

الجميع دون ايّ استثناء وفي جميع الأعمار معرّض للإصابة بالتقرّحات الجلدية وموت الأنسجة، نتيجة ملازمة الفراش أو الجلوس لفترات طويلة. ولأنّ الوعي في هذا الموضوع اساسي ليس فقط لعلاج المشكلة بل لمنع الاصابة بها، حاورت «الجمهورية» الجرّاح الدكتور محمد شفيق رمضان الذي قال إنّ «هذه المشكلة شائعة جداً خصوصاً عند المحكومين بملازمة الفراش أو الجلوس لفترة طويلة على كرسي متحرّك مثلاً.
فكل شخص مهما كان عمره، ساعتين من الوقت تكون كافية لاصابته بالعقر، فمثلاً اذا تعرض أيّ شاب لحادث معيّن ونتج عنه كسور في ظهره، يمكن إصابته بالعقر إذا لم يتمّ تحريكه كما يجب. اذاً إنّ الاكثر عرضة هم المجبَرون على الجلوس لفترة طويلة شرط أن يغيب عنهم الاهتمام الصحيح طويل الامد، اضافةً الى الذين يعانون من مشكلات اخرى كالأمراض المزمنة وسوء التغذية».
مراحل العقر
الأجزاء الاكثر عرضة للعقر، هي تلك التي تتعرّض لضغوط متواصلة عندما يكون الشخص في وضعية الجلوس أو النوم لمدة طويلة مثل اسفل الظهر لا سيما الاماكن التي فيها نتوء للعظام مع وجود كمية دهن قليلة فيها، كالأكتاف وكعب القدم. أمّا عن مراحل العقر فتقسم الى 4 ويعدّدها د. رمضان
على الشكل الآتي:
- المرحلة الاولى: عندما يتوقف تمدّد الدم والاوكسيجين الى الجلد لاكثر من ساعتين، يبدأ لون الجلد بالتغيّر. وليس من الضروري أن يميل الى الأحمر، فيختلف هذا التغيير بحسب لون بشرة المصاب الأساسية.
- المرحلة الثانية: تَفَتُح طبقة الجلد الاساسية، وظهور تقرّحات مفتوحة يطغى حواليها احمرار الجلد، مع امكانية الاصابة بالالتهاب.
- المرحلة الثالثة: ثقب مفتوح وواضح، وهنا تكون المشكلة قد تخطّت الجلد ووصلت الى الأنسجة التي تحتها.
- المرحلة الرابعة: جرح مكشوف بالكامل، يمكن أن نرى من خلاله العضل او العظام أو الأوتار والمفاصل.
الآلام
يختلف التطوّر من مرحلة الى اخرى بحسب عوامل الخطورة الموجودة عند كل شخص التي تسهّل الانتقال من مرحلة الى اخرى، فعند وجود مرض السكري مثلاً يؤثر ذلك على سهولة شفاء الجروح كذلك في حال وجود الالتهابات وسوء التغذية. ولكن في أيّ مرحلة يشعر المرضى بالآلام؟ يجب د. رمضان «يمكن للوجع أن يكون موجوداً في جميع المراحل، فيبدأ مثلاً على شكل الشعور بالحريق ليتطوّر حسب عمق التقرّح، وبالطبع يختلف من شخص الى آخر فمنهم من يتألّمون عند تحريكهم أو تنظيف جرحهم، ومنهم مَن يشعرون بالألم في جميع الاوقات. وهنا على الطبيب المعالج الانتباه إذا اشتكى المريض من ألم في جزء معيّن من جسمه، والقيام بالكشف عليه لمعرفة إذا كان مصاباً أو لا».
الوقاية المنزلية
تختلف طرق علاج العقر حسب مرحلته، وتُعتبر الوقاية من أهم أوجهه. وفي هذا الاطار يلفت د. رمضان الى أنّ «الوقاية تبدأ من المنزل، فتلعب التوعية دوراً أساساً، من ناحية تعلّم محيط المريض طرق صحّية تحدّ من الإصابة.
فالمريض في المنزل نادراً ما يتلقّى الاهتمام اللازم، ما يجعله أكثر عرضة مقارنةً مع المريض الموجود في المستشفى والمحاط بطاقم طبّي متخصّص في هذا الموضوع. لذلك من المهم اتّخاذ إجراءات بسيطة جدّاً ولكنّ تطبيقها على المدى الطويل يتطلّب الوقت والجهد.
فالبداية تكون من خلال اختيار النوع المناسب من الفراش ليستلقي عليه المريض، يتبعه تحريكه كل ساعتين على الأكثر، وفق وضعيات مدروسة سابقاً كوضع مثلاً الوسادات على الاجزاء التي فيها نتوءات عظميّة. ويمكن الحصول على كل الوضعيات السليمة من خلال ورقة إرشادات يمكن طلبها من المختص».
في المستشفى
رغم وجود المريض في المستشفى، لا يمنع ذلك من اصابته بالعقر خصوصاً إذا ارتفعت عنده عوامل الخطورة. وكلما لوحظ العقر باكراً كان الشفاء منه أسهل والعكس صحيح. ويشير د. رمضان الى أنّه «يكون الطاقم الطبّي في المستشفى مدرّباً على الطرق الوقائية التي تشبه الأساليب المنزلية والتي تمنع الإصابة. اضافةً الى معالجة عوامل الخطورة عند المريض كسوء التغذية وأمرض السكري.
كما يعمل الطاقم الطبّي على مراقبة المريض وفحصه من رأسه حتى أسفل قدميه للتأكد من عدم تغيّر لون أيّ جزء من جسمه، وفي حال وُجد هذا التغيّر يكون المريض قد أصيب بالمرحلة الاولى التي يتطلب علاجها إجراءات اضافية ومكثّفة واهتماماً جدّياً بحالة المريض. الى ذلك، يختلف العلاج من مريض الى آخر حسب وضعيّته.
وعندما يتفتح الجلد نبدأ العمل على الوقاية من الالتهابات، فنعمل على تنظيف الجرح وإغلاقه بواسطة الشاش الذي يوجد منه نوع مخصّص لا يلتصق بالجلد، اضافةً الى وضع المضادات الحيوية في الاماكن التي نشكّ في إمكانية التهابها.
من جهة اخرى، وعندما تكون التقرّحات أعمق يصبح العلاج اصعب، خصوصاً مع إمكانية تلف الجلد والحاجة الى أخذ قطعة جلد سليمة من مكان آخر من جسم المريض نفسه لزرعها مكان التالف.
وهذه الخطوة ليست سهلة وتتطلّب شروطاً صحّية وغذائية معيّنة والتأكّد من سلامة ونظافة العقر. ويتمّ اللجوء الى المضادات الحيوية إذا كانت الاصابة عميقة وتخطّت الجلد، وهنا يحتاج المريض الى وقت اكثر للتحسّن. كذلك، نلجأ الى عدد من الوسائل كالجراحة مثلاً لإزالة الأنسجة الميتة بشكل دوري والتي إذا تركت ستسبّب الالتهابات، وستؤخّر مدة الشفاء».
الموت
الى جانب كل العلاجات السابق ذكرها، يلعب المعالج الفيزيائي دوراً مهماً للمساهمة في شفاء العقر في جميع مراحله وحتّى للوقاية من الإصابة، فيعمد الى تحريك المريض وتدليك العضلات. وأخيراً شدّد د. رمضان على «ضرورة الوقاية والابتعاد من الإهمال خصوصاً أنّ تطوّر العقر يمكن أن يوصل المريض الى الموت، لاسيما إذا اشتدت حدّية الالتهابات التي يمكن أن تسبّب التسمّم الشديد، الذي يوصل المريض الى الصدمة الإنتانية (septic shock) القاتلة».








