يُستخدم الإنسان الآلي أو الروبوت في كثير من المجالات الصناعية ومنها تجميع السيارات، وذلك بفضل الأذرع الميكانيكية المجهّز بها والمزوّدة بأدوات ومجسّات تجعلها مثالية لوظائف خطوط تجميع السيارات.
 

يتحوّل كثير من صانعي السيارات حول العالم للاعتماد بدرجة أكبر على الروبوت بدلاً من البشر. وهذا التحوّل لا يوفّر المال في تكلفة التصنيع فقط، بل يؤدي مهاماً صعبة بوتيرة لا يمكن للبشر مقاربتها، إضافة الى أنه يجعل تصنيع السيارات أكثر أمناً. ومع هذا التحول، تقترب فكرة المعمل الذكي إلى واقع ملموس في المستقبل القريب.

 

دقة كبيرة

تعتمد غالبية شركات السيارات في مصانعها على الروبوتات في عمليات التجميع النهائية. وتعمل هذه الروبوتات عبر برامج حاسوبية خاصة، تجعلها تقوم بعملها بدقة كبيرة ومن دون أي خطأ يذكر. من جهة ثانية أصبح من الممكن أيضاً بفضل الروبوتات، العمل لساعات طويلة متواصلة لإنتاج أكبر عدد ممكن من السيارات. وبخلاف العمال التقليديين، لا يتطلب الروبوت وجود أي بيئة خاصة بالبشر مثل أماكن الاستراحة والتكييف والفرّص السنوية ودفع الضرائب على الرواتب والتأمين والإستشفاء... ومن شأن هذا الأمر أن يوفّر الكثير من الأموال بالإضافة الى توفير المساحات أيضاً في المصانع وفي خط الإنتاج. ومع تطبيقها هذه المنهجية، تلتزم الشركات بمنح الأولوية القصوى لمسألة السلامة. وفي هذه العملية، يمتلك الموظفون في المصانع زمام السيطرة الكاملة على الروبوتات وإيقاف عملها في أي وقت.

 

تعاون مع البشر

سيطرت الروبوتات منذ فترة طويلة على عملية صناعة أجسام وطلاء السيارات ولحام القطع ورفع الأجزاء الثقيلة. غير أنّ وجودها كان نادراً على خط التجميع النهائي، حيث يحتاج العاملون إلى القيام بأعمال معقدة داخل السيارة. وفي الوقت الذي تتطور الروبوتات بشكل كبير، تقوم بعض الشركات حالياً باختبار نوع جديد من الروبوتات المتطورة التي يمكنها عمل عدد كبير من المهام في مجال صناعة السيارات. وهذه الروبوتات الجديدة مزوّدة بتكنولوجيا متطورة تساعد في الحفاظ على سلامة العمال من الإصابات التي يمكن أن تصيبهم نتيجة للعمل بشكل خاطئ، عند العمل جنباً الى جنب مع البشر. فالتقدم في المجسّات وعلوم الهيدروليكا والحركة والذكاء الاصطناعي وقدرات الآلات على الرؤية والبيانات الكبيرة، جعلت من الروبوتات قادرة على القيام بأعمال أكثر دقة ومرونة واستقلالاً. وهذا التطور الذي يعتبر تغيّراً هائلاً في صناعة السيارات، أتى بعدما أدركت بعض الشركات أنّ التعاون المباشر بين الإنسان والروبوت في خط الإنتاج هو أمر ضروري.