبلوس جو مجاعص عن حظوظ فريقه: "سنواجه خصماً معداً فنياً وتكتيكيا" بشكل جيد جدا، إضافة الى أنّه منظم جدا ويتمتع بشخصية دفاعية قوية قلّلت كثيراً من المراهنة على مدى النجاح هجومياً لتحقيق الفوز من عدمه. ونحن بدورنا يجب ألا نسكر بالفوز على المتحد، خصوصاً أنّ بعد ذلك الفوز، قد يعمد بعض اللاعبين الى التراخي وهذا ما لا نريده لأنّ البطولة طويلة جداً.

وأضاف: "سنحاول الإستفادة من غياب إسماعيل (أحمد)، واعتقد انّ مشاركة جو فوغل ستناسبنا فنياً لأنّها ستجعل تحركاتهم أبطأ، في حين انّ فريقنا سريع جداً في الإنتقال الى الدفاع أو في الهجمات المرتدة. لكنّه يجب علينا ان نكون واقعيين فلا نبالغ في توقعاتنا لأنّنا سنواجه فريقاً استعد بشكل جيد جداً بعد إحرازه لقب حسام الحريري ويوشك على الفوز بلقب بطولة آسيا.

نقطة مهمة سيعتمد عليها المدرّب مجاعص هي بروز الثلاثي علي برادى ومازن منيمنة والأميركي جاي يونغبلود الذين سجّلوا 53 نقطة من أصل 84 ليقودوا فريقهم للفوز على المتحد، وهو ما يقول عنه مجاعص: "إنّه ثلاثي متكامل دفاعياً وهجومياً.

مع انّني واجهت بعض المشاكل في البداية للدمج بين منيمنة ويونغبلود اللذين يلعبان سوياً للعام الثالث على التوالي (بعد الشانفيل وأنيبال) لأنّ كل واحد منهما يملك فكرة معينة عن طريقة لعب الآخر، لذلك كنا نحاول تغيير هذا الإعتقاد لناحية رغبة كل واحد منهما في تسجيل أكبر عدد من النقاط الى التفكير أنّهما يكمّلان بعضهما بعضاً وهذا ما حصل في المباراة الاولى.

وتابع: "قد يتفاجأ البعض لكن بحسب رأيي اننا لم نلعب بطريقة جيدة جدا امام المتحد، خصوصاً في النصف الثاني، بل لعبنا على أخطاء الفريق الآخر الذي كان مفكّكاً، لذلك فلدينا كل المقومات لأن نصبح فريقاً اكثر ثباتاً، لكن نحتاج للنضج".

أما من ناحية الرياضي، فهو يملك من دون أدنى شك أفضلية الطول والحجم على أرض الملعب في كل المراكز تقريبا، مع العلم أنّ جاي يونغبلود قدّم الموسم الماضي إحدى أفضل مبارياته عندما واجه الرياضي نفسه وسجّل 38 نقطة وقاد فريقه آنذاك أنيبال زحلة للفوز على الرياضي في عقر داره في المرحلة السادسة من "الفاينال 8".

وسيكون من المثير مراقبة المقاربة الدفاعية التي سيوليها سوبوتيش امام فريق سريع كبيبلوس، خصوصاً ان دفاع المنطقة قد يكون قاتلاً امام فريق سجّل 11 ثلاثية في مباراة واحدة الأسبوع الماضي، فيما ان الدفاع الضاغط من أول الملعب قد يُكسر كون الفريق الجبيلي يملك لاعبين جيدين في التعامل مع الكرة.

لكن من النقاط الإيجابية للرياضي انّ لاعبي تشكيلة بيبلوس محدودة في عدد من المراكز مثل مركز الإرتكاز، حيث قد لا يتمكن مايك فرايزر من اللعب لـ40 دقيقة بنفس القوة البدنية وليس هناك من بديل فعلي له، وسط غياب اللاعب شربل السخن للإصابة وعدم تأقلم اللاعب حسن صفي الدين بشكل كامل مع الفريق منذ عودته من الإصابة أيضاً.

هوبس - انيبال

يسعى كل من انيبال وهوبس الى تحقيق فوزه الاول في مشواره لهذا الموسم، في مباراة متكافئة بين فريقين من المرشح ان يتنافسا على المركزين السابع والثامن.

ويملك الفريق الزحلاوي الذي خسر إفتتاحاً أمام عمشيت (108-91) أفضلية نسبية للفوز في المباراة، على إعتبار انّه يملك أسحلة هجومية اكثر من منافسه المحدود نوعاً ما في هذه الناحية. أضف الى ذلك انّ انيبال من المتوقع ان يخوض اللقاء بصفوف مكتملة بعد وصول لاعب إرتكازه الأميركي داين جونسون (208 سنتم) الذي يُعد مجرّد وجوده تحت السلة إفادة كبيرة للفريق الزحلاوي الذي ينقصه لاعب الإرتكاز الصريح.

اما من ناحية هوبس الذي خسر مباراته الأولى بشكل قاس امام الحكمة (66-102)، فهو سيسترجع في اللقاء لاعبه الصربي أرسيد لوكا الذي تعافى مبدئياً من إصابة سابقة.

أنترانيك - بجّة

يدرك أنترانيك وبجّة انّ فرصتهما سانحة لتحقيق الفوز الاول في هذه المواجهة المتقاربة، حيث يتسلح الفريق الأرمني بعاملي الأرض والجمهور من جهة، وحقيقة انّه قدّم مباراة جيدة امام الشانفيل بطل لبنان السبت الماضي عندما جاراه حتى منتصف الربع الثالث قبل ان يخسر (95-71). أما بجّة، الذي يأمل في العودة بالنقاط الثلاث من "سنتر دميرجيان"، فهو قدّم مباراة جيدة نسبياً أمام الرياضي على رغم افتقاده لرامي عقيقي والياس مطران.

المتحد - الحكمة

تمتلك مواجهة المتحد والحكمة في الأعوام الماضية خصوصية معيّنة، إذ إنّ الفريقين كانا في الكثير من الاحيان يتنافسان على المركز نفسه على غرار العام الماضي، ولطالما تمكن كل واحد منهما من الفوز على الآخر في عقر داره وهذا ما يميّز مواجهتهما.

ففي قاعة "الصفدي" في طرابلس، يسعى المتحد لمصالحة جماهيره بعد خسارة مرّة امام بيبلوس، لكنّ دون ذلك عقبة كبيرة إسمها نادي الحكمة المنطلق بقوة منذ المرحلة الاولى.

فمن ناحية الحكمة، اظهرت تشكيلته مقومات نجاح عالية في المباراة الأولى، خصوصاً أنّ لاعبيه يتطابقون فنياً، على عكس نادي المتحد حيث بدا الفريق في حاجة ماسّة الى انضباط تكتيكي من الناحية الهجومية، حيث الإعتماد على النزعة الفردية كبير جداً، وسط فشل صانع الألعاب الأميركي كيفن هيوستن في إثبات نفسه كضابط إيقاع.

وستكون صفوف المتحد معزّزة بصانع الألعاب الأميركي إيريك تشاتفيلد لاعب الحكمة السابق الذي يصل في الساعات القليلة المقبلة قادماً من إيطاليا.

الشانفيل - عمشيت

تمثّل مواجهة الشانفيل وعمشيت الإختبار الاول الحقيقي للفريقين في بداية المشوار الطويل، إذ إنّ الفرصة سانحة لنادي عمشيت الصاعد حديثاً الى دوري الأضواء للإستفادة من إمكانية بدء فريق المدرب غسان سركيس المباراة بلاعب أجنبي واحد.

إذ إنّ الفريق المتني استغنى عن لاعبه الأميركي غارنيت طومسون لأسباب مسلكية وفنية على حدٍّ سواء، واستقطب مكانه مواطنه دواين جونز (211 سنتم و29 عاماً) الذي يصل مساء غد الخميس الى بيروت وقد لا يتمكن من التدرّب مع الفريق سوى مرة واحدة قبل المباراة.

عمشيت الذي أظهر منذ مباراته عن شخصية هجومية "خطيرة" تتمثل بالرباعي صباح خوري الذي سجّل 9 ثلاثيات أمام أنيبال، وغالب رضا وأوستين جونسون ومات فريجه. لكن التحدي الاكبر للمدرب آلن أباز هو بهوية اللاعب الذي سيدافع عن نجم الشانفيل فادي الخطيب، والمرشح ان يكون غالب رضا إذ لعب دفاع من رجل الى رجل، مع أنّ أنيبال لعب دفاع المنطقة امام الشانفيل في مباراة كأس السوبر الأربعاء الماضي ونجح فيه في بعض الفترات.

وهذه المباراة هي بمثابة فرصة للفريقين لإثبات الذات، فمن جهة أخرى يُشكّك البعض بقدرات نادي عمشيت الدفاعية وسط وجود لاعبين ذات نزعة هجومية، أمام الشانفيل الذي يُحكى انّه خسر نصف قوته الهجومية برحيل عدد من لاعبين الموسم الماضي.

برنامج مباريات المرحلة الثانية:

اليوم
هوبس - انيبال (18:00)
الرياضي - بيبلوس (19:00)

غداً
أنترانيك - بجّة (19:00)

الجمعة
المتحد - الحكمة (17:45)

السبت
الشانفيل - عمشيت (16:00)