د. عموري لـ«الجمهورية»: الصدفية غير مُعدية والعلاجات نافعة جداً
د. عموري لـ«الجمهورية»: الصدفية غير مُعدية والعلاجات نافعة جداً
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Sunday, 28-Oct-2012 23:52
في 29 تشرين الأول من كل عام، تحتفل جميع البلدان باليوم العالمي للتوعية حول مرض الصدفية الذي يطال شريحة كبيرة من الناس، من بينهم اللبنانيين. فما هو هذا الداء وكيف يجب التعامل معه؟
للاطلاع أكثر حول هذا الموضوع، أجرت "الجمهورية" حديثاً خاصاً مع الاختصاصي في الأمراض الجلدية الدكتور ألفرد عموري الذي شرح بداية أن "مرض الصدفية المعروف بالـ Psoriasis، هو التهاب في البشرة يحصل بسبب استعداد وراثي.

ويظهر على شكل نوع من الاحمرار وفوقه قشر فضيّة ترمز إلى البشرة الميتة. وعموماً، فإن المرضى يعانون الحكّة القويّة والمستمرّة"، مشيراً إلى أن العديد من الأشخاص في لبنان وحول العالم لديهم هذا الداء بشكل يفوق التصوّر.

ويتابع حديثه: "يمكن لمرض الصدفية أن يظهر في أي مكان في البشرة وحتى الأظافر. وهنا لا بد من الاشارة إلى أن العديد من الأشخاص يعانون صدفية الأظافر ولكنهم يعتقدون أنها فطريات، فيأخذون أدوية معالجة لها. من هنا أهمية فحصها أولاً في المختبر والتأكد من أنها فطريات، وعلى أساس النتيجة نحدد الدواء.

كذلك فإنّ الصدفية قد تظهر في المفاصل، لذا غالباً ما نطرح على المرضى أسئلة متعلّقة عن معاناتهم من تورّم الأصابع وآلام العنق والمفاصل وأسفل الظهر، لمعرفة إن كان هناك حاجة لاستشارة طبيب متخصّص في التهابات المفاصل"، لافتاً إلى أنه من الضروري اكتشافه باكراً لأنه في حال التأخر قد يتشوّه المفصل. في حين أن التأخّر في معالجة صدفية البشرة يمكن أن يؤدي في أسوأ الحالات إلى دبوغ.

ويشدد د. عموري على أن "العديد من الأشخاص يعتقدون أن مرض الصدفية يسبب العدوى، إلّا أن هذا الأمر خاطئ للغاية فهو لا يُعدي المريض من منطقة إلى أخرى، كما وإنه لا ينتقل من شخص إلى آخر. إنطلاقاً من هذا الأمر، من الضروري التعامل مع مرضى الصدفية بشكل طبيعي وعدم اضطهادهم كما هو الحال حالياً.

فهؤلاء يعانون بالفعل، خصوصاً إذا كان مرضهم ظاهراً بشكل واضح على اليدين مثلا أو حتى في الأعضاء التناسلية. من الضروري إذاً الأخذ بعين الاعتبار أن المُصاب بالصدفية لا يعاني مرضه فقط، إنما أيضاً مشاكل اكتئاب بسبب مرضه.

فقد برهنت الدراسات أنه كلما كانت الصدفية قوية، كانت مشاكل الاكتئاب أكبر. لا بل أكثر من ذلك، فقد تمّ مقارنته بين مرضى السرطان والقلب والرئة، وتبيّن أن مرضى الصدفية يأتون في المرتبة الثانية من ناحية مشاكل الاكتئاب تلقائياً بعد مرضى الاكتئاب القوي".

ويضيف: "إن الصدفية تكون إمّا خفيفة أو متوسطة أو قوية. وقد أثبتت الدراسات أن مريض الصدفية في الحالات القصوى أكثر عرضة من غيره للإصابة بالبدانة والسكري وأمراض القلب والضغط والكولسترول والتريغليسريد.

لذا، من الضروري عدم تركه من دون علاج لتفادي أي مخاطر. ولحسن الحظ فإن معظم الحالات هي طفيفة وتكون موجودة في الكوع وفروة الرأس ومناطق أخرى مخبأة، كثيراً ما يجهل البعض معاناتهم بها.

وصحيح أن المرض له استعداد وراثي، إلّا أن عوامل عديدة، إلى جانب مشاكل الضغط النفسي، من شأنها الإساءة أكثر إلى حالة المريض، من بينها الالتهابات (نزلات البرد والتهابات الرئة) وتناول بعض الأدوية مثل تلك المخصّصة للتحكّم بالضغط".

وعن طرق العلاج، يفيد د. عموري: "إن العلاجات تتراوح من المراهم إلى الأقراص مروراً بعلاجات الأشعة ما فوق البنفسجية، وصولاً إلى العلاجات الجديدة (anti-TNF alpha, IL12/23) التي هي عبارة عن حقن تحت الجلد وأدوية يحصل عليها المريض في المستشفى بواسطة المصل، أثبتت فعاليتها في تحسين حياة المريض 180 درجة.

وليس هنالك من شك في أن حدة الصدفية مرتبطة بنوع العلاج، فإذا كانت موجودة في أماكن قليلة، يمكن اللجوء إلى المراهم، أما إن كانت تصيب مناطق محدودة ولكن بطريقة سيّئة أو مساحة شاسعة، يُستعان عندها بالأقراص أو الأشعة ما فوق البنفسجية أو الحقن".

أما وفي ما يتعلّق بكلفة العلاج، يعلّق د. عموري: "إن المراهم ليست باهظة الثمن. في حين أن الأقراص منها ما هو قليل ومنها ما هو باهظ الثمن. أما في ما يخصّ الأشعة ما فوق البنفسجية فهي ليست باهظة، إلا أنها تشكّل نوعاً من العذاب على المريض لأنها تستدعي التوجّه إلى المستشفى ثلاث مرات في الأسبوع، وأحياناً قد لا تكون متوفّرة بقربه.

أما الحقن وأدوية المصل، فهي باهظة الثمن نوعاً ما بحيث أن كلفتها يمكن أن تصل إلى 1800 دولار في الشهر كعلاج. لكن وزارة الصحّة تؤمّنها، والضمان الاجتماعي وبعض شركات التأمين تغطيها. لذا، لا مشكلة مادية بالنسبة للعلاجات الجديدة".

وأخيراً، يتوجّه د. عموري إلى قرّاء "الجمهورية" بالقول: "على المرضى معرفة أن الصدفية هو مرض مزمن، تماماً مثل السكري والضغط. لكن، ولحسن الحظ فإن جميع العلاجات المتوفّرة يمكنها السيطرة على المرض بطريقة تشعر المرضى بالراحة ومتابعة حياتهم بطريقة طبيعية. يبقى الأهم هو عدم اضطهادهم، لا بل مساعدتهم ودعمهم للتمكّن من تخطّي هذه المشكلة والوصول إلى أفضل نتائج ممكنة".
theme::common.loader_icon