روان حلاوي وطارق تميم في «الغرفة 202»
روان حلاوي وطارق تميم في «الغرفة 202»
رنا اسطيح
جريدة الجمهورية
Friday, 15-Sep-2017 08:00
إبتداءً من 20 أيلول الحالي تنطلق عروض المسرحية الجديدة لـ روان حلاوي بعنوان «الغرفة 202» على خشبة «ميترو المدينة» يشاركها هذه المرّة في مشروعها المسرحي الممثل المعروف طارق تميم، وذلك بعدما كانت روان قد أطلّت على جمهور الخشبة بعدد من الأعمال المونودرامية التي حصدت عنها أصداء واسعة سواء من النقّاد أو الجمهور.
«الغرفة 202» هي غرفة في أوتيل تجسّد المكان الذي سيشهد لقاء الشخصيتين الأساسيتين في المسرحية، وهما عبارة عن رجل مغترب عاد ليتزوّج زواجاً تقليدياً لأنه وصل الى عمر معيّن وأهله يضغطون عليه للارتباط، وفتاة متحرّرة منفتحة على إمكانية خوض تجارب مختلفة وجديدة. الشخصيتان ستلتقيان صدفة في هذه الغرفة التي ستشهد على ولادة شكل من أشكال العلاقات بينهما بعدما جمعهتما مصالح مشتركة وعقداً خاصاً سيوقعانه بالاتفاق فيما بينهما».

غائصة في العلاقات

هكذا باختصار تصف الممثلة المسرحية الشابّة عملها الجديد الذي تعالج من خلاله العلاقات الإنسانية من زاوية التشديد على أهمية المحافظة على الحرية الشخصة مهما كان شكل العلاقة ونوعها.

وتوضح روان: «في هذه الحالة ما يجمع الشخصيتان قد يكون زواجاً تقليدياً فهذا أكثر أشكال العلاقات شيوعاً في مجتمعنا، علماً انّ العلاقات على مستوى العالم عموماً ممكن ان تكون مختلفة، وقد تتنوّع بين رجل وامرأة أو بين رجلين وامرأتين وبين زواج وصداقة ومساكنة وغيرها».

تبدو روان، التي سبق وكتبت بنفسها مسرحيات جسّدت دور البطولة فيها في أعمال من قبيل «تلجتين بليز» و«إنتَ عمري»، غائصةً هذه المرّة في شبكة العلاقات الإنسانية المعقدة والمتداخلة يشغلها هذا الهواء الحرّ الذي من الضروري أن يبقى له مساحةً بين الشخصين فلا يحاولا أن يصبحا شخصاً واحداً تذوب فيه هوية الاثنين.

بالنسبة إليها «الهدف من المسرحية هو التذكير بأهمية الحرية الشخصية، من خلال طرح حل لنجاح العلاقة بعيداً من التنظير والتعميم. فالعنصر الاساسي لنجاح أي علاقة هو احترام الآخر ومساحته الخاصة وهويته الفردية. وعندما يلتقي شخصان أجد أنّ الأهم هو أن يتفقا أنّ واحداً وواحداً يساويان اثنين ولا يمكن ان يساويا شخصاً واحداً».

في حالة الشخصيتين الأساسيتين لـ»الغرفة 202»، «القدر يفرض عليهما لعبة معينة سيدخلانها لاستعداد كل منهما على خوضهما، ولكنهما سيجدان نفسيهما منغمسين كثيراً فيها قبل ان يقررا أن يخرجا منها، ما يتيح نظرة حول كيفية تكبيل المجتمع للفرد ولطمس هويته الخاصة مهما حاول ان يتقدّم لأنّ التطوّر الفردي يجب ان يترافق مع تطوّر مواز للمجتمع الذي يعيش فيه بما يتيح له بيئة مساندة للنمو الذاتي والتطور الفكري».

مسرحية تشبه أي مجتمع

أمّا على صعيد الرمزية، فتعترف روان أنّ «غرفة الأوتيل هي رمز لمكان اللقاء وقد اخترتها لأنّ أشخاصاً كثراً يمرّون عليها وهي تشهد مختلف انواع العلاقات، كما انها تتيح مناخاً للتلاقي الطويل والتعارف بعكس الاماكن الأخرى كالشارع والمقهى حيث قد لا ننتبه الى الشخص الذي نصادفه».

وتعترف: «صحيح انّ المسرحية تتحدث عن المجتمع اللبناني، ولكن لو غَيّرنا فيها القليل من التفاصيل فبإمكانها ان تشبه ايّ مجتمع في العالم، لأنّ مسألة العلاقات والحرية الشخصية ليست فقط حكراً على المجتمع العربي وإنما المجتمعات الاجنبية أيضاً».

تطوّر دائم

وبعدما أطلّت كممثلة وكاتبة ومخرجة في أكثر من مونودراما مسرحية، ها هي روان في «الغرفة 202» تتشارك الخشبة مع الممثل طارق تميم. في هذا الإطار تقول: «هذه المسرحية هي ثمرة تعاوني المشترك مع طارق تميم، وأنا استفيد فيها من خبرته وتجاربه وحضوره المميز. المسرحية اجتماعية ولا يمكن اعتبارها مسرحية كوميدية لأنّ الضحكة تعتمد على ردة فعل المتلقّي وطريقة نظرته الى الامور.

المسرحية من تأليفي، امّا الإخراج فهو مشترك بيني وبين طارق. وهذه ليست التجربة الأولى لي مع طارق فقد سبق واجتمعنا في مسرحية «نقل حي» لـ ريتا ابراهيم، وفي مسرحية «لماذا» لـ لينا خوري، وفي المسرحية الجديدة استكمال لانسجامنا في الاعمال السابقة وأتمنى ان يشعر الجمهور بهذا الانسجام الذي بيننا».

وتعترف: «قرار عودتي للمسرح مستمرّة به، وانا أحاول في كل عمل جديد أن أطوّر نفسي ونصي وأدائي لكي لا تتشابه الادوار والشخصيات والحكايات التي أتشاركها مع الجمهور على الخشبة.

وهذه المرّة أخطو خطوة نوعية الى الأمام، لأنني في السابق كنت أكتب مسرحياتي بنفسي وكنت الوحيدة المسؤولة عنها، أمّا هذه المرّة من خلال ثنائيتي المسرحية مع طارق تميم أجد أنني خطوتُ خطوة إلى الامام».
theme::common.loader_icon