هل يُسبِّب الإنزعاج من الضوء فقدان البصر؟
هل يُسبِّب الإنزعاج من الضوء فقدان البصر؟
اخبار مباشرة
جنى جبّور
جريدة الجمهورية
Saturday, 26-Aug-2017 00:01
تكثر حالات الانزعاج من الضوء من قبل بعض الأشخاص خلال قيادتهم السيارة ليلاً، أو عند جلوسهم على أجهزتهم الذكية، أو حتّى بمجرد التعرّض لضوء الشمس. وقد يتعدّى الموضوع مشكلة الانزعاج، ليصاب الشخص بألم داخل عينيه جرّاء رؤيته للضوء. فهل تُصنَّف هذه الحالة كمشكلة طبية؟ وهل من علاجات؟
ترتفع النسبة المئوية في لبنان للمرضى الذين يتوجهون عند الاختصاصيين لمعاينة أعينهم نتيجة الانزعاج أو المعانات من الألم بسبب الضوء. وفي هذا السياق، كان «للجمهورية» حديث خاص مع الاختصاصي في أمراض وجراحة العين الدكتور وليد حرب الذي فسّر أنّ «حالة الانزعاج من الضوء، هي عندما يضطر الشخص الى إغلاق عينيه بعد التعرّض الى النور بشكل مباشر أو غير مباشر، وإلّا سبّب له آلاماً أو انزعاجاً قوياً قد يفوق قدرته على التحمّل».

ضعف النظر والمياه الزرقاء
لا يقتصر الانزعاج من الضوء على نوع معيّن، فالمقصود بهذه الحالة عدم القدرة على تحمل ضوء الشمس أو السيارة أو ضوء الأجهزة الذكية. ولهذه الحالة أسباب متعددة يذكرها د. حرب «لنبدأ بالمشاكل التي تصيب قرنية العين والتي تكون سبب الازعاج أو الألم عند رؤية الضوء، كانحراف القرنية الذي يسبّب بدوره ضعف النظر (astigmatism)، وتقرحات قرنية العين، ونوع من الغشاوة على القرنية.

كذلك، تتسبّب في ظهور هذه الحالة المشكلات التي تطرأ على عدسة العين الداخلية، كفقدان الشفافية أو ما يعرف بالماء الزرقاء والتي تزيد من مشكلة الانزعاج من الضوء عند المرضى في الليل خلال القيادة، أو أي نوع من الانحراف أو الغشاوة.

وتُسبب الالتهابات التي يمكن أن تحدث في أي طبقة من طبقات العين وارتفاع ضغط العين، هذه المشكلة أيضاً، ناهيك عن الأمراض التي تصيب الشبكية والتي تمنع المريض من فتح عينه عند رؤية الضوء».

الأكثر عرضة
تحمل غالبية أسباب هذه المشكلة العلاجات الشافية والفعّالة، ولكن من المهم استشارة الطبيب باكراً لمعالجتها في الوقت المناسب قبل تطور المضاعفات على نظر المريض، لا سيما أنه يمكن أن تتسبّب في فقدان قسم من النظر. يوضح د. حرب: «هناك أناس معرّضون أكثر من غيرهم بسبب بعض الأمراض الوراثية أو نتيجة عملهم أمام الكومبيوتر الذي يؤدي الى تعب عضلات العين، إضافة الى العاملين في أماكن يرتفع فيها اللهب والحراراة كالافران مثلاً، ما يؤدي الى نَشاف في قرنية العين.

وهنا، من المهم أن يتوجّه كل مريض، عند شعوره بالانزعاج أو بوجع متكرر داخل عينه بعد رؤيته للضوء، عند الاختصاصي لفحصه. وعندها يقوم الاخير بالكشف على كل طبقات عين المريض لتحديد مكان الانزعاج أو سبب الوجع لوصف العلاج المناسب».

الصداع النصفي
يعتقد البعض أنّ الانزعاج من الضوء هو المسؤول عن التسبب بالصداع النصفي، ولكن وبحسب د. حرب إنّ «أحد عوارض بداية الصداع النصفي هو الانزعاج من الضوء، والعكس غير صحيح، اذ انّ هذا الانزعاج لا يسبب الصداع النصفي».

بين النظارات والجراحة
لا يوجد علاج موحّد لهذه المشكلة، فيحدد كل علاج بحسب السبب وحالة المريض. ويقول د. حرب: «غالباً ما يتمّ نصح المريض بوضع نوع محدد من النظارات أو القطرات أو الأدوية التي تساعده. وفي بعض الأحيان، قد تتطلب حالته التدخل الجراحي لا سيما في حال وجود مشكلة في العدسة الداخلية أو في الغشاوة داخل طبقة العين».

فقدان البصر
وأخيراً، شدّد د. حرب على «أهمية عدم إهمال المريض نفسه، لتجنّب الأمراض داخل العين، والتي قد تسبّب بفقدان البصر من دون التمكّن من إعادته. من هنا أهمية حصول المريض على الرعاية الطبية اللازمة من قبل المختصّين عند تكرار هذه الحالة لديه، لا سيما أنّ العلاجات فعّالة وشافية في مختلف الحالات».
theme::common.loader_icon