أعظم مُلاكم في التاريخ؟!
أعظم مُلاكم في التاريخ؟!
جريدة الجمهورية
Friday, 25-Aug-2017 00:10
حقق الأميركي فلويد مايويذر «موني» (مال) ثروة طائلة وموقعاً راسخاً في تاريخ الملاكمة، لكنه عاد بسنّ الأربعين عن اعتزاله لخوض النزال الأخير والفوز بالجائزة الكبرى أمام الايرلندي كونور ماكغريغور غداً في لاس فيغاس.
تلذّذ مايويذر بحياة الترف، أكان بسياراته الفارهة وتشكيلته الفاخرة من الساعات والملابس فضلاً عن طائرة خاصة لا غنى له عنها. وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مراكماً رزم الدولارات، بفضل نشاطه كمروّج لمباريات الملاكمة وصاحب نادٍ للتعرّي في لاس فيغاس.

إلّا أنّ استفزازات ماكغريغور، نجم الفنون القتالية المختلطة («أم أم ايه»)، الرياضة الاستعراضية والعنيفة التي تضيّق خناق المنافسة مع الملاكمة في مختلف انحاء العالم، أثارت حساسيته.

وأقنع الشيك الكبير المنتظر الذي قد يكون الأعلى في تاريخ الرياضة، مايويذر بالعودة الى الحلبات.

تغطرس مزعج

ما يهم مايويذر أكثر من سمعته وشعبيته، المحدودتين حتى في الولايات المتحدة بسبب غطرسته، هو المال: يريد أن يصبح أوّل رياضي يجمع أكثر من مليار دولار.

في العام 2015، تصدّر تصنيف مجلة «فوربس» الاميركية للرياضيين الأعلى دخلاً في العالم مع 300 مليون دولار، متفوِّقاً بأشواط على نجوم بارزين في رياضات أخرى ككرة القدم وكرة السلة، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي.

أكد في تموزالماضي، أنه «بين الشهرة والمال، اختار دوماً المال».

حتى قبل النزال المرتقب، جنى مايويذر 100 مليون دولار، وهو مبلغ قد يصل الى 250 مليوناً بعد تقاسم العائدات التلفزيونية الضخمة.
قبل عامين، قال إنّ الناس «يرون ما أملك اليوم»، إلّا أنه «ليست لديهم أية فكرة من أين أتيت. عندما كنتُ صغيراً، كنا 9 أشخاص ننام في غرفة واحدة، لم نكن نتمتع بالكهرباء».

وُلد فلويد مايويذر جونيور في غراند رابيدز في ولاية ميشيغن، وعاش فقيراً متقاذفاً بين والده فلويد، الملاكم الجيد الذي واجه شوغار راي ليونارد، ووالدته ديبوراه مدمنة الهيرويين. أمضى وقت فراغه في صالة الملاكمة المجاورة حيث كان يتدرّب والده وعمّاه اللذان حصدا أكثر من لقب عالمياً.

سرعان ما أصبح «فلويد الصغير»، السريع والقوي، مصدر رعب في الحلبات، حتى وإن انتهت مسيرته لدى الهواة بخيبة الخسارة في نصف نهائي الالعاب الاولمبية بوزن 57 كلغ في ألعاب اتلانتا 1996.

موضوع دراسة في هارفرد؟

بعد سنتين من بداياته الاحترافية عام 1998، أصبح بطلاً لوزن فئة خفيف الريشة في بطولة المجلس العالمي للملاكمة («دبليو بي سي»)، وهو الأول له من بين 12 لقباً موزعة على خمسة أوزان مختلفة.

تخطّى في إنجازاته الملاكمين مواطنه أوسكار دي لا هويا والبريطاني ريكي هاتون، وفي أيار2015، حسم «مواجهة القرن» مع الفيليبيني ماني باكياو، بعد مفاوضات شاقة، ولو بعرض مخيب.

كان «الشاب الجميل» بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً للقنوات التلفزيونية المشفّرة في الولايات المتحدة، فحصد 200 مليون دولار لقاء نزاله مع باكياو، رافعاً إجمالي ما جناه في مسيرته الى 800 مليون دولار!

إلّا أنّ للشخص الذي يعدّ نفسه أفضل ملاكم في التاريخ، نصيبه من القصص المظلمة: لم يستخدم قبضتيه فقط على الحلبات، فقد ضرب بعنف صديقاته السابقات، ومنهن أمهات لأولاده الأربعة. دين مرات عدة بالعنف المنزلي وأمضى 90 يوماً في السجن عام 2012.

طلب أخيراً من مصلحة الضرائب الحصول على تأخير للوفاء بضرائبه لعام 2016، في واقعة غريبة لمَن يدّعي بأنّ حسّه في عالم الأعمال ونجاحاته الرياضية-التجارية يمكن أن يشكلا موضوع دراسة في جامعة هارفرد العريقة...
theme::common.loader_icon