إن الفيروس الذي يصيبك قد لا يصيب الفرد الآخر. وكثيراً ما تتساءل لم أنت معرّض أكثر من غيرك لالتقاط الفيروسات الموسمية؟ والجواب على ذلك هو بكل بساطة لأنك لا تملك الجهاز المناعي اللازم والقوي للدفاع عنك وحمايتك من "نزلات" البرد والرشح الذي نشهده بشكل كبير في لبنان حاليا. فعندما لا تملك الحصانة اللازمة للوقوف في وجه العدوى، فإن الفيروس يجد جسمك مكاناً ملائماً لغزوه والانتشار فيه.

هل أقلقك هذا الأمر وتريد فعلاً التغلّب عليه والوقوف في وجهه؟ إن الوصول إلى هذا الهدف الذي تطمح له ليس مستحيلاً، إن طبّقت المعايير الوقائية الثلاثة التالية، والتي أكّدت جميع الدراسات على مدى فاعليتها في محاربة فيروسات موسمَيْ الخريف والشتاء:

1 - اعطاء أهمية كبيرة للشق الغذائي، من خلال اتباع القواعد الذهبية التالية:

• استهلاك كمية جيّدة من الخضار والفواكه، ومنح الأولويّة لتلك التي تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامين C الذي يرفع الحصانة ويحميك من الفيروسات. ولا بد من لفت الانتباه إلى أهمية التركيز على الخضار التي أثبتت قدرتها على تعزيز الجهاز المناعي مثل البروكولي والملفوف والفطر والثوم والبصل.

• إضافةُ الأعشاب والبهارات إلى طبقك الغذائي أقلّه مرّة في اليوم، على أن تخصّص أهمية كبرى للكركم والصعتر والأوريغانو. فهي غنيّة بالمواد التي من شأنها تقوية الجهاز المناعي وبالتالي محاربة العدوى.

• شرب الشاي خصوصاً الأخضر من 3 إلى 5 أكواب يومياً، فهو يتمتّع بخصائص مضادة للفيروسات.

• التركيز على زيت الزيتون والكولزا، وتفادي الزيوت الأخرى المضرّة بالصحّة والتي يتمّ استخدامها عند تحضير الوجبات السريعة.

• استبدال المنتجات المكرّرة والمصنّعة، بتلك المصنوعة من الحبوب الكاملة.

• خفض كمية السكريات والدهون المشبعة والمهدرجة المتناولة.

اعلم إذاً أنّ نوعية غذائك تعكس صحّتك. فإما أن تتبع هذه الخطوات وتحمي نفسك من الفيروسات وسائر الأمراض، وإما أن تقوم بما هو معاكس تماماً لتصبح بذلك الفريسة الأحب للعدوى وسائر المشاكل الصحّية.

2 - التغلّب على حالة الخمول والتمسّك بالنشاط والحيوية يومياً من أجل ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة: فكما أن النشاط البدني يعزز الدورة الدموية وينقل الأوكسيجين إلى مختلف الأعضاء ويحارب الأمراض ويمنع اكتساب الوزن، كذلك فإنه يقوّي جهاز المناعة ويشكّل دعماً قوياً له. يكفي أن تمارس الرياضة 4 مرّات أسبوعياً لمدة 30 دقيقة يومياً، حتى تضاعف الحماية.

3 - النوم لساعات كافية: فإن حصلت على ثماني ساعات يومياً من النوم، ستزيل عنك خطر الفيروسات ثلاث مرّات أكثر. فكما وأن النوم مفيد وأساسي لاستعادة النشاط والقدرة على التركيز والانتاج، كذلك فإنه يساعد على تقوية الجسم وبالتالي محاربة العدوى ومقاومتها.

وهكذا فإنك ستقاوم شتّى أنواع الفيروسات وتتغلّب عليها جميعاً، لتمضي فصلَيْ الخريف والشتاء وأنت في قمّة النشاط والحيويّة والصحّة.