في يومها العالمي... الصداقة لا تُبنى على المنافع
في يومها العالمي... الصداقة لا تُبنى على المنافع
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
في 30 تموز يحتفل العالم والأصدقاء ذكوراً وإناثاً باليوم العالمي للصداقة. الصداقة من المشاعر الإنسانية النبيلة، التي تتحلى بأجمل صفات الأخوّة والتجانس والرقيّ ما بين شخصين. لا أحد يمكن أن ينكر أهمية الصداقة في حياته حتّى إنّ البعض يعتبرها أهمّ من الزواج، فهي مكمّلة لسعادة كلا الطرفين. هناك صداقة بين شخصين، كما نجد بعض الصداقات ما بين مجموعة من الأشخاص. والأهم من ذلك، هو الأخاء والمودّة اللذان تخلقهما الصداقة خلال جمعِها شخصين أو أكثر لمدى العمر. فما الأهمية النفسية للصداقة؟ وكيف يمكن تنميتها؟
الصداقة من أهم العلاقات التي يمكن أن تُبنى بين الأشخاص. مصدر كلمة «صداقة» من فعل «صدق» أي قول الحقيقة. أمّا باللغة الفرنسية، «Amitié»، مصدرها «Amistet» باللاتينية، أي العلاقة الودية بين شخصين.
ولم يكتفِ علم اللغات بتفسير هذه الكلمة، بل فسّرت الفلسفة هذا المصطلح من خلال تحليلات الفلاسفة الإغريق ومنهم أفلاطون وأرسطو وغيرهم. إعتبَر أفلاطون بأنّ الصداقة هي علاقة محبة بين الأنا والغير.
أمّا آرسطو فيميّز ثلاثة أنواع من الصداقة: صداقة المنفعة وصداقة المتعة اللتان لا تُعتبران صداقة حقيقية، وثالث نوع هو صداقة الفضيلة وهي الصداقة الحقيقية والتي نادراً ما تقوم بين الناس. ويضيف آرسطو بأنّ صداقة «الفضيلة» لو رَبطت جميع الأشخاص لَما احتاجوا إلى عدالة وقوانين.
علم النفس والصداقة
الكثير من مدارس عِلم النفس فسّرت الصداقة من الناحية النفسية إنطلاقاً من السؤال التالي: لماذا يمكن أن أكون صديقاً لهذا الشخص وليس لآخر؟ واعتبَر علم النفس بأنّ الصداقة هي شعور بالاتفاق والجاذبية وبالعاطفة الإيجابية بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص. وعلاقة الصداقة، لا تُبنى على المنافع المادية بل تتحلّى بالتعاطف والاستفادة المعنوية المتبادلة ومساعدة الصديق إلى أقصى حدّ بدون أيّ استفادة مادية.
ويَفهم الطفل مبدأ الصداقة عندما يتجاوز السنتين أو الثلاث سنوات. وتتّضح الصداقة منذ اللحظة الأولى بين الأطفال في الصفوف الدراسية، وتقوم على السعادة والعطف المتبادل والمشاركة. ويمكن أن تستمر هذه الصداقة سنواتٍ وسنوات وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة. فكم من الأشخاص، ربَطتهم الصداقة في كلّ مراحل حياتهم.
ويشير عِلم النفس الإجتماعي، إلى أنّ الصداقة هي حاجة ضرورية لحياة الإنسان. فيلعب الأصدقاء دوراً بارزاً بتقديم العاطفة والنصائح الإيجابية والدعم المعنوي وطبعاً الحنان بدون أيّ مقابل. ومن المستحسن أن يكون الصديق موضوعياً في «مساعدة» صديقه. ولكن هذا لا يعني أنّ الأصدقاء لا يتشاجرون أبداً.
طبيعة الخلاف بين الأصدقاء
هناك تصرفات كثيرة، تساعد على ظهور المشاكل بين الأصدقاء:
أولاً، الخيانة وإفشاء الأسرار، فخيانة الأمانة من التصرفات التي تؤثر نفسياً على الصداقة بين الأصحاب.
ثانياً، إختلاف وجهات النظر في بعض المواضيع الشخصية وتعارض الآراء ورفض الآخر. كما أنّ النميمة والكذب يمكن أن يسبّبا مشاكل جمّة في الصداقة.
ثالثاً، السخرية والاستهزاء والحقد من الأسباب المباشرة للخلاف بين الأصدقاء وتؤدي إلى جرح مشاعر الصديق.
رابعاً، الصديق العنيد والمتشبّث برأيه والذي يعارض كلّ الأفكار كما يستعمل كلمات بذيئة طوال الوقت، تمزّق تصرّفاته العلاقة الأخوية مع صديقه.
خامساً، الغيرة، خصوصاً بين الصديقات، تبعِد المودّة بينهنّ. وعادةً ما يكون سبب الغيرة شعور شخصٍ بتفوّق الآخر عليه إنْ لناحية المظهر الخارجي أو المستوى الاجتماعي أو المهني... وطبعاً الغيرة ليست فقط موجودة بين النساء ولكن أيضاً بين الرجال.
سادساً، التكبّر والتعالي يسبّبان الكثير من المشاكل بين الأصدقاء ولا يمكن أن ننكر بأنّ التنافس غير الإيجابي والغرور والتفاخر وعدم الإهتمام بالصديق... وغيرها من الأسباب يمكن أن تشكّل مصدرَ خلافات بين الأصدقاء.
كيفية اختيار الصديق
هناك معايير محدّدة لاختيار صديق، وهناك بعض الصفات التي يجب أن يجدها الشخص عند صديقه وهي:
• نقاط التقارب بين الشخصيتين. أي أن تتشابه الصفات الشخصية لكل صديق مع صديقه.
• الشخصية الإيجابية، إذ يجب أن يبتعد الإنسان قدر الإمكان عن الأشخاص الذين يتكلمون بطريقة سلبية. فالصديق المناسب هو صديق إيجابيّ يحمل كلّ معاني المحبة وينظر إلى الحياة بنظرة التفاؤل.
• أن يتمتّع هذا الشخص الذي نرجو صداقته بالمودّة والتآلف بعيداً عن الاختلاف والخلاف الذي يصنع النزاع، والكراهية.
• أن يتمتّع الصديق بالصدق والأمانة، فالصديق المناسب لا يكذب.
• الصديق المناسب هو الشخص الذي يقف مع صديقه ولا يخذله في المواقف الصعبة، بل يقوم بالمستحيل لمساعدته.
• حافظ الأسرار. فالصديق الحقيقي يحفظ أسرار صديقه ولا يفشي بها أبداً.
ولم يكتفِ علم اللغات بتفسير هذه الكلمة، بل فسّرت الفلسفة هذا المصطلح من خلال تحليلات الفلاسفة الإغريق ومنهم أفلاطون وأرسطو وغيرهم. إعتبَر أفلاطون بأنّ الصداقة هي علاقة محبة بين الأنا والغير.
أمّا آرسطو فيميّز ثلاثة أنواع من الصداقة: صداقة المنفعة وصداقة المتعة اللتان لا تُعتبران صداقة حقيقية، وثالث نوع هو صداقة الفضيلة وهي الصداقة الحقيقية والتي نادراً ما تقوم بين الناس. ويضيف آرسطو بأنّ صداقة «الفضيلة» لو رَبطت جميع الأشخاص لَما احتاجوا إلى عدالة وقوانين.
علم النفس والصداقة
الكثير من مدارس عِلم النفس فسّرت الصداقة من الناحية النفسية إنطلاقاً من السؤال التالي: لماذا يمكن أن أكون صديقاً لهذا الشخص وليس لآخر؟ واعتبَر علم النفس بأنّ الصداقة هي شعور بالاتفاق والجاذبية وبالعاطفة الإيجابية بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص. وعلاقة الصداقة، لا تُبنى على المنافع المادية بل تتحلّى بالتعاطف والاستفادة المعنوية المتبادلة ومساعدة الصديق إلى أقصى حدّ بدون أيّ استفادة مادية.
ويَفهم الطفل مبدأ الصداقة عندما يتجاوز السنتين أو الثلاث سنوات. وتتّضح الصداقة منذ اللحظة الأولى بين الأطفال في الصفوف الدراسية، وتقوم على السعادة والعطف المتبادل والمشاركة. ويمكن أن تستمر هذه الصداقة سنواتٍ وسنوات وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة. فكم من الأشخاص، ربَطتهم الصداقة في كلّ مراحل حياتهم.
ويشير عِلم النفس الإجتماعي، إلى أنّ الصداقة هي حاجة ضرورية لحياة الإنسان. فيلعب الأصدقاء دوراً بارزاً بتقديم العاطفة والنصائح الإيجابية والدعم المعنوي وطبعاً الحنان بدون أيّ مقابل. ومن المستحسن أن يكون الصديق موضوعياً في «مساعدة» صديقه. ولكن هذا لا يعني أنّ الأصدقاء لا يتشاجرون أبداً.
طبيعة الخلاف بين الأصدقاء
هناك تصرفات كثيرة، تساعد على ظهور المشاكل بين الأصدقاء:
أولاً، الخيانة وإفشاء الأسرار، فخيانة الأمانة من التصرفات التي تؤثر نفسياً على الصداقة بين الأصحاب.
ثانياً، إختلاف وجهات النظر في بعض المواضيع الشخصية وتعارض الآراء ورفض الآخر. كما أنّ النميمة والكذب يمكن أن يسبّبا مشاكل جمّة في الصداقة.
ثالثاً، السخرية والاستهزاء والحقد من الأسباب المباشرة للخلاف بين الأصدقاء وتؤدي إلى جرح مشاعر الصديق.
رابعاً، الصديق العنيد والمتشبّث برأيه والذي يعارض كلّ الأفكار كما يستعمل كلمات بذيئة طوال الوقت، تمزّق تصرّفاته العلاقة الأخوية مع صديقه.
خامساً، الغيرة، خصوصاً بين الصديقات، تبعِد المودّة بينهنّ. وعادةً ما يكون سبب الغيرة شعور شخصٍ بتفوّق الآخر عليه إنْ لناحية المظهر الخارجي أو المستوى الاجتماعي أو المهني... وطبعاً الغيرة ليست فقط موجودة بين النساء ولكن أيضاً بين الرجال.
سادساً، التكبّر والتعالي يسبّبان الكثير من المشاكل بين الأصدقاء ولا يمكن أن ننكر بأنّ التنافس غير الإيجابي والغرور والتفاخر وعدم الإهتمام بالصديق... وغيرها من الأسباب يمكن أن تشكّل مصدرَ خلافات بين الأصدقاء.
كيفية اختيار الصديق
هناك معايير محدّدة لاختيار صديق، وهناك بعض الصفات التي يجب أن يجدها الشخص عند صديقه وهي:
• نقاط التقارب بين الشخصيتين. أي أن تتشابه الصفات الشخصية لكل صديق مع صديقه.
• الشخصية الإيجابية، إذ يجب أن يبتعد الإنسان قدر الإمكان عن الأشخاص الذين يتكلمون بطريقة سلبية. فالصديق المناسب هو صديق إيجابيّ يحمل كلّ معاني المحبة وينظر إلى الحياة بنظرة التفاؤل.
• أن يتمتّع هذا الشخص الذي نرجو صداقته بالمودّة والتآلف بعيداً عن الاختلاف والخلاف الذي يصنع النزاع، والكراهية.
• أن يتمتّع الصديق بالصدق والأمانة، فالصديق المناسب لا يكذب.
• الصديق المناسب هو الشخص الذي يقف مع صديقه ولا يخذله في المواقف الصعبة، بل يقوم بالمستحيل لمساعدته.
• حافظ الأسرار. فالصديق الحقيقي يحفظ أسرار صديقه ولا يفشي بها أبداً.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
08:07
هيكل: أنا أعطيت هذه الأوامر
1
08:01
تظاهرات النازحين: انتشار أمني ـ سياسي... والمقاربة المختلفة بين برّاك وعيسى
2
07:52
حربُ الأخبار الكاذبة: جزءٌ من حرب هجينة
3
09:11
نصابُ الجلسة النيابية "التطيير"... تابع
4
Dec 16
الحرب مؤجّلة حتى الربيع
5
Dec 16
"تدرّبا في لبنان"... بريطانيا تتّهم شخصين بالانتماء الى "الحزب"
6
07:45
معضلة زيلينسكي: إلى أي حدّ على أوكرانيا أن تتنازل؟
7
08:45
تحضيراتٌ ناشطة لباريس و"الميكانيزم"... وواشنطن "لمنع تفجير الحرب"
8