عندما يقع الخلاف بين حبيبين ويقررا الانفصال، يشكّل ذلك صدمة لكليهما، ويحتاجان، بالتالي، الى بعض الوقت ليتمكنا من تخطي المشاكل والصدمة وقلب الصفحة والتطلّع قدماً بكلّ أمل وثقة. فالفراق يكبّد الإنسان الكثير من الألم والمعانة، خصوصاً فراق الحبيب، فكيف تتخطين هذه اللحظات المؤلمة؟

• لماذا الانفصال صعب ومؤلم؟

إنفصال الحبيبين لا يكون سهلاً أبداً على أيّ منهما، لأنه يعبث بحياتهما وبيئتهما على ثلاثة مستويات على الأقل: المستوى العاطفي، تنظيم الحياة (بعد الفراق تدخل الفوضى حياة الانسان)، ونظرة الشخص الى ذاته.

وهذه التغيرات التي تطرأ على حياتهما بعد الانفصال تسبّب القلق، وهذا ما يسميه اختصاصيو علم النفس بـ"عوارض التكيّف مع التغيير"، والتي تشير الى قدرتهما على التعامل مع نتائج الانفصال وعواقبه في حياتهما المستقبلية.

فبعد الانفصال، وعندما تتواجهين مع ذاتك، قد تكونين أمام خطر فقدان ثقتك بنفسك، إذ تشعرين بأنك بدأت تخسرين من قيمتك بسبب انتهاء العلاقة. وغالباً ما تشعرين أيضاً بـالذنب وتلومين ذاتك على فشل العلاقة ونهايتها، سواء كنت أنتِ السبب وراء الانفصال أو لا.

• كيف تسترجعين ثقتك بنفسك؟

فقدان الثقة بالذات هو من أخطر العواقب التي يخلفها الفراق والانفصال، ولكنّه مرحلة لا بدّ منها يمرّ بها كلّ حبيبين منفصلين قبل الشفاء من "داء" الفراق وألمه.

إليك ثلاث خطوات تساعدك في تخطي الألم واسترجاع ثقتك بنفسك، وبالتالي فتح صفحة جديدة تكون حاضرة لتكتبي عليها كلمات وسطور حبّ جديد يملؤه الأمل:

1 - كوني دائماً على بيّنة من نقاط القوة الكامنة فيكِ، سواء على الصعيد الجسدي والجمالي أو على الصعيد النفسي والروحي. واعلمي بأنك لا تزالين جميلة ورقيقة، وبأن هذا الانفصال لم يغيّر الشخص الذي أنت عليه.

2 - ما ان تَشعري بتحسّن وانك بدأت تتخطين العلاقة السابقة، حلّلي هذه العلاقة لتكتشفي السبب الحقيقي الذي دفعكما الى الانفصال والأخطاء التي ارتكبها كلّ منكما، لأن ذلك سيساعدك في بناء علاقة أخرى متينة.

3 - في ضوء ما سبق من خطوات، أعيدي النظر في حياتك الغرامية الماضية، وفي الأخطاء المرتكبة، وضَعي جدولاً من التوقعات لعلاقة جديدة لا ترتكبين فيها الأخطاء ذاتها.

خمسة مفاتيح لحبّ جديد

وعلى رغم كلّ الألم الذي يشعر به الانسان نتيجة فراقه لحبيبه، الا أن الأمل بالاستمرار وباكتشاف الحبّ الحقيقي والجميل يبقى راسخاً في عقله وقلبه.

الّا أن فتح صفحة جديدة، والتعامل مع حبّ جديد يتطلب اللجوء الى مفاتيح السعادة الخمسة:

- استعيدي ثقتك بذاتك وبجمالك وأفكارك، لأن هذا سيساعدك على استرجاع الثقة بالآخرين والدخول في لعبة الغرام مرّة أخرى.

- استمعي الى نصائح الآخرين وانفتحي عليهم، لأن الانفتاح على الآخر يعزز ثقتك بنفسك أكثر.

- لا تتوقعي أن تجدي الحبّ والشخص المناسب بسرعة، بل عليك التروي.

- لا تبحثي عن شخصٍ جديد تكون صفاته مختلفة تماماً عن صفات حبيبك السابق، لأن المشكلة في العلاقة لا تكون دائماً بسبب صفات الحبيب وإنما بسبب طريقة إدارة العلاقة.

- اسمحي لنفسك بالاستمتاع بمتعة العذوبية وخفّة الحبّ وبساطته، ولا تعقدي الأمور.