هل يمكنك الفوز في كفاحك ضد الربو؟
هل يمكنك الفوز في كفاحك ضد الربو؟
اخبار مباشرة
جنى جبّور
عندما نفكر بالربو، نتصوّر شخصاً يعطس أو يصفّر عند التنفس، وغالباً ما تبدو عليه آثار المرض. ولكن، أهذه هي الحال في كلّ مرّة؟ نحاول دائماً الهرب من الحقيقة المؤلمة للمرض ونتجاهلها، ما يجعل الوضع أسوأ. إلّا أنها ليست نهاية العالم إذا تمّ تشخيص الحالة على أنّها مرض الربو. وقد يثير الدهشة أن نعلم أنّه يمكن التحكّم بهذا المرض والسيطرة عليه. ولكن كيف؟
في اليوم العالمي للربو، نحتفل هذه السنة بروحيّة هؤلاء الفائزين، الذين انتصروا في معركتهم ضد المرض وضد المحرّمات التي يضعها المجتمع والمتعلقة به. ويمكن للوعي حوله، وتقبّله، والإلتزام بالعلاج المناسب، أن تجعل المصاب يفوز ضده. اليوم، فلنتعلّم منهم كيف جعلوا هذا الأمر ممكناً من خلال العلاج بالاستنشاق.
هدوء العوارض
إنّ عدم وجود أيّ عارض لا يعني عدم وجود مرض الربو. ويبقى هذا الأمر أكبرَ تحدٍ للتحكّم بهذا المرض، حيث يتوقف المصاب عن تناول الأدوية عند هدوء العوارض. ويعود السبب بشكل رئيسيّ إلى الرغبة في توفير كلفة الأدوية. وللأسف، قد ينتج عن هذا الأمر تدهور في حالة المرض وإزدياد فرص تفاقم العوارض في أيّ وقت، ولكن هذه المرّة مع تأثير مضاعف.
تفاقم العوارض ليلاً
الى ذلك، من المعروف أنّ الربو مرض مزمن يتّسم بحدوث نوبات متكرّرة تراوح بين عسر التنفس والأزيز، وهي تختلف في شدّتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر عوارضه مرات عدّة في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل.
وأثناء نوبة الربو، تتورّم بطانة أنابيب الشُعب الهوائية، ما يؤدّي إلى تضييق المسالك التنفسية والحدّ من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها. وكثيراً ما تُسبب هذه العوارض المتكرّرة الأرق والإرهاق أثناء النهار وانخفاض مستويات النشاط والتغيّب عن المدرسة والعمل. وتنخفض نسبياً معدلات الوفيات الناجمة من الربو مقارنةً بأمراض مزمنة أخرى.
نسبة المصابين في لبنان
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هناك نحو 235 مليون شخص يعانون حالياً من الربو، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. أمّا في لبنان فسجّلت الإحصاءات 6 في المئة للمصابين الأطفال و6 في المئة للكبار، من الحالات المشخّصة.
وفي هذا الإطار، حاورت «الجمهورية» الإختصاصية في الأمراض التنفسية والحساسية الدكتور ميرنا واكد التي قالت: «كلّ يوم يطلب 10 إلى 15 مريضاً إستشارتي ليس فقط حول المرض بل أيضاً حول التوقف عن تناول الدواء. ونجد أنّ الإلتزام بتناول الأدوية الخاصة بالربو، متدنٍ جدّاً ويميل إلى التداعي بعد أشهر قليلة لدى كلّ من الأولاد والبالغين. وتقدّر نسبة عدم الالتزام بحوالى 70 في المئة.
وأسباب توقف المرضى عن تناول أدويتهم بواسطة أجهزة الاستنشاق هي جرّاء المخاوف غير الضرورية حول تكلفة الأدوية، والآثار الجانبية، والمعتقدات حول أجهزة الاستنشاق، ووصمات العار الإجتماعية».
المستشفى والعناية الفائقة
لا يمرّ التوقف عن تناول الدواء مرور الكرام، فهذه الخطوة كفيلة بزيادة العوارض وتسجيل بعض المضاعفات، وبحسب واكد «تنتج عن ذلك، زيادة نوبات الربو والسعال والشعور بضيق النفس، كما ستتراجع حالة المريض. والتوقف العشوائي عن تناول الأدوية التي وصفها المختص ستسبّب له حتماً نوبات ربو متكرّرة».
وعلى رغم أنّ الربو لا يمكن الشفاء منه، فإنّ التدابير العلاجية المناسبة يمكن أن تسيطر على المرض وأن تمكِّن المصابين من التمتع بنوعية حياة جيّدة. وتختلف مدّة العلاج بحسب الحالة، وتفصّل واكد «إذا كان المرض غير متطوّر فالعلاج لن يكون لمدّة طويلة، والعكس صحيح. وهذا الموضوع يحدده الطبيب المعالج للمريض بحسب نتيحة الفحوصات التي تُظهر مرحلة المرض.
وهنا من المهم أن يعلم المرضى أنّ دواء الربو يشبه دواء الضغط والسكري، لذلك من المهم الالتزام به لتسهيل حياة المريض، الذي إذا أهمل نفسه وإمتنع عن الدواء سيشعر بالتعب عند القيام بأقل مجهود، وسيُصاب بالسعال المزمن، وسيكون عرضةً للنوبات وضيق النفس وإنخفاض الأوكسيجين في جسمه، خصوصاً في فصل الربيع. وهذه العوارض تكون كفيلة بإدخاله الى المستشفى والعناية الفائقة».
أحدث العلاجات
ساعدت العلاجات المتطوّرة في الحدّ من العوارض والمضاعفات الآنف ذكرها، وتشير واكد الى أنّه «لكي يكون الشخص فائزاً ضد مرض الربو، يجب أن يخضع إلى علاج مناسب على سبيل المثال: العلاج بواسطة أجهزة الاستنشاق.
فمثلاً يُعتبر علاج الكورتيكوستيرويد المستنشق أساسيّاً للتحكّم بمرض الربو. وللحصول على فعاليّة وسلامة أيّ وسيلة علاجيّة، يُعتبر وصول الأدوية الأقصى هو أمر بالغ الأهميّة. في حالة علاج الكورتيكوستيرويد المستنشق يصل الدواء إلى الممرات الهوائيّة الملتهبة مباشرةً في جرعات صغيرة، ما يحدّ من الآثار الجانبيّة المحتملة».
نصائح
الإلتزام بالعلاج أمر أساسي وضروري، وثمّة نصائح تفيد في الوقاية للحدّ من العوارض، وتلفت واكد الى أنّه «يجب أنّ يمتنع الشخص الذي يعاني من حساسية الربيع عن الخروج من منزله دون كمامة، كذلك يجب على مريض الربو الابتعاد نهائياً من التدخين بكل أشكاله (سجارة ونرجيلة)، أو حتّى الجلوس ببيئة مدخّنة (التدخين السلبي). ومن المهم أن لا يتواجد في مكان تكثر فيه الرطوبة والغبار، وأن لا يضع «الموكيت» في غرفته.
أمّا بالنسبة للمجهود والرياضة، فيمكن للمصاب مزاولة النشاطات الرياضية شرط الإلتزام بتعليمات الطبيب المعالج وبالأدوية. وتجدر الإشارة الى أنّ كثيراً من المصابين هم رياضيون من الطراز الأول».
دليل المساعدة
من المهم التوجّه الى الطبيب للتشخيص في حال أُصيب الشخص بسعال لأكثر من 3 أسابيع، أو من صفير على مستوى الصدر أو نوبات صفير في الليل.
وتختم واكد: «يحتاج المرضى لاكتساب المعلومات المناسبة والمثبت صحتها عن العوارض الصحيحة والعلاج ونصائح عن الرعاية. وتجدون في ما يلي أحد المواقع الإلكترونيّة التثقيفيّة للمرضى المصابين والذي يسهل فهمه ويتناول معلومات مؤكّدة من قبل الطبيب حول الربو: «www.breathefree.com».
هدوء العوارض
إنّ عدم وجود أيّ عارض لا يعني عدم وجود مرض الربو. ويبقى هذا الأمر أكبرَ تحدٍ للتحكّم بهذا المرض، حيث يتوقف المصاب عن تناول الأدوية عند هدوء العوارض. ويعود السبب بشكل رئيسيّ إلى الرغبة في توفير كلفة الأدوية. وللأسف، قد ينتج عن هذا الأمر تدهور في حالة المرض وإزدياد فرص تفاقم العوارض في أيّ وقت، ولكن هذه المرّة مع تأثير مضاعف.
تفاقم العوارض ليلاً
الى ذلك، من المعروف أنّ الربو مرض مزمن يتّسم بحدوث نوبات متكرّرة تراوح بين عسر التنفس والأزيز، وهي تختلف في شدّتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر عوارضه مرات عدّة في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل.
وأثناء نوبة الربو، تتورّم بطانة أنابيب الشُعب الهوائية، ما يؤدّي إلى تضييق المسالك التنفسية والحدّ من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها. وكثيراً ما تُسبب هذه العوارض المتكرّرة الأرق والإرهاق أثناء النهار وانخفاض مستويات النشاط والتغيّب عن المدرسة والعمل. وتنخفض نسبياً معدلات الوفيات الناجمة من الربو مقارنةً بأمراض مزمنة أخرى.
نسبة المصابين في لبنان
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هناك نحو 235 مليون شخص يعانون حالياً من الربو، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. أمّا في لبنان فسجّلت الإحصاءات 6 في المئة للمصابين الأطفال و6 في المئة للكبار، من الحالات المشخّصة.
وفي هذا الإطار، حاورت «الجمهورية» الإختصاصية في الأمراض التنفسية والحساسية الدكتور ميرنا واكد التي قالت: «كلّ يوم يطلب 10 إلى 15 مريضاً إستشارتي ليس فقط حول المرض بل أيضاً حول التوقف عن تناول الدواء. ونجد أنّ الإلتزام بتناول الأدوية الخاصة بالربو، متدنٍ جدّاً ويميل إلى التداعي بعد أشهر قليلة لدى كلّ من الأولاد والبالغين. وتقدّر نسبة عدم الالتزام بحوالى 70 في المئة.
وأسباب توقف المرضى عن تناول أدويتهم بواسطة أجهزة الاستنشاق هي جرّاء المخاوف غير الضرورية حول تكلفة الأدوية، والآثار الجانبية، والمعتقدات حول أجهزة الاستنشاق، ووصمات العار الإجتماعية».
المستشفى والعناية الفائقة
لا يمرّ التوقف عن تناول الدواء مرور الكرام، فهذه الخطوة كفيلة بزيادة العوارض وتسجيل بعض المضاعفات، وبحسب واكد «تنتج عن ذلك، زيادة نوبات الربو والسعال والشعور بضيق النفس، كما ستتراجع حالة المريض. والتوقف العشوائي عن تناول الأدوية التي وصفها المختص ستسبّب له حتماً نوبات ربو متكرّرة».
وعلى رغم أنّ الربو لا يمكن الشفاء منه، فإنّ التدابير العلاجية المناسبة يمكن أن تسيطر على المرض وأن تمكِّن المصابين من التمتع بنوعية حياة جيّدة. وتختلف مدّة العلاج بحسب الحالة، وتفصّل واكد «إذا كان المرض غير متطوّر فالعلاج لن يكون لمدّة طويلة، والعكس صحيح. وهذا الموضوع يحدده الطبيب المعالج للمريض بحسب نتيحة الفحوصات التي تُظهر مرحلة المرض.
وهنا من المهم أن يعلم المرضى أنّ دواء الربو يشبه دواء الضغط والسكري، لذلك من المهم الالتزام به لتسهيل حياة المريض، الذي إذا أهمل نفسه وإمتنع عن الدواء سيشعر بالتعب عند القيام بأقل مجهود، وسيُصاب بالسعال المزمن، وسيكون عرضةً للنوبات وضيق النفس وإنخفاض الأوكسيجين في جسمه، خصوصاً في فصل الربيع. وهذه العوارض تكون كفيلة بإدخاله الى المستشفى والعناية الفائقة».
أحدث العلاجات
ساعدت العلاجات المتطوّرة في الحدّ من العوارض والمضاعفات الآنف ذكرها، وتشير واكد الى أنّه «لكي يكون الشخص فائزاً ضد مرض الربو، يجب أن يخضع إلى علاج مناسب على سبيل المثال: العلاج بواسطة أجهزة الاستنشاق.
فمثلاً يُعتبر علاج الكورتيكوستيرويد المستنشق أساسيّاً للتحكّم بمرض الربو. وللحصول على فعاليّة وسلامة أيّ وسيلة علاجيّة، يُعتبر وصول الأدوية الأقصى هو أمر بالغ الأهميّة. في حالة علاج الكورتيكوستيرويد المستنشق يصل الدواء إلى الممرات الهوائيّة الملتهبة مباشرةً في جرعات صغيرة، ما يحدّ من الآثار الجانبيّة المحتملة».
نصائح
الإلتزام بالعلاج أمر أساسي وضروري، وثمّة نصائح تفيد في الوقاية للحدّ من العوارض، وتلفت واكد الى أنّه «يجب أنّ يمتنع الشخص الذي يعاني من حساسية الربيع عن الخروج من منزله دون كمامة، كذلك يجب على مريض الربو الابتعاد نهائياً من التدخين بكل أشكاله (سجارة ونرجيلة)، أو حتّى الجلوس ببيئة مدخّنة (التدخين السلبي). ومن المهم أن لا يتواجد في مكان تكثر فيه الرطوبة والغبار، وأن لا يضع «الموكيت» في غرفته.
أمّا بالنسبة للمجهود والرياضة، فيمكن للمصاب مزاولة النشاطات الرياضية شرط الإلتزام بتعليمات الطبيب المعالج وبالأدوية. وتجدر الإشارة الى أنّ كثيراً من المصابين هم رياضيون من الطراز الأول».
دليل المساعدة
من المهم التوجّه الى الطبيب للتشخيص في حال أُصيب الشخص بسعال لأكثر من 3 أسابيع، أو من صفير على مستوى الصدر أو نوبات صفير في الليل.
وتختم واكد: «يحتاج المرضى لاكتساب المعلومات المناسبة والمثبت صحتها عن العوارض الصحيحة والعلاج ونصائح عن الرعاية. وتجدون في ما يلي أحد المواقع الإلكترونيّة التثقيفيّة للمرضى المصابين والذي يسهل فهمه ويتناول معلومات مؤكّدة من قبل الطبيب حول الربو: «www.breathefree.com».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:46
الحرب مؤجّلة حتى الربيع
1
07:43
فخٌ إسرائيلي محفوف بالمخاطر
2
07:35
المسيحيّون في لبنان: هواجس سياسية بجذور لاهوتية
3
11:54
30 باصًا.. هبة قطرية للبنان
4
09:01
مصدرٌ رفيع لـ"الجمهورية": مستعدّون للوصول إلى تفاهم أمنيّ مع إسرائيل
5
07:39
آلية إنقاذ الأرواح والممتلكات... «الميكانيزم» نموذجاً
6
06:36
مانشيت "الجمهورية": إشارات خارجية تقلّل من احتمالات الحرب... عون: يبثون الشائعات لأسباب سياسية
7
09:44
إليكم جديد أسعار المحروقات...
8