عاجل : وصول رئيس الحكومة نواف سلام الى وزارة الداخلية
علاج هشاشة العظام بطيء... فهل من وقاية؟
علاج هشاشة العظام بطيء... فهل من وقاية؟
جنى جبّور
جريدة الجمهورية
Saturday, 05-Aug-2017 00:02
يُعتبر مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة الأكثر شيوعاً في العالم، والتي تسبّب ضعفاً في العظام فيسهل كسرها، الأمر الذي يزيد من احتمال موت المريض. فكيف تعرفون أنكم مصابون؟ وهل العلاج فعّال؟ وما هي سبل الوقاية؟
يؤدي ترقّق العظم أو مرض هشاشة العظم الى نقص في الكتلة العظمية وتغيّر في نوعية العظام عند الاشخاص المصابين، فينتج عن ذلك ضعف وكسور في العظام ما يزيد الخطورة على حياة الانسان.

وفي هذا السياق، كان لـ»الجمهورية» حديث خاص مع الاختصاصي في جراحة العظام والتنظير وتغيير المفاصل وزمالة جراحة عظام الأطفال، الدكتور قاسم اسماعيل الحشيمي، الذي استهلّ حديثه مشيراً الى الاسباب الاساسية للإصابة، وقال إنّ «عدم احتواء الطعام على الكمية الكافية من الكالسيوم والفيتامين «د» الضروري في تكوين كتلة العظام وتركيبتها، إضافةً الى الخمول وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والبقاء في السرير لمدة طويلة تشكّل أسباب الاصابة.

إضافة الى بعض الادوية التي تسبّب مرض هشاشة العظام مثل الستيرويد الذي يستعمل لعلاج التهاب المفاصل والربو وغيرهما، وبعض أدوية السرطان والغدد والتصلّب اللوحي والسرطان والتهاب الامعاء وأمراض الكلى والرئة والكبد المزمن، ناهيك عن الوزن الخفيف والبنية الضعيفة».

العوامل المسبّبة للمرض

يعاني أكثر من 50 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط مرض الهشاشة. كما أنّ كل عظام الجسم معرّضة للإصابة، ولكن بشكل خاص عظام الظهر، الحوض، المعصم، الكتف وعظمة عنق الفخذ. والى جانب مسبّبات المرض التي تمّ ذكرها، يوجد عدد من العوامل المساعدة على المرض، والتي تنقسم الى قسمين، الاولى يمكن السيطرة عليها عكس الثانية التي تعتبر خارجة عن السيطرة.

ويشرح د. الحشيمي: «إنّ التدخين وقلة الحركة هما من العوارض التي يمكن السيطرة عليهما، عكس عمر المريض الذي يزيد من خطر الاصابة بسبب انخفاض الكتلة العظمية ونوعية العظام وتركيبتها، والجنس إذ تعتبر النساء الأكثر عرضة لهذا المرض لأنهنّ يخسرن عظامهنّ أسرع إثر تغيّر الهورمونات بعد انقطاع الدورة الشهرية، وكذلك العرق فتعتبر المرأة الآسيوية والقوقازية معرّضة للمرض اكثر من المجموعات العرقية الاخرى.

إضافةً الى تاريخ العائلة، فإذا اصيب شخص منها تزيد فرصة إصابة اي فرد آخر من العائلة نفسها، كما أنّ الشخص الذي سبق وأصيب بأيّ كسر يعتبر معرّضاً أكثر من غيره للإصابة بكسر ثان».

مرض صامت

يُعرف مرض الهشاشة أنه مرض صامت لا يملك العوارض، وبالتالي لا يعرف المريض أنه مصاب حتّى يتعرّض لكسر إثر سقوط بسيط، كما يمكن أن يسبّب ذلك قصر قامة النساء بعد كسور عديدة في الظهر. وبحسب د. الحشيمي: «إنّ هشاشة العظام مرض خطر يسبّب الكسور الخطرة على الحياة، لا سيما كسور الحوض.

وبحسب الدراسات إنّ أكثر من 50 في المئة من المصابين بكسور الحوض معرّضون للموت بعد سنة من الاصابة، حتى لو تمّ تثبيت الكسر. لذلك من المهم التوجّه لزيارة الطبيب اذا توفرت هذه العلامات الحمراء عند المريض: اذا كان الشخص تعرض للكسر بعد عمر الـ50، كذلك المرأة بعد عمر الـ65 أو تحته اذا كانت تعاني أمراضاً مزمنة وبعد توقف دورتها الشهرية، وايضاً عند الآلام الحادة في الظهر من دون وجود أيّ سبب وجيه، وعند خسارة الشخص من طوله وانحاء ظهره، واذا كان هناك قريب في العائلة مُصاب، إضافة الى المدخنين واصحاب البنية الضعيفة والخمولين، والذين يعانون نقصاً في الكالسيوم والفيتامين «د»، والاشخاص الذين يَحتسون أكثر من كأسي كحول في الاسبوع.

كلّ ذلك يظهر بعد التوجّه الى عيادة الاختصاصي، الذي يبدأ بفحص المريض سريرياً ويطّلع على تاريخه الطبي، ويستفهم اذا كان أحد من عائلته مصاب بالهشاشة ونقص في الفيتامين «د»، ما يفسّر أهمية فحص الدم وكذلك فحص البول، اضافةً الى فحص مخصّص للترقّق يجرى في قسم الأشعة لتقييم كمية العظام الموجودة».

علاج بطيء

يُعتبر علاج هشاشة العظم أمر بطيء جدّاً، ويخشى الكثير من المرضى تناول الادوية المخصصة لهذا المرض بسبب شيوع عوارضهم الجانبية. فماذا يقول د. الحشيمي عن هذا الوضوع؟

«الهدف من العلاج هو منع الكسور، فهناك نوع من الادوية التي تمنع الهشاشة، وتوقِف خسارة العظام، وأدوية اخرى تبني العظام. ولكنّ العلاج بطيء ويفرض تغيير نمط الحياة للوقاية من الكسور والانتباه للبرنامج الغذائي، خصوصاً المأكولات التي تحتوي على الكالسيوم.

الآثار الجانبية للأدوية

أمّا عن الاخبار الشائعة التي تخصّ الادوية، فيقول: «صحيح انها تحمل بعض العوارض الجانبية ولكنها غير مسمّمة، ولم يتوقف ايّ دواء عن الاستخدام رغم انها قد لا تفيد بعض المرضى، وقد تسبّب الحساسية للبعض الآخر. وتتلخّص العوارض الجانبية بالآتي: الغثيان، الحرقة، ألم في المعدة، مشاكل في الجهاز الهضمي اذا لم يتمّ أخذها بشكل صحيح، كما انها تسبّب ألماً في العضلات والمفاصل عند بعض المرضى.

كما أنّ الادوية التي تؤخذ عبر الوريد يمكن أن تسبّب الانفلونزا والحمى وألم العضلات والمفاصل والصداع. وتجدر الاشارة الى أنه من المهم أن يراقب المريض نفسه مع تناول هذه الادوية عبر القيام سنوياً بفحص هشاشة العظم لمعرفة مدى التحسّن ومنفعة المريض من العلاج الدوائي».

المصابون بعدم القدرة على تحمّل اللاكتوز

الى ذلك، أظهرت الدراسات أنّ أبناء الشرق الاوسط يعانون اكثر من غيرهم نقصاً في الفيتامين «د»، ما يلزمهم تناول الأدوية المخصصة للتعويض عن هذا النقص. ولكن، يعتبر الكالسيوم أساسياً في المحافظة على صحة العظام، فهل سيُصاب كل الاشخاص الذين لا يقدرون على تحمّل اللاكتوز (lactose intolerance) بمرض هشاشة العظام؟ يلفت د. الحشيمي الى أنّه «بالطبع لا، فيمكنهم التعويض بالكثير من المأكولات الأخرى التي تحتوي على كمية جيدة من الكالسيوم، كالخضار والفاكهة والاسماك، ويُذكر منها: الخبز الاسمر، البروكولي، السلق، الروكا، الخردل الملفوف، الشعير، القمح، التين المجفف، التوت، البيض، السمسم، الشوفان، الفول، نخالة الذرة، الطحين، العدس، الحمص، اللوبية، الفاصوليا، البامية، أعشاب البحر واسماك السالمون والسردين والكافيار وحتى المعلّب منها. إضافةً الى المكسّرات على أنواعها كاللوز، البندق، الفستق والكاجو».

واختتم حديثه ناصحاً «بالابتعاد عن العوامل المسبّبة والتي يمكن السيطرة عليها، وعدم تناسي الحركة اليومية لصحة العضلات والعظام، وتَجنّب خطر الكسور التي يمكن أن تكون العلامة الاولى للترقّق، والتي يمكن أن تسبّب فقدان الحياة».
theme::common.loader_icon