"في حين أن حدود لبنان محاصرة بالحروب، لا بدّ من أن القطاعين الزراعي والصناعي ضربا ومصادر السياحة في لبنان متخوّفة من هذا الوضع، لذا لم يتبقّ لنا حلّ سوى تصدير الفكر". قد تكون هذه الرؤيا الأساس لـFalafel Games، بحسب مؤسسها ورئيسها التنفيذي فانسان غصوب.
ففي حديث لموقع "الجمهورية"، أكّد غصوب أنّ الإنتاج الذي لا يعتمد على سلعة ملموسة باستطاعته العمل تحت القصف وتحت أي حصار، و"هذا هو الحلّ الوحيد للنهوض بالإقتصاد اللبناني"، عاتباً على التقصير العام في هذا المجال "إذ أن الرأسمال لا يشكّل شيئاً بالنسبة للناتج المحلي".
مذ كان في الثالثة من عمره بدأت مع غصوب Falafel Games وكبرت معه أثناء لعبه كأي طفل عاديّ حتى نضج فكرياً. من هنا، حمل معه شغفه بعالم الألعاب وانطلق إلى الصين ليكمل دراسته، ملاحظاً ألا محتوى عربي كافٍ في الألعاب يمثّل حضارة الشرق الأوسط التي تشغر حيّزاً عالمياً مهماً بين الحضارات كافة.
وقال غصوب إنه ابتداءً من العام 2010 انطلقت ظاهرة الألعاب على الإنترنت بشكل دائم، إضافة إلى توفّر ألعاب مجانية، مشيراً إلى أنّ هاتين الظاهرتين تحاربان القرصنة التي اجتاحت العالم الإفتراضي منذ تسعينيات القرن الماضي عندما كانت الألعاب مدفوعة ولا تحتاج للإنترنت، "لذلك تليق ألعابنا بالشرق الأوسط بحيث أنها مجانية ومتصلة بخدمة الإنترنت، ولا داعي لقرصنتها".
الشركة التي أسسها غصوب وشريكه رضوان قاسمية عام 2010 بفرعيها في الصين ولبنان، تعمل توازياً بين التطوير الذي يتم في الصين والنشر الذي يتمّ في لبنان حتى تشكّلت خلية تطوير محليّة في بيروت، إضافة إلى وجود لها في أبوظبي لخدمة العلاقات التجارية.
وعن فريق عمل Falafel Games، الذي انطلق من لعبة "فرسان المجد" وصولاً إلى 7 ألعاب اليوم، أشار غصوب إلى أن عالم الألعاب هو متعدد المواهب "بالتالي من حيث إنتاج اللعبة نحن بحاجة لرسامين، مبرمجين، مصممي ألعاب، ومسؤولي مشاريع. أمّا لنشرها، فنحتاج إلى متخصصين في التسويق، خدمة زبائن وجهاز تنسيقي- إداري كما أننا نعمل مع ممثلين ومذيعين وغيرهم"، لافتاً إلى أن أي خلل أو نقص في إحدى هذه المراكز قد يؤدي إلى عدم القدرة على خروج اللعبة إلى العلن.

وأضاف غصوب: "للدخول إلى عتبة الشركة على الشخص أن يكون متمكناً من اللغة العربية، إضافة إلى ضرورة أن تكون لديه خلفية لاعب"، موضحاً أن عالم الألعاب خاص بحيث أنه يحتاج للإبداع بالتالي العمل يشكّل صعوبة لعدد كبير من الناس.
"المحتوى مهمّ لكن التسويق هو الأهمّ ويتحكّم بزمام الأمور"، هكذا وصف غصوب عالم الأعمال بشكل عام، معتبراً أن الصعوبة الكبرى في هذا المجال هي المنافسة بشقيها المادي والبشري، ومن ثمّ التطبيق، مؤكداً أن "المرعى الخاص بنا هو الشرق الأوسط وهو صغير نسبة لسوق الألعاب الواسع".
(1).png)
من جهة أخرى، وفي الحديث عن حصول الشركة على مبلغ 2.6 مليون دولار أميركي في تمويل الفئة الأولى من شركة iSME Holdings (أحد صناديق البنك الدولي)، والمستثمرين الحاليينMiddle East Venture Partners، لفت غصوب إلى أن السياسة المالية الداعمة للشركات الناشئة غير كافية مع غياب دور الدولة في المساهمة في مجال الألعاب، مؤكداً أن "اللوم يقع على ثقافتنا الإستهلاكية وقلّة الإنتاج الإبداعي والصناعي".
ولفت غصوب إلى أن "الاتجاهات في عالم الألعاب قد تكون متقلبة نظراً لأن الأفكار يمكن أن تتغيّر على أساس يومي"، كاشفاً عن مجموعة ألعاب ستطلقها الشركة من شأنها التميّز لأنها تفاعلية، يلعبها مذيع بشكل حيّ مع المستخدمين في الوقت نفسه، مؤكداً أن "ما نفعله الآن هو نقل مفهوم روح برامج الألعاب على التلفزيون إلى عالم الإنترنت".
وعن أبرز التحديات التي تواجه الشركة، اعتبر غصوب أن الضرائب التي تفرض غير عادلة وتعرقل عملية المنافسة الشريفة، كما أنّ "اليد العاملة الشابة في كثير من الأحيان غير كفوءة وتحتاج إلى مهارات معيّنة نفتقدها من أجل الوصول إلى إنتاجية أفضل".